النهار

أندريس ليند... من الانتصار على الشلل إلى حلم الميدالية
المصدر: أ ف ب
مجرّد المشاركة في الألعاب الأولمبية في باريس بالنسبة إلى لاعب كرة الطاولة الدنماركي أندرس ليند هو انتصار على الشدائد: بعد إصابته بكسر فقرتين في حادث سيارة خطير، كان يخشى ألا يتمكّن من المشي مرّة أخرى أبداً.
أندريس ليند... من الانتصار على الشلل إلى حلم الميدالية
أندريس ليند. (أ ف ب)
A+   A-
مجرّد المشاركة في الألعاب الأولمبية في باريس بالنسبة إلى لاعب كرة الطاولة الدنماركي أندرس ليند هو انتصار على الشدائد: بعد إصابته بكسر فقرتين في حادث سيارة خطير، كان يخشى ألا يتمكّن من المشي مرّة أخرى أبداً.

الآن، وبعد بلوغ دور الـ16 في الألعاب الأولمبية خلافاً للتوقعات، يحلم اللاعب البالغ من العمر 25 عاماً بميدالية من شأنها أن تُمثّل معركة غير عادية ضد الصعاب.

وروى ليند المتأثّر لفرانس برس بعد فوزه اليوم الأربعاء، أنّ الأطباء عندما أجروا فحصاً بالأشعة السينية لعموده الفقري بعد الحادث الذي تعرّض له عام 2021 "قالوا ربما لن أستطيع المشي مرّة أخرى أبداً".

وأضاف: "قالوا ربما سأعاني من بعض التلف في الأعصاب، وأنه مع العظام المكسورة، هناك احتمال بنسبة 70 إلى 80% أن أصاب بالشلل".

وحتى لو تمكّن من المشي مرّة أخرى، لم يقل أيّ من الأطباء الذين عاينوه إنه سيكون قادراً على استئناف ممارسة الرياضة على أعلى مستوى، وهي الأخبار التي دفعته إلى دخول حالة من الاكتئاب حسب قوله.

وتابع: "بكيت لمدة أسبوع. كرة الطاولة كانت حياتي... لا أريد العمل في مكتب، لديّ الكثير من الطاقة، وأحتاج أن أكون نشطاً".

لكن بمساعدة مشدّ وإطار مشي، بدأ ليند الطريق الطويل للتعافي الذي قاده إلى الأداء أمام جمهور أولمبي مكتظ في باريس.

أشار إلى أنه مشى في البداية مسافة 20 متراً، ثم 40، ثم 50، وشعر وكأنه رجل عجوز يترنّح مع إطار المشي.

كان التقدّم أسرع مما كان يحلم به الأطباء، ومع ذلك، التقط مضربه المحبوب بعد ثلاثة أشهر.

وأردف قائلاً: "ثم أدركت، حسناً، سأعود. لا أعلم إلى أي مدى سأكون بحال جيّدة، لكن سأعود".

"فخورٌ جداً"
على الرغم من زرع قضيب معدني في ظهره، أكد ليند أنه لا يعاني من أي آثار جسدية سيئة من الحادث، مع أنه لا يستطيع الانحناء كما اعتاد.

وقال ساخراً: "أعتقد أنّ مسيرتي كراقص ليمبو قد انتهت".

من الناحية الذهنية، منحته تجربة الاقتراب من الموت ما جعله يرى الأمور من منظور مختلف.

واستطرد: "إذا مررت بمباراة سيئة، بإمكاني النظر إلى الوراء والقول: إنها ليست سيئة كما كان الحال في ذلك الوقت".

كذلك، منحته الانتكاسة تصميماً قوياً جداً دفعه إلى التأهل في مباراته الأخيرة في دور الـ32 ضد البولندي ميلوش ريدجيمسكي.

كان متقدّماً 3-2، وبدا أنه حسم المباراة، لكن البولندي قاوم وفرض مجموعة فاصلة.

شهدت المجموعة السابعة أيضاً مدّاً وجزراً مع بعض التبادلات الرائعة التي أثارت حماسة الجمهور المكتظ والصاخب.

عند التعادل بثلاث نقاط لكل منهما في المجموعة الفاصلة، أخذ ليند أسبقية التقدّم بفارق أربع نقاط، لكن ريدجيمسكي عاد مرّة أخرى بعد سلسلة من الأخطاء ارتكبها الدنماركي.

وأهدر البولندي ضربة خلفية ثم ضربة أمامية في الشبكة، مانحاً ليند أربع نقاط لحسم المباراة والنتيجة تشير إلى 10-6، ونجح بترجمة إحداها بعد تبادل رائع، فسقط على الأرض متأثراً، قبل أن يحيي الجمهور المبتهج.

وصرّح ليند لفرانس برس: "هذا يعني لي الكثير. لا أستطيع وصفه. تتبادر المشاعر إلى ذهني بطريقة لا أستطيع تفسيرها. أنا سعيد للغاية. أنا فخور للغاية".

واعتبر الدنماركي نفسه مذنباً في المباريات السابقة لفقدانه التركيز في المواقف الصعبة وترك المباراة تفلت من بين يديه: "لكنني ثابرت اليوم، وكنت ثابتاً، وانتهى بي الأمر منتصراً، وهو ما أنا فخور به للغاية".

ولفت إلى أنّ الحصول على ميدالية بعد الآلام التي عانى منها سيكون أمراً مثيراً، لكن الهزيمة الصادمة للمصنّف الأوّل شوكين وانغ فتحت القرعة على مصراعيها.

وأتم ليند: "مع خروج المصنّف الأوّل، أحلم بميدالية. لا يزال الأمر بعيد المنال، وهو أمر ليس مرجحاً بشكل كبير، لكن هناك فرصة، وإذا جاءت، سأغتنمها".

اقرأ في النهار Premium