النهار

بصمات سلوت تظهر سريعاً على ليفربول كلوب
المصدر: النهار العربي
حين أعلن يورغن كلوب عن رغبته بمغادرة ليفربول بدا وكأن هناك العديد من المدربين المتخوفين من فكرة خلافته بعد 9 سنوات قضاها في تدريب الريدز،
بصمات سلوت تظهر سريعاً على ليفربول كلوب
أرني سلوت مدرب ليفربول (أ ف ب)
A+   A-
هاني سكر
 
حين أعلن يورغن كلوب عن رغبته بمغادرة ليفربول بدا وكأن هناك العديد من المدربين المتخوفين من فكرة خلافته بعد 9 سنوات قضاها في تدريب الريدز، وبدا أن هذا الأمر منطقي للغاية، لأن كل المدربين الذين استمروا لفترات طويلة كان تعويضهم صعباً جداً، ويمكننا رؤية ذلك بسهولة في مانشستر يونايتد مثلاً، وما حدث معه بعد رحيل فيرغسون، وحتى فينغر الذي كان عرضة للانتقادات في فتراته الأخيرة مع أرسنال، ترك أثراً كبيراً برحيله، في ظلّ تخبّط النادي ومعاناته مع عدة مدربين إلى حين وصول أرتيتا الذي أيضاً طالب النادي بالصبر عليه إلى حين تحسن النتائج.
 
والمشكلة الأساسية كانت أن كلوب كان هو من بنى الربيع الجديد لليفربول بيديه، بعدما أعاد النادي للواجهة المحلية والأوروبية، ولهذا كان أمر تعويضه صعباً جداً، إلى أن التفتت الإدارة إلى هولندا وقرّرت أخذ المجازفة باستقدام أرني سلوت، مع أن العديد من تجارب الخارجين من الدوري الهولندي، سواء على صعيد المدربين أو اللاعبين، لم ترق للمأمول في السنوات الأخيرة، وعلّ أبرزها تين هاغ الذي يصارع لإثبات ذاته بموسمه الثالث في مانشستر يونايتد.
 
لكن حتى الآن، بدا أن سلوت هو الرجل الهادئ الذي لا يريد إثارة الكثير من الضجيج حوله، وشخصيته تذكّرنا بتقرير نشرته عنه "الغارديان"، حين تولّى تدريب ليفربول، حيث نشرت تصريحاً لأحد أصدقائه المقرّبين الذي قال إنه في فترة شبابه كان مؤدباً لحدّ يفوق ما تتوقعه من أي لاعب كرة قدم، وهذا الهدوء والرقي بشخصيته سرعان ما بدأ ينعكس على الفريق ويغيّر شيئاً من أسلوب لعبه.
 
خلال تواجد كلوب مع ليفربول كانت السرعة هي العنصر الأساس الذي لا يمكن التفريط به في الملعب، وتشعر أحياناً أن الفريق يفضّل اتخاذ قرار سريع خاطئ على ألّا يتخذ قراراً في الملعب، وأنه لا توجد مشكلة بأن تلعب تمريرة خاطئة شرط أن تكون سريعة، لأن الفكرة الأساسية كانت أن هذه السرعة ستؤدي في النهاية لنتائج صحيحة، والمحاولات الخاطئة لن تستمر دائماً خصوصاً حين تملك عناصر جاهزة لرفع السرعة في الملعب.
 
نظرة سلوت للأمر بدت أكثر هدوءاً، والفكرة الأولى التي اتبعها أنه لم يأتِ للقول بأن مرحلة كلوب انتهت وهذه مرحلتي، وأني أريد لاعبين جدداً يناسبون فلسفتي، بل على العكس، لأن ليفربول هو الفريق الوحيد في الدوري الذي لم يجر أي تعاقد هذا الموسم حتى الآن، أي ببساطة لم يذهب سلوت للقول إنه يريد ثورة داخل غرفة الملابس، بل أراد إحلال المزيد من الهدوء داخل الفريق.
 
ما بحث عنه سلوت هو شيء من تقليل الإيقاع مع السعي لزيادة الجودة تحديداً في التمرير، والبحث عن اللاعبين القادرين على التواجد بشكل مباغت في العمق، ليحملوا الكرة بسهولة للأمام. لهذا شاهدنا عدداً كبيراً من التمريرات الممتعة خلال الشوط الثاني ضدّ إيبسويتش تاون، بعد أن قدّم الفريق شوطاً أول دون التوقعات بكثير.
 
بعد فوز الفريق في جميع مبارياته الودية انتظر الجمهور عرضاً قوياً ضدّ إيبسويتش الصاعد لدوري الأضواء هذا الموسم، والمفاجأة غير السعيدة كانت أن الفريق لم يظهر بالشكل المنتظر في أول 45 دقيقة، لكن ما بدا مطمئناً للغاية هو الطريقة التي تغيّر بها كل شيء في الشوط الثاني، بصورة أوحت بأن المدرب بات يسيطر على المفاتيح الأساسية ويعرف كيفية استخدامها.
 
في الشوط الأول فاز إيبسويتش بـ58% من الكرات الثنائية، وكان هذا الأمر يتسبب بقلق كبير بالنسبة للريدز، خصوصاً أن مهاجم كريستال ديلاب يتفوق باستمرار على مدافع ليفربول كوانساه، ما يمنح فريقه الفرصة لاستقبال الكرة بالأمام وبدء هجمة جديدة، لذا كانت فكرة سلوت الأساسية هي بإخراج المدافع الشاب بين الشوطين وإقحام كوناتي القوي بدنياً ليقضي على المفتاح الأساسي لإيبسويتش ببناء اللعب، ويجعل عملية استرجاع الكرة سهلة.
 
خلال حديثه بعد اللقاء قال سلوت إنه أخبر لاعبيه بين الشوطين بأنهم يخسرون كرات ثنائية كثيرة، وأنهم إن أرادوا الفوز سيحتاجون لمزيد من القتال، لأن خصمهم يُظهر اندفاعاً عالياً. لكن الأمر الأجمل كان حين تحدث عن ثلاثي الهجوم صلاح ودياز وجوتا، وقال إنه لا يمانع رؤيتهم وهم يحاولون الاستفادة من مواقف واحد على واحد. فحين تمتلك ثلاثياً كهذا عليك أن تستفيد منه دون حديث فلسفي زائد عن المنظومة والفريق والجماعية.
 
هدوء سلوت حتى الآن وشخصيته الجميلة التي تنعكس على الفريق، يدفعاننا للقول بأن ليفربول يقاوم حتى الآن التحدّيات التي فرضها رحيل كلوب، بانتظار معرفة ما إن كان سلوت قادراً على تحمّل ضغط منافسات البريميرليغ والحفاظ على مكان الريدز بين ثلاثي القمة.

اقرأ في النهار Premium