النهار

آية جبر

عندما نتحدث عن اللاعب البرازيلي فينيسيوس جونيور الذي يلعب حالياً ضمن صفوف نادي ريال مدريد، فإننا سنحتاج إلى العديد من المجلّدات لنتمكن من استيعاب الأرقام القياسية والهائلة التي حققها اللاعب مع الفريق الملكي، على الرغم من عدم تخطّيه الـ24 عاماً حتى هذه اللحظة.

لم تقتصر إنجازات الفتى الأسمر عند الأرقام القياسية التي حققها فقط، والتي ما زال يواصل استكمالها، بل والمواقف الإنسانية أيضاً التي جسّدها اللاعب، والتي لم ينسَ فيها أهل بلدته التي نشأ فيها، خصوصاً بعد أن قرّر صرف مبلغ 3 ملايين يورو على مشروع يهدف إلى تحويل مدرسة مغلقة في ساو غونسالو في البرازيل، إلى مركز اجتماعي متكامل يقدّم الخدمات التعليمية والرياضية والثقافية مجاناً لأكثر من 5000 شخص.

كما أنه حصل على لقب سفير النوايا الحسنة من قبل هيئة الـ "يونيسكو"، ليكون اللاعب البرازيلي الثاني الذي يحصل عليها بعد الأسطورة بيليه. فماذا حقّق هذا اللاعب الطموح الذي استطاع التغلّب على التنمر والعنصرية التي تعرّض لها في إسبانيا؟

أرقام قياسية
بالطبع، عندما نتحدث عن أرقام اللاعب البرازيلي فينيسيوس جونيور مع ريال مدريد فإنه يجب علينا في البداية إلقاء النظرة سريعة على الأرقام القياسية التي حققها مع الـ"ميرينغي" في موسم واحد فقط، وهو الموسم الماضي 2023/2024، والذي رشحه ليكون في طليعة المرشحين لنيل الكرة الذهبية.

فإجمالاً، ظهر الفتى الأسمر مع الـ"ميرينغي" في 38 مباراة خلال الموسم، وتمكن من تسجيل 26 هدفاً، بالإضافة إلى 11 تمريرة حاسمة، إلى جانب الحصول على أعلى نسبة مراوغات صحيحة في بطولة دوري أبطال أوروبا التي تُوّج بها مع الفريق الملكي.

كما أنه استطاع هزّ شباك نادي برشلونة بثلاثة أهداف في نهائي كأس السوبر الإسباني الذي انتهى بتتويج ريال باللقب، بعدما حقق الفوز بنتيجة 4 أهداف مقابل هدف وحيد.

ولم تقتصر أرقامه عند هذا الحدّ، بل كان له دور كبير في تأهّل فريقه إلى نهائي دوري الأبطال، والتتويج به، خصوصاً بعد قيامه بتمريرتين حاسمتين في مباراة الدور ربع النهائي أمام مانشستر سيتي الإنكليزي، بالإضافة إلى تسجيله هدفين في المربع الذهبي في مرمى بايرن ميونيخ الألماني، بجانب تسجيل هدف في مرمى بوروسيا دورتموند الألماني في نهائي البطولة.

ونجح في حصد أربعة ألقاب خلال الموسم الماضي وحده مع الفريق الملكي، وهي الدوري الإسباني، وكأس السوبر الإسبانية، ودوري أبطال أوروبا، وكأس السوبر الأوروبية.

أما في حال توجّهنا نحو كل الأرقام التي حققها منذ انتقاله إلى صفوف الـ"ميرينغي" في عام 2018 في صفقة بلغت قيمتها 45 مليون يورو قادماً من نادي فلامنغو البرازيلي، فإنه قد شارك في 264 مباراة في مختلف البطولات. وتمكن من تسجيل 83 هدفاً، وصناعة 75 هدفاً، وهذا بجانب البطولات الكثيرة التي تُوّج بها، والتي تتمثل في لقبين ببطولة دوري أبطال أوروبا موسمي 2021/2022 و2023/2024، والدوري الإسباني ثلاث مرّات في موسم 2019/2020 و2021/2022 و2023/2024، وكأس ملك إسبانيا مرّة واحدة فقط في موسم 2022/2023. بالإضافة إلى كأس السوبر الأوروبية مرّتين عامي 2022 و2024، وكأس العالم للأندية مرّتين عامي 2018 و2022، وكأس السوبر الإسبانية ثلاث مرّات في مواسم 2019/2020 و2021/2022 و2023/2024.

وبالتالي، فإنه يمكننا القول إنّ إجمالي عدد البطولات التي حققها مع الفريق الإسباني حتى سن الـ24 عاماً فقط قد وصلت إلى 13 لقباً، وهو رقم قياسي لم يتمكن سوى الأساطير الكروية فقط من تحقيقه.

فينيسيوس يتفوّق على ميسي ورونالدو
نجح اللاعب البرازيلي فينيسيوس جونيور في التفوّق على الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي في عدد التمريرات الحاسمة التي قام بها في بطولة دوري أبطال أوروبا عند بلوغه سن الـ24 من عمره، على الرغم من خوضه لقاءات أقل من ميسي بحوالى 57 مباراة، حيث وصل الثنائي حتى هذه اللحظة إلى 12 "أسيست".

وبالتالي فإنه سيتخطّى ميسي بهذه الأرقام، خصوصاً في ظل ابتعاد الأخير عن المشاركة في هذه البطولة العريقة بعد انتقاله إلى نادي إنتر ميامي الأميركي، وهذا بجانب صغر سن الفتى الأسمر.

وفي نفس الوقت، أصبح على بُعد ثلاث تمريرات حاسمة فقط من أجل الوصول إلى عدد التمريرات التي حققها كريستيانو رونالدو لاعب نادي النصر السعودي الحالي في بطولة دوري أبطال أوروبا في مرحلة خروج المغلوب فقط، والذي يُعتبر لاعبه المفضّل، خصوصاً بعد أن حقق "الدون" 15 تمريرة مقابل 12 تمريرة للاعب البرازيلي.

فينيسيوس ينتظر 3 جوائز ذهبية
وبعد كل هذه الأرقام، كان لا بدّ أن يكون عدد من الجوائز الذهبية من نصيب اللاعب فينيسيوس، وبالتالي فإنه ينتظر حالياً ثلاث جوائز ذهبية، وقد حصد واحدة منها بالفعل، وهي أفضل لاعب في دوري أبطال أوروبا 2023/2024، بالإضافة إلى جائزتي أفضل لاعب في العالم، و"ذا بيست" المقدّمة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" كأفضل لاعب في العام الحالي.

وبالتالي، فإنه يمكننا القول إن فينيسيوس هو الفتى الذهبي الحالي لريال مدريد، فعلى الرغم من صغر سنه، إلّا أنه نجح في إبهار الجميع بأرقامه القياسية التي حققها حتى هذه اللحظة، والتي تمكّن من خلالها من الردّ على جميع الوجوه التي أساءت إليه يوماً، ومارست ضدّه كافة أساليب العنصرية.