النهار

الحجاب لم يمنع الذهب… هكذا جاء ردّ فتيات الغرب على قيود فرنسا
المصدر: النهار العربي
في ظلّ التمييز الذي رآه الجميع في النسخة الـ33 من دورة الألعاب الأولمبية الصيفية – باريس 2024، والذي جاء من قبل السلطات الفرنسية التي، وضعت بعض الشروط والعوائق، لمنع مشاركة بعض الفئات على الرغم من أنها تزعم دائماً بدعم الحرّيات.
الحجاب لم يمنع الذهب… هكذا جاء ردّ فتيات الغرب على قيود فرنسا
البطلة سيفان حسن. (أ ف ب)
A+   A-
آية جبر

في ظلّ التمييز الذي رآه الجميع في النسخة الـ33 من دورة الألعاب الأولمبية الصيفية – باريس 2024، والذي جاء من قبل السلطات الفرنسية التي، وضعت بعض الشروط والعوائق، لمنع مشاركة بعض الفئات على الرغم من أنها تزعم دائماً بدعم الحرّيات.

لكن في الحقيقة، أنّ حملة القيود التي مارسها الغرب بشكل عام، وفرنسا بشكل خاص في هذه الدورة من الأولمبياد ضدّ الحجاب، جاءت واضحة بشكل كامل أمام أعين العالم الغربي، الذي يزعم أنه يدعم جميع الحرّيات، والتي تمثلت في وضع شرط يتمثل في عدم ارتداء الحجاب نهائياً، وخلعه طوال ممارسة الرياضات المختلفة.

ولكن، بالرغم من هذا الشرط، إلّا أنّ فرنسا تراجعت عن هذا القرار، بعدما تلقّت هجوماً شديداً من قبل بعض اللاعبات التابعات لدول الغرب، واللواتي تمكنّ من الردّ عليهم في عقر دارهم، وأكّدن أنّ الحجاب لم يمنع الذهب.

سيفان حسن تُلقن الدرس
دائماً ما نحاول أن نسلّط الضوء على المواهب الحقيقية التي تمكنت من التغلّب على العديد من الأزمات في حياتها، والتي جاءت في مقدمتها الفتاة الهولندية المحجبة سيفان حسن، التي تمكنت من إبهار الجميع عقب نجاحها في حصد الميدالية الذهبية في أولمبياد باريس 2024 في الماراثون.

ولم تكتفِ هذه الفتاة بهذه الميدالية فقط، بل نجحت في حصد ميداليتين برونزيتين في سباق 5 آلاف م، و10 آلاف م، وتُوّجت بالميدالية الذهبية في اليوم الختامي من دورة الألعاب الأولمبية الصيفية الحالية بعدما حققت رقماً قياسياً كبيراً في الماراثون بزمن قدره ساعتين و22 دقيقة و55 ثانية.

وكانت اللقطة اللافتة في تاريخها الرياضي، أنها ظهرت خلال الأولمبياد بالحجاب، وصعدت على منصة التتويج وهي مرتدية الحجاب، لتؤكّد للجميع أنّ الحجاب لم يقف يوماً عائقاً أمام النجاح.

هذا إلى جانب تمكنها أيضاً من إحراز ثلاث ميداليات في أولمبياد طوكيو السابقة، والتي جاء من بينها 2 ذهبية، وواحدة برونزية في سباق 1500 م، و10000 م، و5000 م، لتصبح أوّل عداءة في التاريخ تتمكن من الحصول على هذا العدد من الميداليات في دورة أولمبياد واحدة فقط.

بطلة أولمبية
تحوّلت سيفان حسن من فتاة خجولة إلى صاحبة ثلاث ميداليات في أولمبياد باريس 2024. على الرغم من أنها تلعب باسم هولندا، إلّا أنّ أصلها يعود إلى إثيوبيا، لكنّ أسرتها قرّرت الهجرة إلى هولندا عام 2008، وكان عمر هذه الفتاة آنذاك 15 عاماً فقط.

درست مجال التمريض، وتعرّفت إلى العديد من الفتيات اللواتي يعود أصلهنّ إلى إثيوبيا أيضاً، ورأت أنهنّ يتدربن ألعاب قوى، وقرّرت أن تكون مثلهنّ.

نجحت في خطف الأنظار إليها منذ اللحظات الأولى بسبب موهبتها الكبيرة، لكن كان خجلها المشكلة التي تواجهها بشكل دائم، والتي تسبّبت في الكثير من الأحيان بعدم انتظامها في التدريبات.

لكن، بفضل مدربها الذي وثق بها منذ اللحظات الأولى، تمكنت من التغلب على هذا العائق، ونجحت في الظهور أمام الجميع في بطولة العالم عام 2023 التي أُقيمت في المجر، وكادت أن تُنهي سباق 10000 م في الصدارة، واقتربت من خط النهاية لكنها فشلت في حصد الذهبية بسبب سقوطها المفاجئ على الأرض.

رد ّقوي من فتيات الغرب
ولم تكن سيفان حسن هي الفتاة الغربية الوحيدة التي نجحت في الردّ على قيود فرنسا للحجاب بشكل عام في أولمبياد باريس 2024، بل تمكنت أيضاً لاعبة التايكواندو البلجيكية سارة شعاري من حصد الميدالية البرونزية بوزن تحت 67 كلغ، لتُصبح أوّل فتاة أوروبية تتمكن من حصد ميدالية أولمبية، وهي مرتدية الحجاب.

هذا إلى جانب العديد من النماذج الأخرى التي جاءت من الدول العربية، والتي من بينها البطلة المصرية سارة سمير التي تمكنت من حصد الميدالية الفضية في رفع الأثقال، والتي ظهرت أيضاً على منصة التتويج بالحجاب.

اقرأ في النهار Premium