النهار

فوضى وجرس إنذار لمونديال 2026... الولايات المتحدة تحت النار
عبد الناصر حرب
المصدر: النهار العربي
حين فازت الولايات المتحدة باستضافة نهائيات كأس العالم 2026 ضمن ملف ثلاثي إلى جانب المكسيك وكندا، شكر رئيس الاتحاد الأميركي السابق لكرة القدم كارلوس كورديرو كل من صوّت على "منحنا شرف استضافة مونديال 2026"، مشيراً إلى أن العاملين في هذا الملف تأثروا "بالثقة التي منحنا إياها زملاؤنا في عائلة فيفا".
فوضى وجرس إنذار لمونديال 2026... الولايات المتحدة تحت النار
اعتقال مشجع كولومبي قبل لقاء الأرجنتين (أ ف ب)
A+   A-
حين فازت الولايات المتحدة باستضافة نهائيات كأس العالم 2026 ضمن ملف ثلاثي إلى جانب المكسيك وكندا، شكر رئيس الاتحاد الأميركي السابق لكرة القدم كارلوس كورديرو كل من صوّت على "منحنا شرف استضافة مونديال 2026"، مشيراً إلى أن العاملين في هذا الملف تأثروا "بالثقة التي منحنا إياها زملاؤنا في عائلة فيفا".
 
وصوّتت الجمعية العامة للاتحاد الدولي لكرة القدم في حزيران (يونيو) 2018 من أجل اختيار البلاد التي ستنظم كأس العالم 2026، وأسفر التصويت عن فوز الملف الثلاثي المشترك للولايات المتحدة وكندا والمكسيك على حساب المغرب (134 صوتاً مقابل 65).
 
وكان الملف الثلاثي معتمداً على بنية تحتية متطورة وجاهزة لا سيما لجهة الملاعب، لكن وقتها كان أيضاً عرضة لتأثير رياح سياسية لا سيما الدعم الذي وفره الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وصولاً إلى حد تحذيره بمعاقبة الدول التي لا تصوّت لهذا الملف الذي يعرف باسم "يونايتد 2026".
 
وقال وقتها: "سيكون من العار أن تقوم الدول التي نساندها في كل الظروف بمقاطعة الملف الأميركي. لماذا يتعين علينا مساندة هذه الدول عندما لا تدعمنا؟".
 
لكن، يبدو أن هذه الثقة لم تكن في مكانها الصحيح، أقله حتى الآن، بعد التنظيم السيئ الذي قدّمته الولايات المتحدة لمنافسات كوبا أميركا 2024، والتي وصلت إلى حد تهديد كل من ينتقد "هذه الفوضى".
 
الجميع تحت التهديد!
 
لم يستطع المدير الفني لمنتخب الأوروغواي مارسيلو بييلسا تحمّل ما حدث من فوضى، ليفتح النار على الولايات المتحدة واتحاد أميركا الجنوبية بسبب التنظيم وسوء أرضية الملاعب، مشدداً على أن "كل من ينتقد البطولة وملاعبها يُهدّد!".
 
وقال بييلسا: "اللجنة المنظمة اعتذرت لنا بسبب ملاعب التدريب الكارثية"، مشيراً إلى أن من يتكلم يتعرّض "للتهديد"، ومنهم نظيره في الأرجنتين ليونيل سكالوني، الذي قالوا له عندما انتقد سوء حالة الملاعب "لا تتحدث عن هذا الأمر مرة أخرى".
 
أضاف: "عقدوا مؤتمرات صحافية للقول إن الملاعب مثالية، لكن في الواقع فإن تقاطعات الأرضية غير متساوية. معسكرات التدريب لم تكن جاهزة. بوليفيا لم تتدرّب".
 
وشعر بييلسا بالغضب بعد فتح اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم، الذي ينظم البطولة، تحقيقاً في قضية الأوروغواي أمام كولومبيا، وانتقده بسبب فشله في حماية عائلات اللاعبين.
 
ساحة حرب... وكارثة
 
وإذا كان بالإمكان الحد، ولو أن هذا الأمر لن يكون سهلاً على الاطلاق، من المشاكل "الكثيرة" في أرضية الملاعب بخاصة والبنية التحتية عموماً، إلا أن التضارب والاعتداءات التي حصلت خلال أكثر من مباراة، "بروفة" خطرة قبل أقل من عامين على انطلاق المونديال، ولا يمكن تجاهلها، خصوصاً أن كوبا أميركا لم تشهد حضوراً جماهيرياً كبيراً، وشارك فيها 16 منتخباً فقط، أي ثلث العدد المتوقّع حضوره في كأس العالم 2026.
 
ويشهد المونديال المقبل مشاركة 48 منتخباً للكرة الأولى في التاريخ، حيث ستكون الولايات المتحدة ضمن ثلاث دول مستضيفة للحدث العالمي، وستقام المباريات في 16 مدينة، كالآتي: 11 أميركية (منها المواجهة النهائية)، و3 مكسيكية ومدينتان كنديتان.
 
وتأخر انطلاق المباراة النهائية للبطولة القارية بين الأرجنتين وكولومبيا لمدة ساعة و22 دقيقة بسبب فوضى الجماهير التي اقتحمت الملعب بالقوّة، عبر طرق مختلفة سواء من الأبواب الرئيسية أو من مجرى وفتحات التكييف المركزي، ما اضطر الشرطة إلى استخدام القوّة واعتقال العديد من الأشخاص الذين حاولوا دخول الملعب من دون تذاكر على ما يبدو.
 
وما زاد الطين بلّة أن المواجهة شهدت تدافعاً بين آلاف المشجعين الكولومبيين وضربهم لنظرائهم الأرجنتينيين، ما أثار القلق بسبب سوء التنظيم في الولايات المتحدة، قبل نحو سنتين من انطلاق الحدث الأبرز عالمياً.
 
واعتبر المدير الفني للأرجنتين ليونيل سكالوني أن منتخبه خاض تحدياً غريباً بسبب التأخير الطويل في انطلاق المباراة، قائلاً: "ما حصل قبل المباراة هو أمرٌ يصعب تفسيره واستيعابه. كان علينا أن نلعب المباراة من دون أن نعرف مكان عائلاتنا. لم تصلنا أي رسائل، بعضهم (العائلات) لم يردّوا. رأينا مقاطع الفيديو التي انتشرت ولم نكن على علم بما يحصل".
 
واشتبكت الشرطة وأفراد الأمن مع المشجعين الذين حاولوا دخول الملعب قبل انطلاق المباراة.
 
ويبقى السؤال الأهم: إذا لم تستطع الولايات المتحدة السيطرة على بطولة محدودة من 16 منتخباً وبحضور جماهيري قاري خجول جداً، فكيف ستنظّم بطولة بحجم كأس العالم وبمشاركة 48 منتخباً من مختلف أنحاء العالم؟

اقرأ في النهار Premium