عصر آرني سلوت بدأ مع نادي ليفربول. (أ ف ب)
مابيل حبيب
موسم واعد ينتظر عشاق كرة القدم، إذ تستعد مختلف الأندية الأوروبية للموسم الجديد بتعزيز صفوفها بلاعبين قادرين على تحقيق نتائج جيّدة مع فرقهم، وسوق الانتقالات لم يقفل بعد، حيث لا يزال الباب مفتوحاً أمام الجميع لإجراء التغييرات اللازمة من أجل الخروج بموسم ناجح.
بعض الأندية لم تكتفِ بالتغييرات على مستوى التشكيلة، بل على مستوى الجهاز الفني أيضاً، الأمر الذي يعدنا بالمزيد من الإثارة والحماس في الدوريات الأوروبية الكبرى.
3 أندية كبرى ستخوض البطولات المحلية والأوروبية بقيادة مدرب جديد، وسيكون هؤلاء تحت الأضواء منذ صافرة البداية وحتى صافرة النهاية.
آرني سلوت
ستكون مهمّة المدرب الهولندي آرني سلوت صعبة جداً في ليفربول الإنكليزي، ليس لأنه مدرب لا يمتلك سجلاً كبيراً على المستوى التدريبي فحسب، بل لأنه يخلف المدرب الألماني يورغن كلوب الذي حقق كل شيء مع الـ"ريدز"، وأحدث نقلة كبيرة في النادي وكان مشواره تاريخياً في الفريق وفي علاقته مع الجمهور.
مدرب نادي فينوورد الهولندي سابقاً أمام امتحان معقّد في مختلف البطولات، خصوصاً أنّ الدوري الإنكليزي يُعتبر الأصعب بين الدوريات الكبرى، وإثبات الذات أمام تلك الأندية، وتحديداً أمام البطل مانشستر سيتي، ليس بالسهل على الإطلاق.
تحضيرات ليفربول للموسم الجديد كانت إيجابية مع سلوت، إذ لم يخسر الفريق أي مباراة من المباريات الودية التي خاضها، وبكل تأكيد هو جاهز للقاء الأوّل في الدوري المحلي أمام إيبسويتش تاون الصاعد حديثاً إلى الأضواء.
هانسي فليك
الحال في برشلونة مختلف تماماً عن الوضع في ليفربول. فقد عيّن النادي الكاتالوني المدرب الألماني هانسي فليك خلفاً للإسباني تشافي هرنانديز، بسبب سوء نتائج الفريق الإسباني، بالإضافة إلى المشكلات التي توالت بين تشافي والإدارة، الأمر الذي دفع بالأخيرة للتخلّي عن خدمات مدربها والاعتماد على الألماني فليك.
صحيح أنّ فليك حقق نجاحاً باهراً في بايرن ميونيخ الألماني، حيث أحرز معه كل الألقاب الممكنة في موسم واحد بإنجاز تاريخي للنادي، لكنه الآن أمام اختبار مختلف تماماً، لأنّ برشلونة يعاني من أزمات مادية ولا يمكنه إجراء الكثير من الصفقات في سوق الانتقالات الصيفي الحالي لتعزيز صفوف الفريق باللاعبين المناسبين القادرين على مقارعة ريال مدريد محلياً وكبار الأندية الأوروبية.
فشل فليك مع المنتخب الألماني في الفترة التي كان فيها على رأس الجهاز الفني لـ"المانشافت"، الأمر الذي يُقلق الجماهير الكاتالونية، باعتبارهم أنه لا يستطيع إدارة فريق غير جاهز بنسبة 100%، وأنه من الممكن أن يعاني في إيجاد الحلول كما حصل معه في المنتخب.
أكّد فليك مراراً في تصريحاته أنه سعيد بالقائمة الحالية لبرشلونة، وبالجيل الجديد الواعد من الأكاديمية، وأنه ليس بحاجة إلى الكثير من الصفقات من أجل المنافسة على الألقاب. لكن كل ذلك يبقى حبراً على الورق، بانتظار الأداء والنتائج على أرض الملعب.
فينسنت كومباني
بعد فشل بايرن ميونيخ في تحقيق أي لقب منذ سنوات طويلة، تلقّت الإدارة صفعة قوية واتخذت قرارها بالتخلّي عن المدرب الألماني توماس توخيل. لكنها لم تتوقع أن تعاني في إيجاد البديل بعد هذا القرار "المتسرّع".
رفض كل من تشابي ألونسو (مدرب باير ليفركوزن) ويوليان ناغلسمان (مدرب المنتخب الألماني) ورالف رانغنيك (مدرب المنتخب النمساوي)، تدريب النادي البافاري، الأمر الذي جعل إدارة النادي في حيرة من أمرها وأمام حائط مسدود. فكان ملجأها الوحيد المدرب البلجيكي فينسنت كومباني، الذي لن يرفض هذا العرض بكل تأكيد، خصوصاً أنه هبط مع نادي بيرنلي إلى بطولة "تشامبيونشيب"، ويُعتبر البافاري خطوة كبيرة جداً في مسيرته التدريبية الجديدة.
تجربة كومباني تُقلق الجميع، لأنه مدرب لا يمتلك الخبرة الكافية لقيادة نادٍ بحجم بايرن ميونيخ، والنادي الآن يعيش مرحلة انتقالية وصعبة، وهو مُطالب بإحراز لقب على الأقل في نهاية الموسم، والمنافسة أقله على دوري أبطال أوروبا.
على أرض الواقع، يبدو أنّ علاقة كومباني باللاعبين في الأيام الأولى له في النادي مميّزة، كما أنّ الفريق ظهر بمستوى جيّد في المباراة الودّية الأخيرة له أمام نادي توتنهام الإنكليزي، واعتمد على أسلوب الضغط العالي لاستخلاص الكرة بسرعة من الخصم، ونجح في ذلك في غالبية الأوقات. إلّا أنّ الوديات شيء والمباريات الرسمية شيء مختلف تماماً.
الجمهور لن يرحم كومباني في حال فشل مع بايرن، ولا حتى الإدارة ستكون متريثة بهذا الشأن، لهذا هو متواجد في وضع لا يُحسد عليه كثيراً، وسيكون أمامه الكثير من العمل من أجل إرضاء الجميع.