أسدل المدرب الإنكليزي غاريث ساوثغيت الستار على مسيرته التدريبية مع منتخب "الأسود الثلاثة" التي استمرت لنحو ثماني سنوات، بعد أن أعلن استقالته من منصبه الثلثاء.
وجاء قرار المدرب البالغ من العمر 53 عاماً، بالرحيل عن تدريب المنتخب الإنكليزي، بعد يومين من خسارة النهائي الثاني على التوالي في بطولة كأس أمم أوروبا.
وسقط فريق المدرب غاريث ساوثغيت أمام إسبانيا 2-1 الأحد، في نهائي بطولة يورو 2024 التي أقيمت في ألمانيا، بعد أن خسر في نسخة 2020 أمام إيطاليا بركلات الترجيح في النهائي الذي أقيم على ملعب ويمبلي قبل ثلاث سنوات.
وقال ساوثغيت في بيان الاستقالة: "كمواطن إنكليزي فإني فخور للغاية، كان من دواعي التقدير في حياتي أن ألعب لمنتخب إنكلترا وأتولى تدريبه".
وأضاف: "لقد كان يعني كل شيء بالنسبة لي، وقد بذلت قصارى جهدي، ولكن حان وقت التغيير، وبدء فصل جديد. المباراة النهائية الأحد في برلين ضد إسبانيا كانت مباراتي الأخيرة كمدرب لإنكلترا".
وقاد ساوثغيت منتخب بلاده في 102 مباراة خلال ثماني سنوات وكان من المقرر أن ينتهي عقده في وقت لاحق من هذا العام وتحديداً في كانون الأول (ديسمبر) القادم.
ويعتبر ساوثغيت هو المدرب الوحيد، باستثناء الفائز بكأس العالم عام 1966 السير ألف رامسي، الذي قاد فريق منتخب "الأسود الثلاثة" إلى نهائي بطولة كبرى.
وقاد المدرب الإنكليزي منتخب بلاده للتأهل في أربع بطولات كبرى، حيث خاض نهائي أمم أوروبا مرتين متتاليتين، ووصل أيضاً إلى نصف نهائي كأس العالم 2018 وربع النهائي في مونديال قطر 2022.
وفاز ساوثغيت، الذي حل محل سام ألاردايس بعد فترة قصيرة قضاها في منصبه في 2016، بـ61 مباراة من أصل 102 مباراة قضاها في قيادة المنتخب الإنكليزي، وتعادل في 24 وخسر 17 مباراة، وسجل اللاعبين 217 هدفاً واستقبلت شباكهم 72 هدفاً.
وتولى المدافع السابق، الذي خاض 57 مباراة دولية مع منتخب "الأسود الثلاثة" بين عامي 1995 و2004، تدريب منتخب تحت 21 عاماً لمدة ثلاث سنوات بين عامي 2013 و2016 قبل توليه قيادة المنتخب الأول، وكانت تجربته الوحيدة في تدريب الأندية مع نادي ميدلسبره من عام 2006 إلى عام 2009.
بعد الوصول إلى المربع الذهبي وربع النهائي في كأس العالم، وكذلك ظهور آخر في نهائي بطولة أوروبا بعد ثلاث سنوات من حصولهم على المركز الثاني، فإن سجل ساوثغيت مثير للإعجاب بالنسبة للكثيرين لكن هناك شيء واحد مفقود في عهده وهو التتويج بالألقاب.
تعتبر بطولة كأس العالم 2018 في روسيا هي البطولة الأولى لساوثغيت، حيث قاد منتخب بلاده إلى الدور نصف النهائي قبل أن يخسر أمام وصيف البطل في النهاية كرواتيا .
ثم قاد إنكلترا إلى المركز الثالث في النسخة الأولى من بطولة دوري الأمم الأوروبية في عام 2020، حيث احتل صدارة مجموعته متفوقاً على إسبانيا وكرواتيا لكنه خسر أمام هولندا في الدور نصف النهائي.
في بطولة يورو 2020، نجح فريق المدرب ساوثغيت في صدارة مجموعته متقدما على اسكتلندا وكرواتيا وجمهورية التشيك، وفي نهاية المطافة وصل إلى المباراة النهائية لكن فشل في تخطي العقبة الأخيرة حيث خسر بركلات الترجيح أمام إيطاليا .
لم تكن مسيرة المنتخب الإنكليزي في النسخة الثانية من دوري الأمم الأوروبية جيدة حيث هبط إلى المستوى الثاني، أما في مونديال قطر 2022 تصدر "الأسود الثلاثة" المجموعة ثم تخطى السنغال في دور الستة عشر قبل أن يخسر أمام فرنسا في ربع النهائي.
وفي الظهور الأخير بالبطولات الكبرى وتحديداً النسخة السابعة عشر من كأس أمم أوروبا، تزايدت الضغوط على ساوثغيت هذا الصيف باعتبار المنتخب الإنكليزي أبرز المرشحين للفوز بالبطولة نظرا لوجود عدد كبير من النجوم الموهبين والمتألقين خاصة على المستوى الهجومي.
لكن خيب منتخب "الأسود الثلاثة" الآمال وقدم انطلاقة بطيئة للغاية خاصة مع أسلوب لعبه الحذر الذي يفتقد بشكل كبير للكرة الهجومية، قبل أن يتم تدارك الأمر والعودة إلى المسار الصحيح من خلال الوصول للنهائي الذي خسره أمام إسبانيا 2-1 في برلين.
ورغم فشله في التتويج بأي لقب خلال رحلة الثمانية سنوات مع منتخب إنكلترا إلا أن ساوثغيت وضع "الأسود الثلاثة" على المسار الصحيح بعد أن كانت أبرز إنجازاتهم منذ التتويج بمونديال 1966 هي المربع الذهبي في مونديال 1990 ويورو 1996، لكن قرار الرحيل جاء في الوقت المناسب خاصة وأن بعض الأصوات تعالت مؤخراً بضرورة بدء عصر جديد وقدوم مدرب يستطيع إعادة المنتخب لمنصات التتويج مرة أخرى.