أصبح حلم جماهير ريال مدريد الإسباني حقيقة، وارتدى كيليان مبابي قميص الفريق الملكي وقدم نفسه لجماهيره الجديدة في ملعب "سانتياغو برنابيو"، حيث تمكن أكثر من 85 ألف مشجع من الميرينغي من الاستمتاع بالكلمات الأولى للفرنسي كلاعب في ريال مدريد على الهواء مباشرة، والتي قال فيها: "أنا سعيد للغاية، لقد حلمت بهذه اللحظة لسنوات عديدة".
وبعد ما يقرب من سبع سنوات من التكهنات، أصبح بإمكان مشجعي النادي المدريدي أن يتنفسوا الصعداء أخيرًا، هذا الموسم سيرتدي الفرنسي الرقم 9، ولكن في أي مركز سيلعب كيليان مبابي الموسم المقبل.
تخمة عديدة في الهجوم
يواجه كارلو أنشيلوتي مشكلة ولكنها في صالح الفريق هذا الموسم، حيث يمتلك فريقًا يضم ما يصل إلى سبعة لاعبين مهاجمين، فبعد أن دخل المدرب الإيطالي موسم 23/24 بدون مهاجم، أصبح لديه الاختيار بين خيارات هجومية متعددة.
ومع ذلك، يبدو من شبه المؤكد أن كيليان مبابي سيشارك أساسيًا في التشكيلة التي تخوض الموسم المقبل، لكن هل سيلعب كجناح أم كمهاجم؟
هنري ريال مدريد
ظهر كيليان مبابي لأول مرة مع موناكو بعمر 16 عامًا، محطمًا الرقم القياسي المسجل باسم تييري هنري كأصغر لاعب يظهر لأول مرة مع نادي موناكو.
المقارنات مع لاعب كرة القدم السابق في نادي برشلونة لا تنتهي عند هذا الحد، حيث لعب لاعب ريال مدريد الجديد دورًا مشابهًا جدًا لدور هنري خلال مسيرته، فهو مهاجم يميل إلى اللعب في الجانب الأيسر واستخدام سرعته حتى الوصول للمرمى.
خلال فترة وجوده في نادي الإمارة الفرنسية وسنواته الأولى في باريس، رأينا كيف لعب الفرنسي في الجانب الأيسر، وبهذه الطريقة استفاد المدربون من سرعته وقوته البدنية في مركز الجناح، ومع ذلك، في الموسم الماضي مع لويس إنريكي، بدأنا بالفعل نرى كيليان مبابي، مهاجمًا صريحًا، وبالتالي، سجل النجم الفرنسي أعلى موسم تهديفي في مسيرته: 44 هدفاً في 48 مباراة.
مبابي يقوم بالدورين مع منتخب فرنسا
وفي كأس أمم أوروبا، استخدمه ديدييه ديشامب مدرب المنتخب الفرنسي، كمهاجم رقم 9 في معظم فترات البطولة، لكن لاعب ريال مدريد الجديد كان يبدأ دائمًا من الجناح الأيسر، تاركًا التقدم لأوليفييه جيرو.
في يورو 2024، لم يتمكن كيليان من إظهار أفضل ما لديه بسبب إصابة كسر الأنف التي عذبته طوال البطولة، وسجل هدفًا واحدًا فقط من ركلة جزاء.
هل يسير على خطى رونالدو ؟
أحد اللاعبين الآخرين الذين تمت مقارنة كيليان مبابي بهم عن كثب خلال مسيرته هو كريستيانو رونالدو، ففي تقديمه كلاعب جديد للفريق الملكي، جمع الفرنسي أكثر من 85 ألف شخص، ليحطم الرقم القياسي للحضور الجماهيري الذي سجله النجم البرتغالي عام 2009، والذي كان قريباً أيضاً من هذا الرقم.
عند وصوله إلى العاصمة الإسبانية، كان كريستيانو معروفًا بكونه لاعبًا ماهرًا على الأطراف، ومع ذلك، على مر السنين قام بتعديل مركزه ليصبح مهاجمًا مركزيًا، حيث أصبح واحدًا من أكثر اللاعبين تهديفًا على مر العصور.
ويمكن أن يكون هذا التطور مرآة لمبابي الذي بدأ مسيرته أيضًا بالظهور في الجناح الأيسر، لكنه لعب دور المهاجم، وبلا شك سيشارك في المركز الذي سيحتاجه فيه ريال مدريد، لاسيما وإنه لاعب متعدد الاستخدامات في الشق الهجومي.
والآن، كل العناصر مناسبة لكيليان مبابي ليكون قلب الهجوم الجديد لريال مدريد الموسم المقبل، وهو المركز الذي كان يتقنه بالفعل خلال المواسم الأخيرة.