النهار

دي لا فوينتي أم سكالوني... من يتفوّق؟
المصدر: النهار العربي
يعتبر كلاً من إسبانيا والأرجنتين المنتخبان الأفضل حالياً في عالم كرة القدم. فبعد حوالى 7 ساعات من فوز منتخب "لا روخا" بلقب كأس أمم أوروبا أمام إنكلترا، استعاد الـ"ألبيسيليستي" عرشه في كوبا أميركا بفضل فوزه القاتل على كولومبيا في الوقت الإضافي.
دي لا فوينتي أم سكالوني... من يتفوّق؟
دي لا فوينتي مع كأس أوروبا. (أ ف ب)
A+   A-
يعتبر كلاً من إسبانيا والأرجنتين المنتخبان الأفضل حالياً في عالم كرة القدم. فبعد حوالى 7 ساعات من فوز منتخب "لا روخا" بلقب كأس أمم أوروبا أمام إنكلترا، استعاد الـ"ألبيسيليستي" عرشه في كوبا أميركا بفضل فوزه القاتل على كولومبيا في الوقت الإضافي.

ويرتبط جزء كبير من النجاح الذي يحققه هذان الفريقان بشخصية المدرب، فقد تجاهل لويس دي لا فوينتي الانتقادات التي أحاطت به عند قدومه، لا سيما وأنه كان من دون أي خبرة تذكر في المستويات الأعلى للمنتخبات، في حين أنقذ ليونيل سكالوني فريقه وقاده إلى السيطرة على الألقاب في حقبة تاريخية للمنتخب الأرجنتيني.

ولكن من يتفوّق في الإحصائيات بين الثنائي؟

أصبح مدرب "لا روخا" أوّل من يفوز بكأس أمم أوروبا تحت 19 عاماً (2015)، وكأس أمم أوروبا تحت 21 عاماً (2019) وكأس أمم أوروبا للكبار (2024) كمدرب، ولم يمضِ على دي لا فوينتي في منصبه سوى عام ونصف، لكن تلك المدة كانت كافية لإسكات الانتقادات وإعادة المنتخب الإسباني إلى صدارة القارة العجوز مرّتين.

خاضت إسبانيا 23 مباراة تحت قيادة لويس دي لا فوينتي، وحققت 20 انتصاراً وهزيمتين وتعادلاً واحداً، وتعتبر اسكتلندا وكولومبيا هما المنتخبان الوحيدان اللذان تفوّقا على دي لا فوينتي في مسيرته المهنية الجديدة على مقاعد البدلاء في منتخب "لا روخا".

وكانت النتيجة 3-3 أمام البرازيل هي المرّة الوحيدة التي تعادلوا فيها، وحقق منتخب "لا روخا" الفوز في 87% من المباريات التي خاضها، وسجل متوسط 2.91 هدفاً، ولم يفشل الفريق في التسجيل إلا في الهزائم.

أما الألقاب، فقد أدّى الفوز بركلات الترجيح على كرواتيا في دوري الأمم الأوروبية إلى إنهاء الجفاف الذي دام أكثر من عقد من الزمن، ثم استغرق الأمر عاماً فقط حتى يضيف نجاحاً ثانياً إلى سجله، فقد فازت إسبانيا ببطولة أمم أوروبا 2024، وتغلبت على العديد من المنتخبات الكبرى، ولعبت أفضل كرة قدم في البطولة.

سكالوني من الأقل إلى الأكثر في الأرجنتين
بدأ سكالوني تشغيل المحرّك في أيلول (سبتمبر) 2018، حيث جاء في أوقات مضطربة بالنسبة إلى المنتخب الأرجنتيني، الذي كان قد شارك في كأس العالم 2018 في روسيا وخرج مبكراً من ثمن النهائي بالهزيمة أمام فرنسا 4-3، وما زال يتذكر المباراتين النهائيتين اللتان خسرهما أمام تشيلي في نهائيي كوبا أميركا 2015 و2016.

البداية كانت صعبة، لم يتمكن الـ"ألبيسيليستي" من لعب أكثر من ثلاث مباريات من دون خسارة، وجرى أقصاؤه من بطولة كوبا أميركا 2019 من البرازيل في الدور نصف النهائي، لكن تلك كانت نقطة تحوّل، ومنذ ذلك الحين خسرت الأرجنتين مباراتين فقط (السعودية والأوروغواي).

أرقام سكالوني جاءت كما يلي: فاز في 57 مباراة من أصل 75 مباراة خاضها كمدرب لمنتخب بلاده، أي بنسبة 76%، أي ما يقرب من 11% أقل من لويس دي لا فوينتي، وتنقسم المباريات الـ18 الأخرى إلى 12، تعادلاً و6 هزائم، ويبلغ متوسط عدد الأهداف 2,2 هدفاً، وهو رقم أقل بشكل واضح من متوسط عدد الأهداف التي سجلها مدرب "الماتادور".

وفي ما يتعلق بالألقاب، فلا يوجد إنجاز أكبر من تحقيق كأس العالم، إلى جانب بطولتي كوبا أميركا متتاليتين، حيث توّج في قطر بطلاً للعالم بعد النهائي التاريخي أمام فرنسا، فيما جرى إعلانه بطلاً للنسختين الأخيرتين من البطولة القارية، لينضم إلى البرازيل وتشيلي باعتبارهما الفريقين الوحيدين اللذين حققا ذلك في القرن الحادي والعشرين.

من الأفضل؟
يمكن أن تعطينا البيانات فكرة بسيطة عن أي من المدربين يقوم بعمل أفضل مع مجموعته، لكن الاختبار الحقيقي سيكون في الصيف المقبل، عندما يلتقي كلا المنتخبين على أرض الملعب في نهائي بطولة "فيناليسّيما" التي تجمع بين بطل أوروبا مع بطل كوبا أميركا، وقد فازت الأرجنتين على إيطاليا في ويمبلي 3-0 قبل عامين، وكان لاوتارو مارتينيز وآنخيل دي ماريا وباولو ديبالا هم أبطال تلك الليلة.

ويعد التاريخ بين الثنائي متساوٍ، فبعد 14 مباراة بينهما، حقق كل فريق 6 انتصارات وحسم التعادل مواجهتين في تاريخ اللقاءات بينهما، وتعد آخر ذكرى جمعت بينهما حدثت في مدريد قبل وقت قصير من نهائيات كأس العالم في روسيا، وتغلبت إسبانيا وقتها على الـ"ألبيسيليستي" في "ميتروبوليتانو" بنتيجة 6-1.

اقرأ في النهار Premium