هاني سكر
لو تحدثنا عن أن فليك بأول مباراة له في الدوري الإسباني قد ذهب برحلة صيد إلى أحد أصعب ملاعب الدوري، ميستايا، وعاد بثلاث نقاط، فإن الأمر سيبدو كأننا نتحدث عن بداية مثالية لأن الفوز في معقل فالنسيا لا يأتي بسهولة، خاصة بعد أن تكون قد تلقيت هدفاً جعلك تتأخر بالنتيجة قبل نهاية الشوط الأول بلحظات، لكن الفوز الرسمي الأول لفليك مع برشلونة لا بد ألا يخفي بعض المواقف الصعبة التي ظهرت خلال المباراة.
في خضم الحديث عن جمالية الفوز علينا ألا نتجاهل فكرة أن الفريق لم يظهر جيداً خلال الدقائق الـ44 الأولى من المباراة، أي إلى أن سجل فالنسيا هدف التقدم الذي بدا كأنه الصفعة التي أيقظت الخصم، ولو أن تسجيل الهدف الثاني للمضيف كان قريباً جداً بعد خطأ مجاني من شتيغن، وربما لولا تدخل كوبارسي الممتاز على خط المرمى كان حديث الصحف سيكون عن سقوط أول للمدرب الألماني في الأراضي الإسبانية، لكن بعد ذلك الإنقاذ بدقائق اكتملت العودة الكاتالونية بهدفين من ليفاندوفسكي، أولهما بالوقت بدل الضائع للشوط الأول وثانيهما بعد بداية الثاني بأربع دقائق.
بالمجمل بدا من الجميل بالنسبة لفليك أن يعتمد على لاعب الوسط الشاب بيرنال \17 عاماً\ منذ البداية بعد الأداء اللافت للاعب في الجولة التحضيرية حيث أشركه بجانب كاسادو \20 عاماً\ في محور الوسط، لكن بالمقابل علينا أن نسأل ما هي الخيارات الأخرى التي كانت متاحة للمدرب لو لم يشرك هذين اللاعبين؟ الجواب ببساطة لم يكن هناك خيارات أخرى! ولو أن هذه الإجابة تبدو قاسية حين نفكر بأنها عنوان لفريق ما زال يلعب بالجولة الأولى فقط من الدوري، أي أن مراحل الضغط وتراكم الإصابات لم تأتِ بعد، ورغم معرفة الجميع بأن فرينكي دي يونغ سيحجز مكاناً أكيداً بالمحور حين يعود للفريق، إلا أن أزمة قلة الخيارات ما زالت واضحة رغم حديث فليك مؤخراً عن أن النادي لن يضم لاعب وسط آخر وكأنه اختار وضع ثقته لأقصى حد بالثنائي الشاب بعد رحيل سيرجي روبيرتو وروميو عن الفريق.
ثنائية بيرنال وكاسادو بدت جيدة مقارنة بأنه الظهور الأول لهما سوياً في الليغا، علماً أنهما أبديا الكثير من الراحة للعب سوياً كونهما لعبا جنباً إلى جنب في لاماسيا، ورغم صغر سنه أظهر بيرنال قدرة ممتازة بالتمريرات الطويلة مع لعب 4 كرات صحيحة بنسبة 100%، عدا فوزه في 6 من 9 كرات ثنائية وقطعه 4 كرات خلال 71 دقيقة شارك بها قبل أن يترك مكانه لإريك غارسيا، ووافق كاسادو زميله أيضاً بجودة التمريرات الطويلة مع 5 كرات صحيحة من أصل 5، إضافة لصناعة فرصتين والتسديد 3 مرات مع إكماله جميع دقائق المباراة.
بظل عدم جاهزية أولمو حتى الآن بدأ رافينيا باللعب خلف ليفاندوفسكي وكانت تحركاته جيدة بالمساحة، وظهر ذلك بوضوح في المرتدة التي بدأها يامال بمهارة ممتازة قبل أن يلعب تمريرة طويلة وضعت البرازيلي بانفراد تام، لكن سوء الإنهاء لديه أضاع فرصة محققة لإراحة الفريق بالنتيجة، لكن بالمجمل يمكن القول إن خطورة اللاعب ظهرت ظهوراً أفضل بالعمق، ولو أن الفريق خسر خدماته على الجهة اليسرى التي بدت ميتة تماماً بوجود فيران توريس الذي لم يساعد الفريق.
قبل المباراة تعرض ليفاندوفسكي لانتقادات عديدة، وقالت الصحف إنه لن يكون قادراً على تطبيق أسلوب فليك بالضغط المتقدم، وفعلياً لم نرَ برشلونة يستخدم هذا الأسلوب أساساً خلال المباراة ويبدو أننا ما زلنا بمرحلة مبكرة جداً في البحث عن الأسلوب الذي يريده فليك من الفريق لأننا في الغالب لم نشاهد إصراراً واضحاً على فرض هوية معينة في الملعب، أما بالنسبة لليفا فقد رد اللاعب بأسلوبه على التشكيكات بالتوقيع على هدفين قاد من خلالهما الفريق للفوز، ولو أن إجمالي محاولاته كان فقط 4 محاولات خلال 90 دقيقة من أصل 32 مرة لمس فيها الكرة فقط.
الظهور الأول لبرشلونة أخبرنا بنتيجة مفادها أن فليك بدأ بالعمل وفق الإمكانيات المتاحة، فأن نتحدث عن خيارات قليلة منذ الجولة الأولى، فإن هذا لا يبدو مبشراً حتى لو كانت الأسماء بالخارج هي من حجم أراوخو ودي يونغ وغافي وأولمو وفيرمين، لأن بدء الموسم بهذا الشكل يعني غالباً أن أزمات الغياب ستتكرر دورياً، وهو ما لا يمكن تحمل عبأه باستمرار، لكن بالمجمل يبدو الانتصار في ميستايا جذاباً للقول إنه رغم البداية الجديدة والتغييرات العديدة إلا أن بارسا نجح بإظهار ردة فعل إيجابية بالملعب منحته الفوز بالمباراة ليتجاوز المحطة الأولى ويذهب للمحطة الثانية ضد بلباو والتي ستمثل أيضاً اختباراً جدياً لمدى جاهزية الفريق.