مابيل حبيب
يسعى نادي أتلتيكو مدريد الإسباني للعودة إلى القمة ومنصات التتويج بقيادة المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني، وذلك بعدما أنهى الموسم الماضي في المركز الرابع خلف ريال مدريد حامل اللقب وبرشلونة الوصيف وجيرونا صاحب المركز الثالث.
لطالما كان أتلتيكو مدريد الفريق الأكثر استقراراً في الدوري الإسباني خلف ريال مدريد وبرشلونة، إلا أنه لم يُحرز لقب "الليغا" سوى مرّتين في المواسم العشرة الأخيرة (2013-2014 و2020-2021)، علماً أنه حقق اللقب المحلي 11 مرّة في تاريخه.
لهذا، تريد إدارة الـ"روخيبلانكوس" أن تعمل بطريقة مختلفة الآن، وأن تتحرّك أكثر في سوق الانتقالات الصيفي الحالي من أجل تدعيم صفوف الفريق بعناصر مهمة قادرة على مقارعة الكبار مثل الجار ريال مدريد وبرشلونة. ولن تكون هذه المهمة سهلة على نادي العاصمة الإسبانية، لأنّ النادي الملكي بطل أوروبا، رغم القوّة الكبيرة والتشكيلة الغنية التي يمتلكها أساساً، عزّز صفوفه مجدّداً هذا الصيف بالقطعة التي كانت تنقصه والتي طال انتظارها، ألا وهو النجم الفرنسي كيليان مبابي، حيث أصبحت مواجهته والتفوّق عليه أصعب الآن.
وفي ظل التدعيمات التي يقوم بها المنافسون في الدوري الإسباني، أراد أتلتيكو أن تكون له كلمته أيضاً، حيث استقدم قلب دفاع منتخب إسبانيا وبطل يورو 2024 روبن لو نورمان قادماً من ريال سوسييداد الإسباني، مقابل 34.5 مليون يورو. لو نورمان سيشكل إضافة كبيرة في صفوف سيميوني، خصوصاً أنّ المدرب الأرجنتيني يعشق اللعب الدفاعي ودائماً ما يلجأ لتشكيل خط خلفي قوي مع الحارس السلوفيني المتألق يان أوبلاك.
كذلك، دعّم أتلتيكو صفوفه بالمهاجم النروجي ألكسندر سورلوث من فياريال مقابل 32 مليون يورو، وهو إضافة أخرى إلى تشكيلة الفريق مع الخط الهجومي الجيّد الذي يمتلكه سيميوني.
لم يكتفِ أتلتيكو بهذا القدر، بل واصل تعزيزاته الصيفية بحسم صفقة المهاجم المتألق الآخر، بطل العالم وكوبا أميركا، الأرجنتيني جوليان ألفاريز، الذي لم يجد مكاناً أساسياً ثابثاً له في صفوف مانشستر سيتي الإنكليزي في ظل وجود "الدبابة" النروجية إرلينغ هالاند. هذه الصفقة تُعتبر ضاربة لأتلتيكو، لأنّ ألفاريز (24 عاماً) من اللاعبين البارزين ومن أفضل المهاجمين في العالم حالياً، فكيف إذا أُتيحت له فرصة اللعب باستمرار وأساسياً؟
أرقام ألفاريز وحدها تتحدّث عن قدراته وإمكانياته، ففي 54 مباراة شارك فيها مع سيتي الموسم الماضي (غالبيتها لم يكن أساسياً)، سجل 19 هدفاً و13 تمريرة حاسمة، أما مع منتخب الأرجنتين في كوبا أميركا، فقد شارك في 6 مباريات وسجل هدفين. فيما مثّل منتخب بلاده أيضاً في دورة الألعاب الأولمبية المقامة حالياً في باريس وخرج من الدور ربع النهائي مساهماً في تمريرتين حاسمتين.
صفقة أخرى قوية للنادي المدريدي، تكمن في نجم وسط نادي تشيلسي الإنكليزي، كونور غالاغر (24 عاماً). هو ليس لاعباً عادياً في مركزه، بل من أبرز نجوم خط الوسط حالياً.
هذه القرارات في الميركاتو الصيفي تؤكد أنّ إدارة أتلتيكو مدريد تدرس جيّداً خططها وخياراتها، وهي تُعزّز صفوف الفريق بمختلف الخطوط، وبأسماء من الصف الأوّل، عكس ما كان يحصل في كثير من الأحيان عندما كانت تعتمد على لاعبين كـ"تكملة عدد".
مما لا شك فيه أنّ أتلتيكو مدريد سيكون منافساً على لقب الدوري المحلي، ومختلف المسابقات التي سيُشارك فيها الموسم المقبل، فقد رفع سقف التحدّي بوجه ريال مدريد وبرشلونة، وبعث برسالة مفادها أنّ ملعب واندا ميتروبوليتانو لن يكون مجرّد "نزهة"، بل سيكون "جحيماً" للخصوم، كما أنّ زيارة الـ"روخيبلانكوس" إلى ملاعب المنافسين ستكون ثقيلة جداً عليهم.