إسبانيا تعوّل على نجمها فيرمين لوبيز. (أ ف ب)
محمد يوسف
تجد إسبانيا نفسها في محيط يحلم بالمجد رغماً عنها، فبعد فوز المنتخب الأول ببطولة يورو 2024 التي استضافتها ألمانيا عقب تغلّبها في النهائي على إنكلترا بهدفين لهدف، يدخل الفريق الأولمبي المنافسة على الميدالية الذهبية حين يواجه اليوم فرنسا.
يدرك سانتياغو دينيا المدير الفني لمنتخب إسبانيا الأولمبي، أنه لا يفصله عن الذهب سوى مباراة واحدة أمام مستضيفة الحدث فرنسا، ولكن أحلام "الماتادور" لا تتوقف عن افتراس الضحية، لأنّ مصارع الثيران يدرك أنه يعيش في أفضل أحواله.
وسيكون فيرمين لوبيز لاعب وسط برشلونة بمثابة تميمة حظ، باعتباره شارك في منافسات يورو 2024، ثم التحق بالمنتخب الأولمبي ليواصل تألّقه وتسجيل وصناعة الأهداف، حيث تميّزت تسديداته من خارج منطقة الجزاء بالقوة والتأثير.
ويستغل المنتخب الإسباني تألّق لوبيز مع برشلونة من أجل البحث عن الذهب، وفي الوقت نفسه، فإنّ اللاعب أصبح محبباً من جانب الإدارة، وينتظره الألماني هانسي فليك مدرب الـ"بلوغرانا" بفارغ الصبر من أجل المشاركة في المباريات.
وعانت إسبانيا بسبب انتهاء منافسات اليورو مؤخّراً، لأنّ هناك الكثير من اللاعبين الذين يمكن أن يشاركوا في الأولمبياد، وكان أبرزهم النجم لامين يامال أحد أبرز اللاعبين في أوروبا، وتسمح مرحلته العمرية، حيث فاز بجائزة أفضل لاعب واعد.
في المقابل، حاول بينيا أن يصنع فريقاً من اللاعبين المتاحين أمامه، حيث تألق مارك بوبيل لاعب ألميريا، كما كان سيرجي غوميز لاعب الـ"بلوغرانا" السابق، والذي مرّ بتجربة في مانشستر سيتي وانتقل مؤخّراً إلى ريال سوسييداد، من العناصر التي لا غنى عنها.
وشهد مستوى المدافع باو كوبارسي بعض التذبذب، لا سيما أنه كان يُمنّي نفسه بالمشاركة في منافسات اليورو، خصوصاً أنّ الاختيار وقع عليه من مدرب المنتخب الأول لويس دي لا فوينتي، ولكن جرى استبعاده عقب الإعلان عن القائمة النهائية، من أجل السماح له باللعب في الأولمبياد.
ولكن ما قدّمه كوبارسي مع برشلونة يشفع له بأن يحصل على فرصة أخرى، حيث يعدّ من أفضل اللاعبين الواعدين في الخروج بالكرة والتمرير الذي يساهم في كسر الضغط، وهو من العناصر التي اكتشفها مدرب الـ"بلوغرانا" السابق تشافي هيرنانديز قبل رحيله.
وتملك إسبانيا فرصة ذهبية لصناعة المجد بقائمة أغلبها من الشباب الواعدين الذين يمكنهم أن يواصلوا الانتصارات التي شهدتها بطولة اليورو، ولولا الإصابة التي لحقت بلاعب مثل غافي فإنه سيكون من المؤثرين، سواء في مع المنتخب الأول أو الأولمبي، ولكن القطع الذي أصاب الرباط الصليبي في ركبته منذ أشهر عدة أعاقه عن الاشتراك.
وعانت إسبانيا خلال منافسات الأولمبياد في طوكيو حين خسرت أمام البرازيل المباراة النهائية، والآن هي تكرّر الإنجاز بالوصول إلى النهائي مرّة أخرى، ولكن هذه المرّة قد يكون حظها أفضل حالاً وقد تحصد الذهب.
ولدى إسبانيا المهاجم أبيل رويز الذي يعيش سلسلة من المشاعر المتناقضة، حيث أتمّ انتقاله إلى جيرونا الإسباني قادماً من سبورتنغ براغا البرتغالي، وفي الوقت نفسه لا ينسى اللاعب أيضاً التجربة التي خاضها في الهند حين خسر في كأس العالم للناشئين تحت 17 عاماً خلال المباراة النهائية.
ويعدّ رويز من أبناء برشلونة، وقد نال اهتماماً من جيرونا مفاجأة الدوري الإسباني في الموسم الماضي، والذي يشارك في دوري أبطال أوروبا بالنسخة الحالية، حيث يميل إلى اختيار المواهب في مختلف المراكز.
وتعكس الصورة التي يعيشها المنتخب الإسباني الكثير من الطموحات لدى لاعبيه، ورغم أن ثلاثي برشلونة كوبارسي ولوبيز وإريك غارسيا لم يشاركوا في فترة الإعداد التي خاضها المدرب فليك، إضافة إلى ضرورة الحصول على راحة سلبية عقب انتهاء مباراة اليوم الجمعة أمام فرنسا، فإن كلاً منهم لديه الرغبة في الظهور بسرعة داخل برشلونة، وقد تكون الميدالية الذهبية خير دليل على جودتهم وقدرتهم على صناعة الفارق مع أي قميص يمثلونه.
ويبقى أن أهم لحظات المنتخب الإسباني ستكون أمام فرنسا، وهناك إدراك أن "الماتادرو" ضَمَن ميدالية أولمبية، ولكن الذهب له بريقه الخاص.