النهار

سلة جنوب السودان تبحث عن ميدالية "مستحيلة" في أولمبياد باريس
المصدر: النهار العربي
عندما تواجه منتخب جنوب السودان ودّياً مع منتخب الأحلام الأميركي في كرة السلة بتواجد ليبرون جيمس وستيفن كوري وأنتوني ديفيس وباقي نجوم "ان بي ايه"، انتظر الجميع تفوّقاً كاسحاً للمنتخب الأميركي، مع وصول الفارق في النهاية لأكثر من 40 نقطة لمصلحة المرشح الأبرز للفوز بميدالية ذهبية أولمبية في باريس.
سلة جنوب السودان تبحث عن ميدالية "مستحيلة" في أولمبياد باريس
منتخب جنوب السودان يدخل إلى الألعاب الأولمبية بثقة مرتفعة. (إكس)
A+   A-
علاء علي

عندما تواجه منتخب جنوب السودان ودّياً مع منتخب الأحلام الأميركي في كرة السلة بتواجد ليبرون جيمس وستيفن كوري وأنتوني ديفيس وباقي نجوم "ان بي ايه"، انتظر الجميع تفوّقاً كاسحاً للمنتخب الأميركي، مع وصول الفارق في النهاية لأكثر من 40 نقطة لمصلحة المرشح الأبرز للفوز بميدالية ذهبية أولمبية في باريس.

لم ينتظر أحد أن يسجّل كارليك جونز صانع ألعاب جنوب السودان "تريبل دبل" من خلال 15 نقطة و10 تمريرات حاسمة و10 ريباوند، في مواجهة أبرز اللاعبين في العالم، ولم يكن الكثير من نجوم المنتخب الأميركي يتوقعون أن يتألّق لاعب بعمر 17 عاماً يدعى خامان مالوش، بينما ظهر نوني أوموت بشكل رائع، ونفس الحال بالنسبة إلى مواطنه ماريال شايوك الذي سجّل 24 نقطة.

خسر منتخب جنوب السودان في الثواني الأخيرة من اللقاء، وكان على أعتاب الفوز لولا أنّ هناك لاعباً بقيمة ليبرون جيمس صنع الفارق في وقت الـ"كلاتش تايم"، من خلال خبرات كبيرة يمتلكها اللاعب البالغ من العمر 39 عاماً، ليخسر منتخب جنوب السودان بنتيجة (101-100) أمام منتخب الأحلام، وسط حالة ذهول من الجميع بسبب الأداء الرائع للمنتخب الأفريقي.

تحوّل مثير من الاختفاء إلى البطل
أثبت منتخب جنوب السودان لكرة السلة للعالم أجمع أنه أحد أبرز المنتخبات في الوقت الحالي، لما يمتلكه من مجموعة لاعبين على أعلى مستوى، رغم كونه سيفتقد في أولمبياد باريس لثلاثة لاعبين "خارقين" بقيمة ثون ميكر نجم الرياضي السابق، وكذلك جو لوال لاعب أهلي بنغازي وأفضل لاعب في بطولة BAL4، بالإضافة إلى ديوب ريوث نجم الرياضي السابق والذي يلعب مع منتخب أستراليا.

رحلة تطوّر منتخب جنوب السودان لكرة السلة لم تستغرق الكثير من الوقت، لكونه انضم بالفعل للاتحاد الدولي لكرة السلة "فيبا" عام 2013، أي منذ 11 عاماً فقط، إذ يحتل حالياً التصنيف الـ33 دولياً بعد تأسيس الاتحاد الخاص به بصورة رسمية عام 2011.

في عام 2021، أي منذ 3 سنوات فقط، تواجد منتخب جنوب السودان في بطولة "الأفروباسكت" للمنتخبات الأفريقية للمرّة الأولى في تاريخه، ونجح في بلوغ دور الـ8 من المسابقة وخسر من المنتخب التونسي. وبعد ذلك، شارك في تصفيات كأس العالم وحقق أفضل مركز لمنتخب أفريقي في مونديال 2023 الماضي.

وتأهّل منتخب جنوب السودان إلى أولمبياد باريس بعد الفوز على أنغولا في كأس العالم المقامة في اليابان والفيليبين وإندونيسيا، والحصول على المركز الأول في ترتيب المنتخبات الأفريقية المشاركة في المونديال.

سرّ تطوّر منتخب جنوب السودان في السنوات الماضية يعود أولاً إلى طبيعة الشعب، حيث عُرف عنهم بطول القامة، بينما الرجل الذي يجب أن يحظى بالكثير من الإشادة في تكوين هذا المنتخب هو لوال دينغ نجم الدوري الأميركي للمحترفين سابقاً، والذي تولّى رئاسة اتحاد جنوب السودان لكرة السلة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2020.

وبحسب تقارير صحافية، فإنّ لوال دينغ أنفق الكثير من الأموال من جيبه الخاص في إقناع اللاعبين الذين ينشطون في أفضل دوريات العالم بتمثيل منتخب جنوب السودان، مثل جو لوال وماجوك دينغ وكارليك جونز ونوني أوموت وماريال شايوك ووينين غابرييل وبول كول وبول بول وصنداي ديتش.

لوال دينغ نجح في تكوين منتخب مرعب قبل تصفيات كأس العالم 2023، واستطاع أن يمنح بلاده بطاقة التأهّل للمونديال للمرّة الأولى في تاريخه كمتصدّر للتصفيات من دون خسارة، ومن ثم تصدّروا ترتيب المنتخبات الأفريقية في كأس العالم 2023 وحجزوا بطاقة التأهّل إلى أولمبياد باريس 2024.

الميدالية مستحيلة ولكن!
اصطدم منتخب جنوب السودان لكرة السلة في أولمبياد باريس بمجموعة نارية ضمّت منتخبات صربيا وأميركا وبورتوريكو، حيث جرى تقسيم المنتخبات الـ12 إلى 3 مجموعات بواقع 4 منتخبات في كل مجموعة.

ويتأهّل إلى دور الثمانية 8 منتخبات وهم المتصدّر والوصيف من كل مجموعة، إلى جانب أفضل ثنائي مركز ثالث في المجموعات الأربع.

ولا يتوقع متابعو كرة السلة تفوّق جنوب السودان على أميركا أو صربيا بسبب قوّة الثنائي، لكنّ أحلام جنوب السودان في بلوغ دور الثمانية تتمثل في إمكانية تحقيق الفوز على بورتوريكو، رغم قوّة المنافس، مع انتظار حلم الوصول إلى ربع النهائي كأحد أفضل الثوالث.

ويُعدّ حلم الحصول على ميدالية أمراً أشبه بالمستحيل لعشاق كرة السلة في جنوب السودان، لكن من نجح في وضع منتخب الأحلام في حَرَج شديد حتى الثواني الأخيرة من عمر اللقاء، يمكنه أن يفعل الكثير في باريس، وربما يتحوّل المستحيل إلى حقيقة أمام أنظار العالم، ونرى رفاق نوني أوموت بميدالية أو ضمن الثمانية الكبار في الأولمبياد القادمة.

اقرأ في النهار Premium