هاني سكر
يفتتح برشلونة مساء غد السبت رحلته في الموسم الجديد بالليغا وسط تنبؤات بأن يكون موسماً بغاية الصعوبة على فليك وكتيبته، بما أن كفة التوقعات تميل بشكل واضح لصالح ريال مدريد خاصة بعد استقدام مبابي هذا الصيف، وتكمن المشكلة الأكبر بالنسبة للبلاوغرانا بأن الفريق سيخوض سلسلة من اللقاءات الحساسة بالجولات الأولى، مما يعني أنه لا يملك رفاهية الوقت والتجريب ببداية الدوري.
ففي المحطة الأولى من الدوري يواجه برشلونة فالنسيا الذي لطالما خلق صعوبات للفريق الكاتالوني، ثم يذهب لاستضافة أتلتيك بلباو، قبل أن يواجه جيرونا بالجولة الخامسة ويحل ضيفاً على فياريال بعد أن يكون قد لعب ضد كل من رايو وبلد الوليد، لذا نفهم جيداً أن احتمالية فقدان النقاط تبدو مرتفعة بالجولات الأولى والجاهزية لابد أن تكون مرتفعة جداً كي لا تضيع بوصلة المنافسة بوقت مبكر جداً.
لو نظرنا لتحضيرات برشلونة سنجد أن النتائج الودية كانت جيدة بالفوز على ريال مدريد والتعادل مع مانشستر سيتي وميلان قبل أن تأتي الخسارة بثلاثية من موناكو بآخر ودية رغم مشاركة العديد من اللاعبين البارزين بالتشكيلة الأساسية مثل تيرشتيغن وكوندي وكريستنسن وبالدي ورافينيا وفيتكور وليفاندوفسكي، لكن الأهم من نتائج الوديات هو ما حملته من ملامح وإشارات قبل انطلاق الدوري.
بالواقع لم يحصل لاعبو الفريق الأساسي على فترة طويلة للتناغم مع أفكار فليك بعد، ومازال الفريق يحتاج لمزيد من الوقت كما أن الانتقالات لم تحمل تعزيزات مهمة للفريق خاصة مع عدم تمكن الإدارة حتى الآن من استعادة جواو فيليكس وكانسيلو نتيجة استمرار الضائقة المالية التي ترخي بظلالها للموسم الرابع على النادي بالوقت الذي يواصل فيه الميرينغي بتعزيز قائمته وتوسيع الفارق من حيث الأسماء.
انتدابات برشلونة ارتبطت باستقدام أولمو الذي من المفترض أن يؤدي دوراً مهماً لكن على الطرف أكثر من اللعب بمكانه المفضل بالعمق، ببساطة لأن برشلونة يحتاج للاعب يضغط بشكل جيد ويساعد يامال على الطرف الآخر عدا عن عدم تمكن الإدارة من استقدام نيكو ويليامز رغم إبداء لابورتا رغبة علنية بضمه، أما باقي الانتقالات فارتبطت باستعادة لاعبين قادمين من الإعارة مثل إريك غارسيا وبابلو توري وإنسو فاتي وكليمنت لونغليه الذين سيحاول فليك إيجاد صيغة لاستثمار وجودهم، فباستثناء غارسيا تبدو جميع الأسماء الأخرى بحاجة لكثير من العمل كي تصل للجاهزية والمستوى المطلوب.
حاول برشلونة بيع بعض اللاعبين بفترة الانتقالات، من بينهم رافينيا، لكن الإدارة لم تجد الحلول الكافية لتغيير القائمة، وبذات الوقت كان فليك يرغب بامتلاك لاعبين لديهم المزيد من الاستعداد البدني لتطبيق أفكاره، وهو ما دفعه للاستعانة بإشراك بعض الشبان مثل باو فيكتور، القادم من جيرونا، وابن لاماسيا مارك بيرنال الذي خطف الأنظار خلال لقاء مانشستر سيتي الودي لحد دفع البعض لتلقيبه ببوسكيتس الجديد بالوقت الذي قالت فيه الصحف الإنكليزية أن بيب كان معجب جداً باللاعب خلال المواجهة.
من الواضح حتى الآن أن ملامح التشكيلة الأساسية لبرشلونة غير واضحة، حتى أن الصحف شككت بقدرة ليفاندوفسكي حالياً على تطبيق أفكار فليك بالضغط، فرغم أن البولندي كان جزءاً أساسياً من منظومة سداسية بايرن 2020، إلا أن الوصول لعمر 35 عاماً قد يصعب غلى المهاجم القيام بذات التحركات التي كان يقوم بها قبل 4 سنوات، بالوقت الذي مازال فيه الغموض يحوم حول خيارات الوسط فهل ينجو برشلونة من خطر النزيف المبكر للنقاط؟ أم أن فليك سيجد ذاته بموقف في غاية الصعوبة ببداية رحلته الجديدة؟