يبدو الأمر وكأنه مزحة عندما نسمع أن هاري كاين قائد منتخب إنكلترا ومهاجم بايرن ميونيخ، سجل 351 هدفًا في 559 مباراة دون أن يحصل على أي لقب احترافي في مسيرته، حيث تستمر العقدة لمهاجم توتنهام السابق قبل نهائي آخر حاسم في مسيرته مع منتخب الأسود الثلاثة، عندما يواجه غدًا إسبانيا في نهائي يورو 2024.
وتبدو مهمة هاري كاين هي كسر اللعنة التي تضطهده وتعذبه طوال مسيرته والتي تبدو غير مفهومة، فقد كان الجميع يعتقد أنه سينهي الموسم الحالي بأول ألقابه، بسبب انضمامه إلى البايرن، الذي اعتاد الفوز بكل شيء دائمًا، لكن ولسوء الحظ الذي يلازمه دائمًا؛ فقد خرج البافاري خالي الوفاض من أي بطولات في الموسم المنقضي، ولم يقصّر هاري كاين في أي شيء، بل حصد الحذاء الذهبي كأفضل هداف للدوريات الأوروبية.
سوء حظ رغم تألق كاين
هاري كاين هو ثاني أفضل هداف في تاريخ الدوري الإنكليزي الممتاز، غادر السبيرز خالي الوفاض بعد مسيرة كاملة مع الفريق اللندني، وصحيح أن الدوري الإنكليزي الممتاز هو المنافسة الأكثر تنافسًا ومن الصعب جدًا الفوز بها، لكن المهاجم الهداف لم يتمكن من رفع أي كأس بقميص "السبيرز" أيضًا.
إلى جانب ذلك، في المباريات النهائية القليلة التي لعب فيها، لم يتمكن من تسجيل أي هدف، كما حدث في كأس أمم أوروبا 2020، على الرغم من أنه سدد تسديدته بشكل صحيح في ركلات الترجيح، رغم أنها لم تكن ذات فائدة تذكر، لأن فريق المدرب ساوثغيت خسر بركلات الترجيح أمام إيطاليا على ملعب ويمبلي.
اللعنة بدأت مبكرًا
ومن الغريب أن لعنة كاين بدأت معه وهو صغير جدًا، فقد فازت إنكلترا بنهائي بطولة أوروبا تحت 17 سنة في عام 2010 على وجه التحديد ضد إسبانيا، وقد غاب هو عن المباراة بسبب المرض، والآن سيكون لديه نوع من الانتقام من رجال لويس دي لا فوينتي.
لعب هاري كاين ثلاث نهائيات أخرى بخلاف يورو 2020، ولم ينجح في أي منها، والأكثر من ذلك، دون أن يسجل لفريقه أي هدف، اثنان في كأس الرابطة الإنكليزية، وكانت الخسارة الأولى أمام تشيلسي (2-0) في 2014/15 وبعد سنوات أمام مانشستر سيتي (1-0) في 2020/21، وتعد المباراة الأكثر صعوبة في مسيرته بلا شك هي نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2018/2019، والخسارة أمام ليفربول (0-2).
ورغم الأرقام الفردية الرائعة التي يمتلكها كاين كونه ثاني هدافي الدوري الإنكليزي الممتاز عبر التاريخ، وتسجيل 36 هدفًا في اول مواسمه في الدوري الألماني مع بايرن ميونيخ، إلا أن لاعب بحجم وقيمة قائد منتخب الأسود لم يحصد أي لقب طوال مسيرته، وهو الأمر الذي بات بمثابة لعنة.