إسبانيا لا تتوقف عن تحقيق الإنجازات في مختلف المسابقات. (أ ف ب)
أبهر المنتخب الإسباني الجميع بعد الحصول على لقب كأس أمم أوروبا 2024، بعد أداء خيالي ليعتلي من خلاله قمة القارة الأوروبية، لكنّ منتخب "لا روخا" لم يستعد العرش فقط، بل واصل إنجازه الخيالي برقم غير مسبوق ومن الصعب تحقيقه في أي بلد آخر.
وتباهت صحيفة "ماركا" الإسبانية بأنّ إسبانيا تسيطر على أوروبا بالألقاب مع المنتخب وعلى مستوى الأندية خلال القرن الحالي، حيث حققت الفرق الإسبانية شيئاً يبدو من الصعب تصديقه، وهو الفوز في كل مباراة نهائية خلال آخر 26 مباراة.
والمثير، أنّ النهائيات الوحيدة للبطولات الكبرى (كأس العالم وكأس أوروبا ودوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي) التي خسرتها الفرق الإسبانية منذ عام 2001 كانت ضد منافس إسباني آخر، ولا شك أنّ إسبانيا هي الدولة الأكثر فوزاً في أوروبا في العقدين الأخيرين، ولا يوجد منافس يمكنه حتى الاقتراب من هذا الرقم.
سيطرة إسبانية على المستوى الدولي
بدأ العصر الذهبي لمنتخب "لا روخا" في عام 2008، بقيادة لويس أراغونيس، حيث فازت إسبانيا على ألمانيا (1-0) بهدف فرناندو توريس وأصبحت بطلة كأس أمم أوروبا للمرّة الثانية في تاريخها، ومن دون أدنى شك، فإنّ هذا الانتصار نجح في تغيير عقلية الإسبان بشكل كامل، ليبدأوا بكتابة صفحة من أمجد صفحات كرة القدم على المستوى الدولي.
بعد ذلك مباشرة، وصل المنتخب الإسباني إلى نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا كأحد المرشحين للفوز باللقب، وكان فيسنتي دل بوسكي هو المدرب وقتها، وعرف الفريق كيفية التعافي من البداية السيئة للتغلب على كل منافسيه والوصول إلى النهائي، حيث حقق المجد بهدف إنييستا في جوهانسبرغ ضد هولندا في النهائي (0-1).
واختتم هذا الفصل بأفضل نهاية ممكنة في يورو 2012، حيث حققت إسبانيا التوقعات للوصول إلى نهائي جديد، ليُحرز "الماتادور"، الذي امتلك ثقة ليس لها مثيل خلال هذه الفترة، أكبر فوز في تاريخ المباريات النهائية للبطولة، بتغلبه على إيطاليا 4-0، ليتمكن من خطف كأس أمم أوروبا وكأس العالم وكأس أمم أوروبا للمرّة الثانية.
وعندما بدا أنّ عصر الانتصارات في المنتخب قد انتهى، أظهر الإسبان مرّة أخرى كيف كانوا قادرين على العودة، حيث كان فريق المدرب لويس دي لا فوينتي أفضل فريق في يورو 2024، حيث فاز بمبارياته السبع، وتغلب على كل المرشحين، وأصبح الفريق الحائز على أكبر عدد من كؤوس أوروبا في التاريخ بالانتصار على إنكلترا (2-1).
دوري أبطال أوروبا
وعلى مستوى الأندية، هيمنت إسبانيا باعتبارها الدولة التي حصلت على أكبر عدد من الألقاب (20)، فيُعد ريال مدريد هو الفريق الأكثر نجاحاً في المسابقة برصيد 15 كأساً أوروبية، وكان أوّل فريق إسباني فائز بأوّل دوري أبطال أوروبا في القرن الحادي والعشرين، حيث تغلب على باير ليفركوزن (1-2) في غلاسكو.
ومنذ فوزه بالكأس العاشرة، أكمل مرّة أخرى سلسلة من الانتصارات، حيث حقق أربعة ألقاب في خمس سنوات، ثلاثة منها متتالية، وفي الآونة الأخيرة، أكد النادي الملكي تربعه على العرش في البطولة المفضلة لديه وفاز مرّتين في الدورات الثلاث الأخيرة.
الفريق الإسباني الآخر البطل في دوري أبطال أوروبا هو نادي برشلونة، ومع شخصية قائد مثل رونالدينيو، تذوّق طعم النجاح في نهائي باريس 2006، ضد أرسنال (2-1).
ونجح بيب غوارديولا لاحقاً بصناعة فريق لا يُقهر ليفوز بلقبين في ثلاث سنوات، وعاد عام 2015، تحت قيادة لويس إنريكي والثلاثي (ميسي، سواريز، نيمار)، ليفوزوا بدوري أبطال أوروبا للمرّة الخامسة ضد جوفنتوس (3-1).
الدوري الأوروبي
لمدة 23 عاماً، بدا الدوري الأوروبي إسبانياً، حيث سيطرت الفرق الإسبانية إلى حد كبير على المنافسة القارية الثانية خلال هذا القرن، حيث كان لها ما يصل إلى أربعة فائزين مختلفين، ويُعد الفريق الأكثر نجاحاً في هذه المسابقة هو نادي إشبيلية الإسباني برصيد سبعة ألقاب، فاز بجميعها في العقدين الماضيين، حيث بدأت العلاقة الخاصة بين إشبيلية وكأس الاتحاد الأوروبي عام 2006، عندما حقق فوزه الأوّل على ميدلسبره (4-0).
وبعد مرور عام، دافع عن لقبه ضد إسبانيول (1-3 بركلات الترجيح)، ولكن بفضل أوناي إيمري، أصبح "ملك" الدوري الأوروبي، ومع المدرب الباسكي، فاز الأندلسيون بثلاثة ألقاب متتالية من (2014-2016).
ولم ينتهي الأمر عند هذا الحد، حيث فاز إشبيلية بلقبين جديدين في عام 2020 ضد إنتر ميلان (3-2) وفي عام 2023 ضد روما (4-1 بركلات الترجيح).
بالإضافة إلى ذلك، سجلت إسبانيا ثلاثة أبطال آخرين هذا القرن هم: أتلتيكو مدريد (3)، فالنسيا (1) وفياريال (1)، ولعل آخر نهائي خسره فريق إسباني في أوروبا كان في هذه المسابقة (ديبورتيفو ألافيس).