النهار

الألعاب البارالمبيّة مساحة للأمل وسط تحدّيات التّحايل والتّمويل
المصدر: النهار العربي
تنطلق اليوم في باريس منافسات دورة الألعاب البارالمبية 2024 بمشاركة 169 جنسية مختلفة بمسابقات تستمر حتى الـ8 من شهر أيلول (سبتمبر) المقبل ليحملوا معهم أمل بلدانهم بتحقيق إنجاز أولمبي يثبتون من خلاله أن الأمل والشغف بإمكانهم تخطي الإعاقة ورسم ملامح أجمل للنجاح.
الألعاب البارالمبيّة مساحة للأمل وسط تحدّيات التّحايل والتّمويل
الشعلة البارالمبية (أ ف ب)
A+   A-
هاني سكر
 
تنطلق اليوم في باريس منافسات دورة الألعاب البارالمبية 2024 بمشاركة 169 جنسية مختلفة بمسابقات تستمر حتى الـ8 من شهر أيلول (سبتمبر) المقبل، ليحملوا معهم أمل بلدانهم بتحقيق إنجاز أولمبي يثبتون من خلاله أن الأمل والشغف بإمكانهما تخطي الإعاقة ورسم ملامح أجمل للنجاح.
 
تتركز معظم منافسات الألعاب البارالمبية على المصابين بإعاقات جسدية، في الوقت الذي تسيطر فيه الرياضات الخاصة بأصحاب الإعاقات الذهنية على دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص والتي تقام منفصلةً بتنظيم من منظمة الأولمبياد الخاص.
 
يأتي هذا التركيز على الإعاقات الجسدية من كون أن فكرة الدورة بالبداية كانت لتحفيز وتكريم المحاربين القدامى البريطانيين الذين تعرضوا لإصابات خلال الحرب العالمية الثانية، حيث طُبقت هذه الفكرة عام 1948 وكانت الشعلة الأولى لبداية الألعاب البارالمبية قبل أن تأتي الانطلاقة الفعلية والرسمية عام 1960 في روما الإيطالية، ومنذ 1976 باتت تقام الألعاب البارالمبية بعد نهاية كل دورة ألعاب أولمبية، سواء كانت صيفية أو شتوية.
 
وشهدت الألعاب البارالمبية 2020 سيطرة صينية رهيبة مع تحقيق 207 ميداليات، منها 96 ذهبية، وهو أكثر من ضعف ما حققه البريطانيون الذين احتلوا المركز الثاني في القائمة، فيما كانت الحصيلة العربية مميزة مع تحقيق كل من تونس والجزائر والمغرب 4 ذهبيات مقابل ذهبية للإمارات، أي بمجموع 13 ذهبية عربية، عدا دخول مصر والعراق والكويت وعُمان وقطر والسعودية لجدول الميداليات.
 
تتضمن الألعاب البارالمبية العديد من الرياضات الشهيرة مثل كرة القدم (خماسي)، وألعاب القوى، والجودو، والتجذيف، والرماية، والسباحة، وكرة الطاولة، إضافة للعديد من الرياضات المعدّلة لتناسب المقعدين مثل كرة السلة والرغبي والمبارزة وكرة المضرب، حيث تتنوع الرياضات لتشمل إعاقات متعددة مثل ضعف القوى العضلية، واختلال الحركة، والتقزم، والتوتر العضلي، وضعف البصر، وإعاقة النمو.
 
واللافت أنه رغم الغرض النبيل لدورة الألعاب البارالمبية بتقديم مساحة للمنافسة لرياضيين يتحدون ظروف الحياة، إلا أن تاريخ الألعاب شهد العديد من حالات الغش، لعل أشهرها ما فعله منتخب إسبانيا في سيدني 2000 حين فاز بذهبية كرة السلة الخاصة بأصحاب الإعاقة الذهنية ليعترف لاحقاً أحد أعضاء الفريق بأن معظم اللاعبين لم يتعرضوا لاختبار حقيقي وأنهم بالغوا بتقدير إعاقتهم، وشهدت الكثير من الدورات حالات تحايل بتضخيم وصف إعاقات بعض الرياضيين للسماح لهم بالمشاركة في الدورة، أما أحد أكبر التحديات التي تواجهها اللجنة البارالمبية الدولية فهو ما انتشر عن قيام العديد من الرياضيين بتلقي علاج جيني يزيد من قدراتهم، عدا قيام بعض المشاركين بزيادة ضغط الدم في جسدهم عن طريق إيذاء أجسادهم بإصابة أحد القدمين بما قد يصل لكسر العظام أو ربط الطرفين بإحكام.
 
وقد يتساءل الكثيرون عمّا إذا كانت هذه الدورة هي مجرد إنجاز شرفي أم أنها تحمل معها مكسباً مادياً، والإجابة عن هذا السؤال كانت سبباً بإشعال معارك جدال عديدة وصلت إلى حد التقدم بشكوى قضائية من الرياضيين البارالمبيين عام 2003 بداعي قيام اللجنة الأولمبية الأميركية بالتمييز بينهم وبين الرياضيين الأولمبيين، لتقوم اللجنة الأولمبية بعدها بمضاعفة التمويل من 3 إلى 11.4 مليون دولار خلال 4 سنوات فقط، كما شجعت اللجنة الأولمبية الدولية كبار الرعاة على الحضور في الدورة على غرار الأولمبياد، مع السماح بوضع شعارات الرعاة في الملاعب وعلى لباس الرياضيين، وهو ما لا يُسمح به في الأولمبياد، بغرض تسهيل الحصول على المزيد من العائدات التي تعود بالنفع على المشاركين.

اقرأ في النهار Premium