مان سيتي يتألق في افتتاح الدوري الإنكليزي. (أ ف ب)
مابيل حبيب
انتظر الجميع قمة الدوري الإنكليزي الممتاز في نهاية الأسبوع بين مانشستر سيتي وتشيلسي، حيث كانت كل الترجيحات تصبّ في مصلحة رجال المدرب الإسباني بيب غوارديولا نظراً لفارق الإمكانيات "منطقياً" بين الـ"سيتيزينز" والـ"بلوز".
لكن، تبقى مواجهة تشيلسي على أرضه في ملعب "ستامفورد بريدج" مختلفة، وكل الاحتمالات فيها واردة، خصوصاً أنه كان يخوض أوّل لقاء رسمي له بقيادة المدرب الإيطالي الجديد إنتسو ماريسكا. إلّا أن سيتي لم يسمح لصاحب الأرض بالتفوّق عليه، فكان "المنطق" سيّد الموقف على أرض الواقع، حيث انتهى اللقاء بفوز سيتي بثنائية نظيفة من توقيع النروجي إرلينغ هالاند والكرواتي ماتيو كوفاتشيتش.
صحيحٌ أنّ نجم خط الوسط الإسباني وأفضل لاعب في الآونة الأخيرة، رودري، قد غاب عن هذا اللقاء للراحة بعد خوضه كأس الأمم الأوروبية مع منتخب بلاده هذا الصيف في ألمانيا، محققاً اللقب في نهاية المطاف، لكن سيتي لم يتأثر كثيراً، حيث ظهر الفريق متماسكاً في مختلف الخطوط ومسيطراً على مجريات اللعب معظم الفترات.
ومع تخلّي سيتي عن خدمات المهاجم الأرجنتيني المتألق جوليان ألفاريز لصالح أتلتيكو مدريد الإسباني، بالإضافة إلى غياب الإنكليزي جاك غريليش عن لقاء الـ"بلوز" بسبب الإصابة، لم يجد غوارديولا أي صعوبة في التعويض، لأنه يمتلك دكّة بدلاء مدججة بالنجوم وقادرة على سدّ كل الثغرات في مختلف الخطوط. فكان الخط الهجومي حاضراً بقوّة، مع "الدبابة" هالاند، الذي يُعتبر السبب الأساسي في مغادرة ألفاريز صفوف سيتي للمشاركة أساسياً في المباريات، والجناح البلجيكي جيريمي دوكو، الذي لا يكلّ ولا يملّ منذ صافرة البداية وحتى صافرة النهاية، وهو لاعب مهاري وسريع وقوي جداً على الأطراف ويُتعب خط دفاع الخصم بمراوغاته، بالإضافة إلى الوافد البرازيلي الجديد سافينيو (20 عاماً) الذي يعدنا بموسم استثنائي منذ البداية.
سيتي ليس بحاجة إلى إجراء تعاقدات في سوق الانتقالات، فأي فريق يحلم بامتلاك تشكيلة غنية كالتي يمتلكها بطل الدوري الإنكليزي الممتاز في المواسم الأربعة الماضية، مع نجوم من الصف الأوّل ككيفن دي بروين وبرناردو سيلفا وفيل فودن وكايل ووكر... كل لاعب في الفريق هو تقريباً نجم، والجميع أصبح متمرساً بأسلوب لعب العبقري غوارديولا، والأمور أصبحت معقّدة على الخصوم لتجاوز هذه القوّة الإنكليزية المرعبة والفتّاكة.
بعد إحرازه لقب كأس الدرع الخيرية في انطلاق الموسم أمام الغريم مانشستر يونايتد بركلات الترجيح، والفوز في افتتاح الـ"بريميرليغ" على تشيلسي من دون معاناة، تمكن سيتي من توجيه رسالة شديدة اللهجة باكراً لكل الخصوم، المحليين والأوروبيين، مفادها أنه سيستمر في المحاولة لاحتكار الدوري للموسم الخامس توالياً، والمنافسة على كل الألقاب الممكنة أيضاً.
عنونت مختلف وسائل الإعلام العالمية بعد لقاء تشيلسي، أن سيتي بدأ مشواره للدفاع عن لقبه، وهو أمر طبيعي في ظل تراجع مستوى بقية الأندية، أكان تشيلسي الذي يعيش مرحلة انتقالية، أو مانشستر يونايتد الذي تحرّك أخيراً في سوق الانتقالات، وسيحاول مجاراة غريمه هذا الموسم بقيادة الهولندي إريك تن هاغ، أو ليفربول الذي يخوض موسماً جديداً بقيادة مدرب جديد يخلف الأسطورة الألماني يورغن كلوب، مع الهولندي آرني سلوت، والذي لم يلجأ إلى أي تغيير على مستوى التشكيلة حتى اللحظة، أو أرسنال الذي سيحاول مرّة أخرى أن يرفع سقف التحدّي مع مدربه الإسباني ميكيل أرتيتا، أو توتنهام الذي لم يجد طريقه إلى منصة التتويج في الدوري منذ موسم 1960-1961.
كل هؤلاء سيكون عليهم الإطاحة بسيتي في طريقهم نحو اللقب، والمهمّة معقّدة مرّة جديدة، لكن الموسم لا يزال في بدايته، وسوق الانتقالات لم يقفل بعد، والجميع قادر على إجراء التعديلات اللازمة لمحاولة انتزاع اللقب من المارد المانشستراوي.
من الممكن أن يكون هذا الموسم هو الأخير لغوارديولا مع سيتي، حيث لم يتخذ بعد قراره النهائي بهذا الشأن، وهو لن يفرّط بأي فرصة من أجل حصد أكبر عدد ممكن من الألقاب مع الفريق الذي بناه "حجراً على حجر" للوصول إلى الوضع "المثالي" الذي هو عليه الآن.