إسبانيا بطلة يورو 2024 بقيادة لويس دي لا فوينتي. (أ ف ب)
تشكّر لويس دي لا فوينتي، مدرب إسبانيا، لاعبيه على تحقيق لقب كأس أوروبا للمرّة الرابعة القياسية، بعد الفوز على إنكلترا 2-1 الأحد في برلين، قائلاً إنهم لطالما آمنوا به في الوقت الذي شكّك غيرهم بقدراته.
تولّى دي لا فوينتي (63 عاماً) المهمة الفنية خلفاً للويس إنريكي بعد الخروج من ثمن نهائي كأس العالم 2022، لكنّ الكثيرين شككوا بخبرة الرجل وما يُمكن أن يُقدّمه للمنتخب الذي غابت الكأس الأوروبية عن خزائنه منذ 12 عاماً.
بعد خسارةٍ "مذلّة" أمام اسكتلندا (0-2) في تصفيات البطولة الأوروبية في آذار (مارس) 2023، أشارت بعض وسائل الإعلام المحلية إلى أنّ المدرب الذي عمل مع الفئات العمرية، قد يكون على وشك الإقالة.
منذ ذلك الحين، لم تخسر إسبانيا أي مباراة خارج الإطار الوديّ، فتغلّبت على إيطاليا التي كانت حاملة اللقب، وألمانيا المستضيفة، في طريقها إلى النهائي حيث فازت على إنكلترا الوصيفة في النسخة الماضية أيضاً.
وصرّح دي لا فوينتي للصحافيين: "كنت واثقاً من أنّ لاعبي فريقي آمنوا بي... لعام ونصف لم يُخطئوا".
وأضاف: "الآن، هناك فرح وفخر واستمتاع باللحظة التي كسبناها. لم يُعطنا أحد أي شيءٍ مجاناً".
وأبدى دي لا فوينتي فخره بفريقه معتبراً أنه كان الأفضل في البطولة.
وتابع: "هذه المجموعة من اللاعبين قادرة على الاستمرار في التطوّر لأنهم لا يتعبون من هذا الأمر، من المنافسة، من محاولة الفوز، من جعلك تفتخر بهم، من اليوم الأوّل حتى الأخير، حتى الآن".
وأردف: "أنا سعيد لبلدي، لإسبانيا، للحماس الذي وجدناه وأتمنى أن (الناس) يشعرون بالفخر عينه، بفضل كل هؤلاء اللاعبين".
"كتبنا التاريخ"
سجّل نيكو ويليامز هدف إسبانيا الأوّل في المباراة النهائية بصناعة من لامين يامال، وحصل على جائزة أفضل لاعب في المباراة.
وقال: "أردت أن تنتهي المباراة في حينها هناك (لحظة تسجيل الهدف)، لكنّ ذلك لم يحصل".
واعتبر لاعب أتليتك بلباو الشاب البالغ 22 عاماً أنّ منتخب بلاده لم يفز باللقب بسهولة، إذ نوّه: "كان علينا أن نُعاني. كان علينا أن نُعاني مثل الحيوانات".
وواصل: "حالياً، لا نستوعب ما فعلناه. سنعود إلى إسبانيا وسنكون قادرين على أن نعيش هذا الأمر مع المشجعين ونُعيد الحب الذي قدّموه لنا. أعتقد أننا كتبنا التاريخ".
وجاء والدا ويليامز إلى شمال إسبانيا كلاجئَين قادمين من غانا. شقيقه إيناكي الذي يلعب مع أتلتيك بلباو أيضاً، يُمثّل المنتخب الأفريقي.
وأهدى نيكو الفوز بلقب كأس أوروبا لوالديه وأشار إلى "تغيير تاريخي" في المنتخب الإسباني.
وأتم: "حاربت عائلتي من أجل هذه اللحظة. هذا (الفوز) لهم، لجميع من آمن بي منذ اللحظة الأولى".
وأضاف: "عانت عائلتي كثيراً للوصول إلى هنا. عانوا أكثر من غيرهم وغرسوا هذا الاحترام والوفاء في داخلي. في نهاية اليوم، أعتقد أنّ للاعبي كرة القدم أثر كبير على المجتمع وأنا سعيد للغاية لأننا نكتب التاريخ".
وأكد ويليامز أنّ زميله في المنتخب، يامال، الذي أصبح أصغر لاعب يشارك في البطولة عن 16 عاماً و338 يوماً، ثم أصغر لاعب على الإطلاق يُسجّل هدفاً في العرس القاري، وأخيراً أصغر لاعب يُحقق اللقب، "مذهل. لقد رأيتموه في البطولة".
"خسرنا أمام فريق أفضل"
على المقلب الآخر، قد يكون غاريث ساوثغيت، مدرب إنكلترا، أكثر الأشخاص الذين تعرّضوا للانتقاد في البطولة على الرغم من قيادته "الأسود الثلاثة" إلى المباراة النهائية للمرّة الثانية توالياً.
وسبق أن ألمح قبل انطلاق البطولة إلى أنها قد تكون محطته الأخيرة مع المنتخب، بغضّ النظر عن النتيحة، علماً أنّ عقده مع الاتحاد الإنكليزي للعبة ينتهي في نهاية العام الحالي.
وأجاب على سؤال بشأن مستقبله مع المنتخب: "لا أعتقد أنّ الوقت الحالي مناسب لاتخاذ قرار من هذا النوع. أحتاج إلى التحدّث مع الأشخاص المناسبين. الآن ليس الوقت".
وعن لاعبيه، أشار إلى أنه "من دون شك، تمتلك إنكلترا بعض أفضل اللاعبين الشباب وحتى أنّ بعضهم يمتلك الكثير من الخبرة. العديد من لاعبي هذا الفريق سيبقون في الفريق لسنتين، أربع، ست وثماني سنوات مقبلة".
وعلّق المدرب على المنتخب الإسباني الذي حقق اللقب: "لقد كانوا الفريق الأفضل في البطولة وكانوا الأفضل الليلة (الأحد)".
وأردف: "في نهاية الأمر خسرنا أمام فريق أفضل منا وعلينا أن نُفكّر كيف حصل ذلك لكنّ الأمر واضح تماماً في ذهني"، لافتاً إلى أنّ المنتخب المنافس تحكّم بالكرة واستحوذ عليها بشكل أفضل ولفترة أطول.