مابيل حبيب
يستعد نادي بايرن ميونيخ الألماني للموسم الجديد من خلال إجراء تغييرات عدة على تشكيلة الفريق، وذلك بعدما خرج بموسم صفري، بعد 11 موسماً متتالياً على "عرش" الدوري الألماني.
لطالما شكّل لقب الـ"بوندسليغا" أهمية كبرى بالنسبة إلى إدارة العملاق البافاري. حتى عندما كان يخسر الفريق كل الألقاب ويحتفظ بالدرع الألماني، تكون الإدارة راضية عن الموسم بشكل عام. لكن الآن مع فقدان هذا اللقب، تلقّى المسؤولون صفعة قوية أدّت إلى تحرّكهم فوراً في سوق الانتقالات.
عانى بايرن في البداية لإيجاد بديل للمدرب توماس توخيل، وهي مفاجأة من العيار الثقيل للجميع. فأي مدرب يحلم بتدريب نادٍ بحجم البافاري، لكن هذا العام اختلف الوضع ورفض كثيرون هذا العرض، بدءاً من الإسباني تشابي ألونسو، مروراً بالألماني يوليان ناغلسمان، وصولاً إلى مواطنه رالف رانغنيك. فاضطرّت الإدارة أخيراً للجوء إلى الخيار الأخير، ألا وهو البلجيكي فينسنت كومباني.
كومباني (38 عاماً) الذي كان مدرباً لنادي أندرلخت البلجيكي ثم نادي بيرنلي الإنكليزي (الذي صعد معه الموسم ما قبل الماضي إلى الدوري الإنكليزي الممتاز وهبط الموسم الماضي مجدداً إلى الدرجة الأدنى)، لا يمتلك الخبرة الكافية لقيادة فريق بحجم العملاق الألماني، المُطالب دائماً بإحراز الألقاب والذهاب بعيداً في بطولة دوري أبطال أوروبا. مع بايرن، يجب أقله الفوز بلقب الـ"بوندسليغا" لتكون الإدارة راضية بالحدّ الأدنى.
لكن بإمكان كومباني أن ينجح بقيادة بايرن ميونيخ، كما فعل تشابي ألونسو مع باير ليفركوزن (حقق الثنائية المحلية ووصافة بطولة الدوري الأوروبي)، خصوصاً أنّ إدارة البافاري تتحرّك بشكل لافت في سوق الانتقالات الصيفي الحالي.
حتى اللحظة، استقدم بايرن ميونيخ لاعب الارتكاز البرتغالي جواو بالينيا (29 عاماً) من نادي فولهام الإنكليزي، هذه الصفقة التي طال انتظارها في النادي الألماني. بالينيا ملقّب بـ"ملك قطع الكرات" في الدوري الإنكليزي الممتاز، وبالطبع سيستفيد بايرن كثيراً من خدماته، لأنه لم يكن لديه أي لاعب يلعب بهذا المركز ويمتلك هذه المواصفات.
إلى ذلك، تعاقد البافاري مع الجناح الفرنسي الموهوب مايكل أوليز (22 عاماً) من نادي كريستال بالاس الإنكليزي. العملاق البافاري يعاني أيضاً في هذا المركز، ليس لأنه يفتقد للأجنحة، بل لأنه لا يمتلك جناحاً لديه استقرار فني وبدني في تشكيلته.
الألماني سيرج غنابري والفرنسي كينغسلي كومان يتأرجحان بين كثرة الإصابات والابتعاد عن المستوى في فترات كثيرة من الموسم. والألماني الآخر لوروي ساني بعيد كل البعد من مستواه الشخصي، والذي يجب أن يقدّمه مع فريقه. لهذا كان على إدارة بايرن أن تتحرّك في هذا المركز، حيث لن تكتفِي بالفرنسي أوليز، بل من المتوقع أن تستقدم جناحاً آخر يساعد هجوم الفريق الموسم المقبل.
زد على ذلك، خطفت الإدارة المدافع الياباني هيروكي إيتو (25 عاماً) من نادي شتوتغارت. إيتو سيشكّل إضافة مهمّة في الخط الخلفي، مع الحديث عن إمكانية مغادرة الهولندي ماتيس دي ليخت النادي. سيحاول إيتو أن يحجز مكاناً في التشكيلة الأساسية للفريق، وأن ينافس في مركز قلب الدفاع الفرنسي دايو أوباميكانو والكوري الجنوبي كيم مين جاي والإنكليزي إريك داير.
ولا ننسى عودة الظهير الكرواتي جوسيب ستانيزيتش (24 عاماً) من فترة إعارته في ليفركوزن، حيث جدّد عقده مع البافاري حتى عام 2029، وسيشكّل إضافة كبيرة جداً في الخط الخلفي. علماً أنّ بايرن عانى الموسم الماضي على مستوى الأظهرة، وندم على إعارة الكرواتي إلى الغريم المحلي.
كل هذه الصفقات وسوق الانتقالات لا يزال جارياً، والنادي البافاري لن يتوقف هنا، بل يريد أن يُحقق رغبات المدرب كومباني، ويجهّز له بيئة سليمة للخروج بالنتيجة المرجوّة منه.
صحيح أنّ توخيل لم ينجح تكتيكياً في بايرن ميونيخ، لكنّ الإدارة تتحمّل جزءاً من المسؤولية بالفشل في التحرّك بالشكل المطلوب في سوق الانتقالات الموسم الماضي، والتعاقد مع لاعبين في المراكز التي بانت فيها الثغرات، لكن يبدو الآن أنها تعلّمت "قليلاً" من دروس الماضي، وبدأت بتحقيق "أحلام" توخيل مع كومباني على رأس الجهاز الفني للفريق.