خيبة أمل كبيرة للإنكليز في يورو 2024. (أ ف ب)
وجد الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم نفسه أمام مهمة صعبة لإيجاد البديل بعدما قرّر غاريث ساوثغيت الاستقالة من تدريب المنتخب الوطني عقب خسارة نهائي كأس أوروبا للمرّة الثانية توالياً.
وأقر ساوثغيت بأنّ "الوقت حان للتغيير ولفصل جديد"، وفق ما صرّح بعد استقالته الثلثاء من المنصب الذي تولاه طيلة ثمانية أعوام.
إنّ اختيار الرجل المناسب لكتابة الصفحات التالية في كتاب البحث المضني عن لقب أوّل للمنتخب الإنكليزي منذ مونديال 1966 لن يكون سهلاً بتاتاً بالنسبة إلى اتحاد اللعبة.
وكان الاتحاد الإنكليزي يمني النفس ببقاء ساوثغيت في منصبه بعد انتهاء عقده الحالي الذي يمتد حتى كانون الأوّل (ديسمبر)، لكنّ قرار المدرب البالغ من العمر 53 عاماً خلط الأوراق وأدّى إلى إطلاق عملية بحث صعبة عن خليفة له.
ومن المفترض أن يجد الاتحاد الإنكليزي خليفة لساوثغيت بحلول الوقت الذي تسافر فيه إنكلترا إلى أيرلندا لخوض مباراتها في دوري الأمم الأوروبية في السابع من أيلول (سبتمبر).
وعندما يبدأ الرئيس التنفيذي للاتحاد الإنكليزي مارك بولينغهام ومستشاروه التدقيق بالمرشحين المحتملين، سيجدون قائمة مليئة بعلامات الاستفهام حول قدرتهم على التعامل مع الضغوط الناجمة عن تولي منصب أطلق عليه غراهام تايلور ذات مرّة "الوظيفة المستحيلة" خلال فترة توليه مهمة الإشراف على "الأسود الثلاثة" بين 1990 و1993.
ووضعت وسائل الإعلام مدرب نيوكاسل الحالي إدي هاو وثلاثة من مدربي تشيلسي السابقين الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو وغراهام بوتر والألماني توماس توخيل على لائحة أبرز المرشحين لتولي هذا المنصب.
ووُضع بوتر على رأس لائحة المرشحين المحتملين من قبل شركات المراهنات، لكن سمعة ابن الـ49 عاماً تشوّهت بسبب الفترة المخيبة التي قضاها في "ستامفورد بريدج" كمدرب لتشيلسي.
وبعدما أثار الإعجاب بالنتائج التي حققها مع برايتون، أقيل بوتر من قبل تشيلسي بعد أقل من سبعة أشهر على توليه المهمة بسبب الصعوبة التي واجهها في التعامل مع نجوم الفريق.
واستلم بوتر المهمة خلفاً لتوخيل الذي أقيل بدوره من منصبه رغم قيادته النادي اللندني إلى الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2021.
وعلى الرغم من أنّ مدربين من عيار الإسباني بيب غوارديولا (مانشستر سيتي) والألماني يورغن كلوب (ليفربول سابقاً) بعيدي المنال، إلا أنّ الاتحاد الإنكليزي على استعداد للتفكير بالتعاقد مع مدرب أجنبي.
وإلى جانب كونه ألمانياً، قد تصطدم حظوظ توخيل بمعارضة كبيرة من بعض جماهير المنتخب لأنّ سمعته فقدت أيضاً الكثير من مكانتها بعد مروره الصعب في بايرن ميونيخ الذي أنهى الموسم الماضي من الدوري المحلي بفارق 18 نقطة خلف باير ليفركوزن البطل.
توقعات كبيرة
أما بالنسبة إلى بوكيتينو، فلم يصمد الأرجنتيني لأكثر من موسم واحد مع تشيلسي قبل أن يغادر بالتراضي في أيار (مايو) الماضي.
لكن العمل الجيّد الذي قام به قبل ذلك مع الجار اللدود توتنهام، يجعله مرشحاً جذاباً، وكذلك علاقته القوية مع قائد منتخب إنكلترا هاري كاين الذي برز نجمه خلال فترة وجودهما معاً في نادي شمال لندن.
إلا أنّ بوكيتينو من الأرجنتين التي تعتبر أيضاً من خصوم إنكلترا، وفشله في قيادة باريس سان جيرمان الفرنسي إلى لقب دوري أبطال أوروبا على الرغم من المواهب الكثيرة التي كانت في تصرّفه، أضر أيضاً بسمعته.
أما في ما يخص هاو، فإنّ قيادته نيوكاسل من فريق يقاتل من أجل تجنب الهبوط إلى آخر يتأهل إلى دوري أبطال أوروبا للمرّة الأولى منذ 20 عاماً، دفع البعض إلى اعتباره مدرب إنكلترا المنتظر.
لكن المسيرة المتعثرة لنيوكاسل الموسم الماضي، حيث اكتفى بالمركز السابع في الدوري الممتاز، قد تضر بحظوظه إلى جانب تجربته المخيبة في بورنموث الذي هبط تحت قيادته إلى المستوى الثاني عام 2020.
كما أنّ المدير التنفيذي لنيوكاسل دارين إيلز شدّد الثلثاء على أنه سيقاتل من أجل إبقاء هاو إذا أعرب الاتحاد الإنكليزي عن اهتمامه به.
وما يزيد الضغط على الاتحاد الإنكليزي، أنّ التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026 قد تكون شاقة لأنه لا يمكن لمنتخب "الأسود الثلاثة" أن يكون بين المنتخبات المصنفة في القرعة نتيجة هبوطه إلى المستوى الثاني من دوري الأمم الأوروبية.
وهذا الأمر يعني أنّ القرعة قد تضعه في مواجهة محتملة مع إسبانيا بطلة أوروبا، أو ألمانيا أو فرنسا أو البرتغال، علماً أنّ بطل كل مجموعة فقط يتأهل مباشرة إلى نهائيات المونديال.
ويريد بولينغهام تحديد موعد "في أقرب وقت ممكن" لتعيين خليفة ساوثغيت، لكنه أقر الثلثاء بوجود "حل موقت إذا لزم الأمر".
ومن الممكن أن يتولى لاعب سط إيفرتون السابق لي كارسلي الذي يشرف حالياً على منتخب تحت 21 عاماً، المهمة موقتاً حتى إيجاد المدرب المناسب.
ولا يملك ابن الخمسين عاماً الكثير من الخبرة التدريبية، لكن يمكن التفكير به كمدرب دائم بعدما حقق ساوثغيت نفسه انتقالاً ناجحاً من منتخب تحت 21 عاماً إلى المنتخب الأوّل.
بغض النظر عن هوية المدرب القادم، من المؤكد أنّ المهمة ستكون شاقة، لا سيما أنّ توقعات الإنكليز كبيرة في كل بطولة يشاركون فيها على الرغم أنهم لم يتوجوا سوى مرّة واحدة وكانت على أرضهم في مونديال 1966.