يبدو أن مانشستر سيتي فريقاً لا يمكن إيقافه، بعد فوزه باللقب الرابع على التوالي في الدوري الإنكليزي لكرة القدم وهو رقم قياسي، والسادس في سبع سنوات، يعطي انطباعاً باحتكار فريق المدرب الإسباني بيب غوارديولا القمة، حيث أصبح يمثل قوة كبيرة لا يمكن هزيمتها ببساطة.
وعلى عكس عملية الهيمنة في الدوريات الأخرى الكبرى في أوروبا، فاز "سيتيزنز" بالبطولة الإنكليزية مرتين بفارق ضئيل للغاية مع أقرب منافسيه، وكان ناديي ليفربول وأرسنال منافسين بقوة في أربع من تتويجاته الستة تحت قيادة غوارديولا.
وقبل انطلاق الموسم الجديد من البريميرليغ ربما يكون مانشستر سيتي في وضع أكثر ضعفاً مقارنة بأي وقت مضى في عهد المدرب الإسباني.
وأصبح حامل اللقب مهدداً بالفشل في الفوز بلقب الدوري الإنكليزي للمرة الخامسة على التوالي خاصة مع بدء نادي ليفربول عصر جديد تحت قيادة المدرب الهولندي أرني سلوت، وعودة أرسنال بشكل أقوى مرة أخرى.
وإليكم في التقرير التالي أبرز الأسباب التي تجعل مهمة مانشستر سيتي صعبة في المنافسة على لقب البطولة الإنكليزية بالموسم الجديد:
نهاية عصر غوارديولا تقترب
العامل الأكثر أهمية على الإطلاق هو مسألة مستقبل المدرب الإسباني بيب غوارديولا، والتي ستظل معلقة خلال الأشهر القليلة الأولى من الموسم الجديد، وقد تؤدي لحالة من عدم الاستقرار بين اللاعبين وبداية أبطأ من المتوقع في المستوى.
وقال غوارديولا بعد الفوز بالدوري الإنكليزي في أيار (مايو) الماضي: "أشعر أن الأمر قد انتهى، فماذا بعد؟ الآن لا أعرف ما هو الدافع بالضبط لأنه من الصعب العثور عليه عندما تحقق كل شيء".
قد يكون الحافز مشكلة بالنسبة للاعبين، كما هو الحال بالنسبة للمدرب الإسباني، وفي ظل عدم وجود دوافع يبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يمكن لمانشستر سيتي الحفاظ على تفوقه في المنافسة في حين يطارده منافسين أكثر تعطشاً للقب مثل آرسنال وليفربول؟
تراجع المشروع
ربما يكون مانشستر سيتي في مرحلة تراجع ليس فقط من الناحية النفسية، ولكن هناك قائمة متزايدة من الأسباب التي تجعل جماهير "سيتيزنز" تشعر بالقلق من تراجع المشروع في الموسم الجديد، خاصةً في ظل رحيل المهاجم الأرجنتيني جوليان ألفاريز إلى أتليتكو مدريد الإسباني، بالإضافة إلى تقدم بعض اللاعبين في السن مثل كايل ووكر وكيفين دي بروين.
ولم يتمكن الثنائي ماتيوس نونيز وماتيو كوفاسيتش من تعويض إلكاي غوندوغان منذ رحيله إلى برشلونة، ومع ذلك أشار غوارديولا إلى أنه لن يكون هناك إضافات جديدة على الرغم من بعض العيوب البسيطة في خط الوسط المحوري التي ساهمت في إهدار بعض النقاط في الموسم الماضي.
أرسنال نجح في سد بعض الثغرات
نافس فريق المدرب ميكيل أرتيتا حتى النهاية على لقب الدوري الإنكليزي في الموسم الماضي، وأثبت أنه من أندية النخبة القادرة على مواصلة التحدي على اللقب، حتى لو احتل المركز الثاني في النهاية.
كما نجح النادي اللندني في تدعيم الجانب الدفاعي بالتعاقد مع الإيطالي ريكاردو كالافيوري الذي يتميز بالقوة ومن المرجح أن يلعب في مركز الظهير الأيسر بعض الوقت، حيث يعقد عليه المدرب الإسباني آمالا كبيرة من أجل تعويض بعض الأخطاء التي عانى منها الموسم الماضي والتي ساهمت في بعض النقاط المهدرة.
ومع ذلك، قد يحتاج أرسنال إلى مهاجم جديد، لأنه على الرغم من تألق كاي هافيرتز مؤخراً كمهاجم وهمي، إلا أنهم ما زالوا يفتقرون إلى هداف مناسب لإحداث الفارق في المباريات الصعبة.
حقبة جديدة في ليفربول
سيكون أمر غير طبيعي أن يفوز المدرب أرني سلوت بلقب البريميرليغ في موسمه الأول في كرة القدم الإنجليزية، حتى غوارديولا نفسه لم يتمكن من ذلك، لكن الهولندي يتولى مسؤولية فريق ليفربول الذي أصبح في وضع قوي للغاية بعد أن تركه الألماني يورغن كلوب.
على الرغم من أن الفوز باللقب يعد مهمة صعبة بالنسبة لـ"الريدز" في عامه الأول، إلا أنه ليس مستحيلاً، حيث كان فريق المدرب كلوب يحتل صدارة جدول الترتيب في أوائل نيسان (أبريل) الماضي، لكن بعض العروض المخيبة للآمال التي قدمها في النهاية أنهت آماله في التتويج.
وسيواصل سلوت مسيرة المدرب الألماني في ظل غياب التدعيمات القوية هذا الصيف، لكنه يسعى إلى معالجة بعض الأخطاء وفرض بعض الأفكار والأساليب المختلفة وأبرزها السيطرة والاستحواذ وتطبيق الضغط عند فقدان الكرة.
وهذا من شأنه أن يساعد أمثال المهاجم الأوروغوياني داروين نونيز على الاستقرار، ولكن الأهم من ذلك هو منع العديد من الأخطاء المتهورة في الدفاع وخلق حالة من الهدوء في خط الوسط.
وإذا واصل اللاعبون تقديم نفس الأداء الذي قدموه في أنفيلد في عصر كلوب، ونجحت خطة سلوت في السيطرة ووضع حد للنتائج المخيبة في المباريات خارج الأرض، فقد يتمكن ليفربول من البناء على إرث المدرب الألماني وتهديد عرش مانشستر سيتي.