محمد عرفة
سنوات ذهبية يعيشها منتخب الأرجنتين تحت قيادة مدربه ليونيل سكالوني، بعدما أحكم "راقصو التانغو" قبضتهم على البطولات الكبرى في العالم خلال السنوات الأخيرة.
واصل المنتخب الأرجنتيني هيمنته على بطولة "كوبا أميركا"، حيث نجح في التتويج باللقب للمرّة الثانية توالياً على حساب منافسه الكولومبي.
ونجح فريق المدرب سكالوني في إنهاء مغامرة منتخب كولومبيا وإيقاف سلسلة اللاهزيمة التاريخية، بانتصار صعب 1-0 في الوقت الإضافي، عقب انتهاء المباراة النهائية بالتعادل السلبي، على ملعب هارد روك في الولايات المتحدة الأميركية.
هيمنة قارية
نجح منتخب الأرجنتين في فضّ الشراكة مع نظيره الأوروغوياني والانفراد بصدارة قائمة المنتخبات الأكثر تتويجاً بلقب "كوبا أميركا" على مرّ العصور.
ورفع "راقصو التانغو" رصيدهم إلى 16 لقباً في البطولة القارية، لينفردوا بالصدارة بعد لقبين متتاليين، مقابل 15 لقباً لمنتخب الأوروغواي جاء آخرها عام 2011.
وبدأت رحلة الأرجنتين مع مشوار التتويجات في "كوبا أميركا" خلال نسخة 1921 التي استضافتها على أراضيها، ثم حصدت اللقب الرابع عشر عام 1993 قبل أن تعود لمنصة التتويج مرّة أخرى بعد غياب 28 عاماً في النسخة الماضية 2021 على حساب البرازيل بهدف من دون مقابل، ثم مواصلة الهيمنة في أميركا اللاتينية باللقب السادس عشر.
وكانت آخر مرّة فاز فيها منتخب الأرجنتين بألقاب أكثر من أي فريق آخر في البطولة القارية عام 1993، عندما حصد البطولة الرابعة عشرة، بينما فاز الأوروغواي بـ13 لقباً خلال نفس الفترة.
ثلاثية تاريخية
حفر الجيل الحالي للمنتخب الأرجنتيني اسمه بحروف من ذهب، باعتباره واحداً من أنجح الفرق على المستوى الدولي في تاريخ كرة القدم.
وتُوّج فريق المدرب سكالوني باللقب الثالث توالياً في البطولات الكبرى، حيث حصد لقب النسخة السابعة والأربعين من أقدم بطولة قارية للمنتخبات في العالم على حساب "السيليساو" قبل ثلاثة أعوام.
ثم فاز منتخب الأرجنتين في العام التالي بلقب كأس العالم عام 2022 في قطر، للمرّة الثالثة في تاريخه، بالفوز على منتخب فرنسا بركلات الترجيح بنتيجة 4-2، بعد التعادل 3-3 في الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة، قبل أن يكمل الثلاثية في العام الجاري 2024 باللقب القاري الثاني توالياً.
ونجح النجم الأرجنتيني ميسي ورفاقه في معادلة إنجاز المنتخب الإسباني التاريخي، خلال الفترة من 2008 حتى 2012، والتي تُوّج خلالها بثلاث بطولات كبرى وهي يورو 2008، كأس العالم 2010 بالإضافة إلى يورو 2012.
دموع ميسي تتصدّر المشهد
عاش النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، لاعب إنتر ميامي الأميركي، لحظات عصيبة خلال النهائي، بعدما تعرّض للإصابة فشل على إثرها في استكمال المباراة ليغادر أرضية الملعب منهمراً في البكاء.
وتُعتبر هذه المرّة هي الثالثة التي يتمّ فيها استبدال ميسي في مباراة بكوبا أميركا والأولى منذ تموز (يوليو) 2007 أيضاً في مباراة ضدّ منتخب كولومبيا.
وبعمر 37 عاماً و20 يوماً، أصبح ليونيل ميسي أكبر لاعب سناً يشارك في نهائي البطولة القارية في القرن الحادي والعشرين، كما بات أول لاعب يشارك في 5 نهائيات عبر التاريخ (2007 و2015 و2016 و2021 و2024)، متجاوزاً خافيير ماسكيرانو (2004 و2007 و2015 و2016).
لاوتارو هداف من ذهب
يُعتبر الدولي الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز، مهاجم إنتر ميلان الإيطالي، من أبرز النجوم الذين ساهموا في تتويج منتخب بلاده باللقب القاري للنسخة الثانية توالياً.
وقدّم المهاجم البالغ من العمر 26 عاماً، أداءً رائعاً، على الرغم من عدم الاعتماد عليه بشكل أساسي في العديد من المباريات، وآخرها في النهائي، عندما شارك كبديل في الوقت الإضافي، لكنه نجح في تسجيل هدف التتويج الغالي.
وتُوّج لاوتارو بجائزة أفضل هداف في "كوبا أميركا" 2024، برصيد 5 أهداف، حيث سجّل أكبر عدد من الأهداف للاعب أرجنتيني في نسخة واحدة من البطولة خلال القرن الحادي والعشرين، متساوياً مع ليونيل ميسي في عام 2016 وخوان رومان ريكيلمي في عام 2007.
وأصبح نجم "نيراتزوري" ثالث لاعب يسجّل في الوقت الإضافي في نهائي "كوبا أميركا"، بعد عام 1919 (فريدينرايش للبرازيل ضدّ أوروغواي) وعام 1937 (هدفان من فيسنتي دي لا ماتا للأرجنتين ضدّ البرازيل).
إيميليانو مارتينيز حصن منيع
قدّم الحارس الأرجنتيني لنادي أستون فيلا الإنكليزي، إيميليانو مارتينيز، أفضل مستوياته في البطولة القارية، حيث أصبح أول حارس مرمى في تاريخ "التانغو" يحافظ على نظافة شباكه 5 مرّات في نسخة واحدة من "كوبا أميركا".
وتكشف الإحصائيات أنه من بين الفرق التي لعبت 5 مباريات على الأقل في نسخة واحدة من بطولة "كوبا أميركا"، 4 فرق فقط تلقّت أقل من هدفين وهي: الأرجنتين في 2024 (1)، كولومبيا في 2001 (0)، البرازيل في 1989 (1) و2019 (1).
فوضى عارمة
فوضى عارمة من المشجعين شهدتها أنحاء ملعب هارد روك قبل ساعات من انطلاق نهائي النسخة الثامنة والأربعين من "كوبا أميركا"، وهو ما تسبّب في تأخير موعد البدء لمدة تصل إلى 80 دقيقة.
الأزمة التي عكّرت أجواء النهائي القاري بدأت عندما حاول عدد كبير من مشجعي كولومبيا اقتحام ملعب المباراة بلا تذاكر، وحاول الأمن منعهم من ذلك.
ونجح العشرات من المشجعين معظمهم من كولومبيا، في تخطّي الحاجز الأمني والدخول إلى الملعب، وهو ما تسبب في لحظات كبيرة من الفوضى والتوتر، قبل وقت قصير من صافرة الانطلاق، ليتقرّر تأجيل المباراة لبعض الوقت، ثم جرت السيطرة على الوضع وجرى القبض على بعض المتورطين في أعمال الشغب.
وأعلن اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم "الكونميبول" في البداية تأجيل النهائي لمدة تصل لـ 30 دقيقة بسبب مشكلة في دخول المشجعين، ثم تقرّر التأجيل للمرّة الثانية لمدة 15 دقيقة، ونفس المدة في الفترة الثالثة، قبل أن يتمّ الإعلان عن التأجيل الرابع والأخير لمدة تبلغ 20 دقيقة.