النهار

كرة القدم قد تُنسى... لكن تبقى المواقف الإنسانيّة حاضرة إلى الأبد
المصدر: النهار العربي
دائماً ما يلتفت معظم الأشخاص حول المسيرة الكروية التي يقدّمها كل لاعب، ويواصلون البحث عن أرقامه التي حققها أثناء مشاركته في مختلف البطولات، ولكننا نجد أنّ هناك بعض الجماهير قد لا تلتفت نهائياً إلى المواقف الإنسانية التي يقوم بها بعض اللاعبين، والتي ستظل حاضرة في الأذهان حتى لو لم يتمكنوا من الحضور ضمن أساطير كرة القدم.
كرة القدم قد تُنسى... لكن تبقى المواقف الإنسانيّة حاضرة إلى الأبد
رونالدو لا يتوقف عن مساعدة المحتاجين خارج الملعب. (أ ف ب)
A+   A-
آية جبر

دائماً ما يلتفت معظم الأشخاص حول المسيرة الكروية التي يقدّمها كل لاعب، ويواصلون البحث عن أرقامه التي حققها أثناء مشاركته في مختلف البطولات، ولكننا نجد أنّ هناك بعض الجماهير قد لا تلتفت نهائياً إلى المواقف الإنسانية التي يقوم بها بعض اللاعبين، والتي ستظل حاضرة في الأذهان حتى لو لم يتمكنوا من الحضور ضمن أساطير كرة القدم.

كريستيانو رونالدو
عندما نُلقي الضوء على المواقف الإنسانية التي قدّمها اللاعبون طوال مسيرتهم الكروية، فإننا في البداية يجب علينا أن نذكر اللاعب الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي بدأ قصته مع هذه المواقف منذ اللحظات الأولى في الملاعب.

فعلى الرغم من الشهرة التي حصل عليها، والتاريخ الكروي العريق الذي قدّمه، إلا أنه لم ينسَ نهائياً كل من ساعده في بداية مشواره الكروي، وكانت من بينهم فتاة الـ"هامبرغر" التي كانت تسمح له بتناول المأكولات في السنوات الأولى من عمره على الرغم من عدم امتلاكه المال، ونجد أنه صان الجميل، وردّه عندما ظهر في فيديو طالب فيه بضرورة حضور هذه السيّدة أو إحدى العاملات داخل المطعم الذي كان يتناول فيه كل هذه المأكولات إلى منزله، وبالفعل ظهرت سيّدة أكدت أنها كانت من بينهنّ، وذهبت إلى منزل "الدون".

ولم تكن المواقف الإنسانية التي قام بها لاعب النصر السعودي مقتصرة على رد الجميل فقط، بل نجده أيضاً يصرف مبالغ طائلة من أجل مساعدة أطفال سوريا، وبناء مخيّمات لهم.

كما أنه قرّر بيع جائزة الحذاء الذهبي التي حصل عليها عام 2011 في مزاد علني بحوالى 1.2 مليون جنيه إسترليني، والتبرّع بهذا المبلغ لبناء المستشفيات المختلفة داخل قطاع غزة الفلسطيني.

هذا بجانب الموقف الإنساني الذي لا يُنسى له أبداً، ويبقى حاضراً في الأذهان أثناء جائحة كورونا 2019، عندما حوّل كل الفنادق التي يمتلكها إلى مستشفيات لعلاج المرضى الذين يُعانون الوباء.

ولا ننسى أنه من اللاعبين القلائل الذين رفضوا رسم الوشم على أجسادهم للتمكّن من التبرّع بالدم باستمرار.

سام مرسي وأنور الغازي
في ظل تفاقم الأزمة في فلسطين والمأساة الشديدة التي يعيشها الشعب في المنطقة، نظّم المصري سام مرسي، لاعب نادي إيبسويتش تاون الإنكليزي، والهولندي المغربي الأصل، أنور الغازي، الذي يلعب في نادي كارديف سيتي الويلزي، مباراة بتاريخ 1 من حزيران (يونيو) الماضي، وجرى التبرّع بكل الأموال التي جُمعت خلال هذه المواجهة إلى قطاع غزة.

ساديو ماني
قام اللاعب السنغالي ساديو ماني بالعديد من المواقف الإنسانية تجاه بلده وأهله وأسرته، على الرغم من الشهرة العالمية التي يتمتع بها، وساهم في العديد من الأعمال الخيرية من خلال التبرّع للمستشفيات والمدارس، وتولى احتياجات بعض الأسر الفقيرة.

ولم يفصح ماني عن كل هذه الأشياء، حيث عُرفت هذه المعلومات من وسائل الإعلام بالصدفة. وعندما سُئل لماذا لم يفصح عن تلك الأمور، أكد أنه لا يحب التحدّث عنها نهائياً، مشيراً إلى أنه يقوم بدور طبيعي تجاه أهل بلده من أجل تحسين أحوالهم المادية والتعليمية والاجتماعية.

مسعود أوزيل
يُعتبر اللاعب الألماني مسعود أوزيل من اللاعبين الكبار في مجال كرة القدم الذين انتهت مسيرتهم بشكل كبير بسبب مواقفهم الإنسانية التي لا تُنسى، والتي جاء من بينها التبرّع بالمكافأة المالية التي حصل عليها بعد تتويجه ببطولة كأس العالم عام 2014 لمصلحة أطفال غزة، إلى جانب بناء أربعة مساجد في البرازيل.

ماركوس راشفورد
ماركوس راشفورد، الذي يلعب حالياً في نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي، عمل على توفير كل المصاريف الدراسية للطلاب المحتاجين، فضلاً عن إحضار الهدايا لهم في يوم عيد الميلاد، والاحتفال معهم.

وقدّمت السلطات البريطانية لراشفورد وسام ملكي تقديراً لدوره الهام والكبير الذي بذله بالتحديد أثناء جائحة كورونا عام 2019.

فينيسيوس جونيور
اللاعب الذي نجح في التغلب على كل أشكال العنصرية، ولاقى حُباً من قبل العديد من الجماهير، خصوصاً في ظل دوره الذي لا يقتصر فقط على كونه لاعباً عالمياً في العصر الحالي، ولكن أيضاً بسبب الدور الإنساني الذي قدّمه خلال السنوات الماضية.

وتبرّع فينيسيوس بحوالي 4 ملايين يورو لتحويل إحدى المدارس المغلقة إلى مركز اجتماعي متكامل لتعليم الرياضة، والتعليم، وغيرها من الأمور مجاناً، كما أنه تكفل بتعليم معظم الأطفال غير القادرين في قريته بالبرازيل.

من الممكن أن ننسى ما قدّمه اللاعب داخل المستطيل الأخضر، وقد نغفل الأرقام التي يُحققها نجوم كرة القدم، لكنّ المواقف الإنسانية ستبقى خالدة في الأذهان.

اقرأ في النهار Premium