مابيل حبيب
انطلقت دورة الألعاب الأولمبية الـ33 بحفل افتتاح ضخم ومذهل في العاصمة الفرنسية باريس، يوم الجمعة الماضي، وبدأت بعدها المنافسات في مختلف الألعاب.
أنظار العالم متجهة إلى فرنسا التي تستضيف دورة الألعاب الصيفية للمرّة الثالثة في تاريخها، وإلى الدول المشاركة ومختلف الرياضات، مع انتظار من سيحصد الغلة الأكبر من الميداليات في اليوم الأخير، أي في 11 آب (أغسطس) المقبل.
لطالما كانت الولايات المتحدة في مقدّمة الدول الفائزة بالميداليات الأولمبية، وواجهت منافسة مستمرّة من روسيا والصين بالدرجة الأولى. لكن روسيا لن تشارك في دورة الألعاب هذه، بسبب حربها مع أوكرانيا، ويخوض الروس والبيلاروس المنافسات تحت علم محايد وبشروط، منها الامتناع عن دعم موسكو في حربها.
وهذا العام يشارك 15 رياضياً من روسيا و18 من بيلاروسيا فقط تحت علم محايد، الأمر الذي سيفتح المجال أكثر أمام الولايات المتحدة للهيمنة على الميداليات، وأمام الدول الأخرى لحصد المزيد من الأمجاد التي كانت بعيدة المنال بوجود الروس.
من المتوقع أن يكون للولايات المتحدة الحصة الكبرى من الميداليات الملوّنة في مختلف الألعاب، فهي حاضرة في العاصمة باريس مع أكبر عدد من الرياضيين (592)، تليها فرنسا صاحبة الأرض بـ573، ثم أستراليا (460)، وألمانيا (428)، واليابان (403)، والصين (388)، بحسب موقع "أن بي سي شيكاغو".
هذه الدول هي "القوى العظمى" هذا العام في الألعاب الأولمبية بغياب روسيا. فقد حضرت إلى باريس بعدد كبير من الرياضيين ليس من أجل المشاركة وإثبات الحضو فحسب، بل من أجل جمع أكبر عدد ممكن من الميداليات.
دائماً ما تستعد الولايات المتحدة على أكمل وجه من أجل دورة الألعاب الأولمبية، فصحيح أنها بعيدة عن الرياضة الأكثر شعبية في العالم ألا وهي كرة القدم، لكنها بارعة في الرياضات الأخرى مثل كرة السلة وألعاب القوى والبيسبول ومختلف الألعاب الفردية. وبسبب فشلها في إحراز لقب كأس العالم لكرة السلة، دفعت بـ"فريق الأحلام" إلى الألعاب الأولمبية من أجل خطف الذهب.
أما فرنسا، فتريد أن تقول كلمتها هذا العام، لأنّ الحدث يُقام على أرضها وبين شعبها، وهي حاضرة بقوّة في مختلف الألعاب الجماعية والفردية ومرشحة لأن تكون في طليعة الدول الفائزة بالميداليات.
تعوّل فرنسا على رياضيين بارزين، مثل كلاريس أغبينينو في الجودو، التي تبحث عن ميداليات جديدة، بعد فضية ريو 2016 وذهبيتين في طوكيو 2020، ولاعب الجودو تيدي رينر الذي يمتلك 3 ميداليات ذهبية وميداليتين برونزيتين، بالإضافة إلى سارة بالزر بلعبة المبارزة (فضية في طوكيو 2020)، وغيرهم من الرياضيين المميّزين مثل السباح ليون مارشان.
في المقابل، سيكون للصين وألمانيا وأستراليا واليابان حصة كبيرة أيضاً، وهم أبرز منافسي الولايات المتحدة وسيحاولون أن يكونوا في القمة مع نهاية الحدث الكبير. فمثل هذه الدول دائماً ما تكون مهيأة لهذه الألعاب، ودائماً ما تسجل نتائج قوية. ولا ننسى إسبانيا التي تشارك بعدد لافت من الرياضيين هذه السنة، وقد فرضت نفسها في مختلف الرياضات في السنوات الأخيرة، خصوصاً بكرة القدم على مستوى المنتخبات بمختلف الفئات العمرية وكذلك على مستوى الأندية مع ريال مدريد في الطليعة، وبكرة المضرب مع الشاب المتألق كارلوس ألكاراز (21 عاماً)، المصنف ثالثاً عالمياً، خليفة الأسطورة رافايل نادال، والذي يبحث عن ميدالية أولمبية بعد إحرازه 4 بطولات غراند سلام.
لكن يبقى السؤال: هل ستستفيد الدول العربية أيضاً من غياب روسيا عن الساحة وتحصد المزيد من الميداليات مع وجود رياضيين مميّزين من مختلف الدول؟