النهار

أولمبياد باريس تكشف كذب ديزني … الحسناء النائمة يوقظها الذّهب
المصدر: النهار العربي
بينما يبحث المشاركون في أولمبياد باريس 2024 عن الحصول على إحدى الميداليات الثلاث في مختلف الألعاب، يمكن أن تدخل هذه النسخة من دورة الألعاب الأولمبية في منافسة شرسة مع النسخ السابقة في كونها الأغرب من بينهم في ظل الأحداث العجيبة التي ظهرت بها سواء التي حدثت بالصدفة أو من بعض العادات التي قام بها الرياضيون.
أولمبياد باريس تكشف كذب ديزني … الحسناء النائمة يوقظها الذّهب
ياروسلافا ماهوتشيك الفائزة بذهبية الوثب العالي (أ ف ب)
A+   A-
آية جبر
 
بينما يبحث المشاركون في أولمبياد باريس 2024 عن الحصول على إحدى الميداليات الثلاث في مختلف الألعاب، يمكن أن تدخل هذه النسخة من دورة الألعاب الأولمبية في منافسة شرسة مع النسخ السابقة في كونها الأغرب من بينهم في ظل الأحداث العجيبة التي ظهرت بها، سواء التي حدثت بالصدفة أو من بعض العادات التي قام بها الرياضيون.
 
فبعدما كانت أفلام هوليوود حاضرة، بإعادة تمثيل جزء من فيلم Under Paris من قِبل حوت قفز في المياه أثناء إقامة مسابقة ركوب الأمواج في نهر السين، فإن أفلام ديزني هي الأخرى كان لها حضورها في هذه النسخة من الأولمبياد، ولكن هذه المرة كانت من قِبل إحدى المتسابقات، وهي لاعبة الوثب العالي، الأوكرانية ياروسلافا ماهوتشيك، والتي أصبحت معروفة باسم الحسناء النائمة، وهو أحد أفلام ديزني المعروفة باسم "Sleeping Beautiful".
قصة الحسناء النائمة ترويها ماهوتشيك على طريقتها الخاصة.
 
وكما عودتنا أولمبياد باريس 2024، فإن وراء كل لقب يُطلق على أحد المشاركين، يكون وراءه قصة خاصة به، ولذلك كان من الطبيعي أن نروي السبب وراء إطلاق هذا اللقب على الأوكرانية ياروسلافا ماهوتشيك لاعبة القفز العالي، والتي تم التقاط صورة لها وهي نائمة أثناء المنافسة على وسادة خاصة كانت تحملها معها في حقيبة الظهر التي تظهر حاملة لها دائماً.
 
ونظراً لأن اللاعبة الأوكرانية معروفة بجمالها الشديد، وأناقتها التي تهتم بها، وظهورها الدائم بوضع المكياج الكامل، جعلها تظهر وهي نائمة شديدة الجمال، ما جعل الصحف الأوروبية يطلقون عليها لقب الحسناء النائمة على غِرار فيلم ديزني المعروف، متسائلين: هل هي حقاً نائمة أم أنها فقط مسترخية؟ ولماذا تقوم بذلك أثناء السباق؟
 
الحسناء النائمة تكشف عن خلطتها السحرية من أجل الفوز بالذهب الأولمبي
ولم تكن الأوكرانية ياروسلافا ماهوتشيك صاحبة الـ22 عاماً حديث الساعة في الصحف الأوروبية الكبرى فقط لنومها أثناء مسابقة الوثب العالي في أولمبياد باريس 2024، بل لأنها الحاصلة على الميدالية الذهبية بعد قفزها فوق عارضة تعلو عن الأرض مترين كاملين دون أن تسقط، كما أنها حاملة الرقم القياسي في رياضة القفز العالي.
 
وبعد نجاح الأوكرانية في تحقيق حلمها بالفوز بالذهب الأولمبي، كشفت اللاعبة عن خلطتها السحرية من أجل تحقيق أحلامها، وهو الاسترخاء بين كل قفزة وأخرى، حيث أكدت أنها تتبع هذا الروتين قبل حصولها على ذهبية الشباب بناءً على نصيحة من مدربها الأوكراني سيرغي ستيبانوف الذي نصحها بالحصول على فترة استرخاء بين كل قفزة وأخرى من أجل تصفية ذهنها، ومساعدة الدورة الدموية في جسدها على الوصول إلى الأقدام بصورة طبيعية.
 
وأكدت الحسناء النائمة كما باتت تُعرف، أن هذا الأمر قد ساعدها بصورة كبيرة على الحصول على مبتغاها بالوصول إلى حلم الميدالية الذهبية في الأولمبياد، وأنها أصبحت عادة لها، ما جعلها تصطحب وسادة النوم الخاصة بها في حقيبة ظهرها في كل مكان تذهب إليه، وهي التي ظهرت نائمة بها أثناء سباق القفز العالي بأولمبياد باريس، وبدأ مع أولمبياد طوكيو 2020 التي حققت بها الميدالية البرونزية.
 
ماهوتشيك فتاة أولمبية منذ الصِغر
 
ويبدو أن الاسترخاء والنوم أثناء سباق القفز العالي الذي تعتمد عليه الأوكرانية ياروسلافا ماهوتشيك بالوقت الحالي ما هو إلا عامل محفز يساعدها فقط على تحقيق أحلامها، ولكنها في الحقيقة بطلة من طراز رفيع منذ صغرها، والذي يظهر منذ كانت بالخامسة عشرة من عمرها عندما نجحت في تحقيق الميدالية الذهبية من قبل في عام 2018 بدورة الألعاب الأولمبية للشباب التي كانت قد أُقيمت في زابوروجي، وبعدها توالت نجاحها في البطولات القارية والعالمية مسجلة أرقاماً قياسية خاصة بها لم يسبق لها أحد من قبل حتى تمكنت من تحقيق الحلم الأكبر بالحصول على الميدالية الذهبية بالأولمبياد.
 
الحسناء النائمة تكشف عن سر نجاح الغرب بدون عمد
وبينما بدأ الكثيرون بالحديث عن ضرورة حصول الجسد على الراحة والنوم الكافيين من أجل بلوغ الأهداف المرجوة خاصة في عالم الرياضة بعد نجاح قصة الحسناء النائمة في أولمبياد باريس 2024.
 
دائماً ما تكون لنا نظرة خاصة، وهي أن الفتاة الأوكرانية قد كشفت لنا نحن العرب عن سر نجاح الغرب دائماً دون أن تتعمد ذلك، والذي اتضح لنا فور رؤيتها نائمة وسط السباق؛ في عادة وصفها الجميع بأنها إحدى أكثر العادات الغريبة التي ظهرت في تاريخ الألعاب الرياضية كاملة، ولكنها في الحقيقة العادة الخاصة بها التي تريحها، وتجعلها تصل في النهاية إلى مبتغاها دون أن تلتفت إلى أحد، ولا يعنيها رأي الغير بها ما دامت تريحها.
 
ومن آخر كلمة بالسطر السابق، يأتي المقصد من الحديث، وهو من أجل الوصول إلى النجاح الذي ترغب فيه، عليك أن تفعل ما يريحك أنت، وما يجعلك تعطي كل ما لديك من أجل تحقيق حلمك دون النظر إلى تلك العادات أو التقاليد التي أصبحت عائقاً حقيقياً أمام كل عربي يبحث عن نجاحه الخاص. وفي المقابل، على مَن حوله أن يتركوه يفعل ما يريد في سبيل تحقيق هدفه دون الاستهزاء به أو مدحه المبالغ؛ فقط تركه يفعل ما يريحه، والنتائج سوف يتحملها هو في النهاية، سواء كانت ناجحة أو فاشلة.
 
وبالرغم من انتقادنا الواسع للمجتمع الغربي الذي يتصف بالعنصرية والنفاق وغيره من الصفات المنبوذة في مجتمعنا، فإنه أيضاً يملك العديد من المقومات التي لا يمكن إنكارها، والتي نحتاجها في البلدان العربية من أجل تحقيق التقدم الذي نسعى إليه أبداً.
 
واحترام الحرية الشخصية، واختيار الطريق الذي يذهب إليه كل منا بطريقته الخاصة ما دامت لا تتنافى مع تعاليم الأديان السماوية، هي إحدى أهم العادات التي يجب أن نعتاد بها، وبدلاً من أن نحكي قصة الحسناء النائمة لأطفالنا بأن النهاية السعيدة تتحقق عندما يأتي فارس الأحلام حتى تستيقظ؛ ربما علينا أن نُعيد كتابة النهاية مرة أخرى، وأن نقصها عليهم بأنها تحتاج إلى الحلم للنجاح، والوصول إلى القمة، وأنها استيقظت فور تحقيق مسعاها حتى بعد مرور السنوات!

اقرأ في النهار Premium