النهار

فليك ودموعي وابتسامتي
المصدر: النهار العربي
القصص الحزينة مصدرها الروايات أيضاً... يعيش الألماني هانسي فليك بعض فصولها، لكنه يقاوم الأحداث، في بيئة مثل برشلونة تمرّ المشاهد سريعاً، لكنّ البطل هو من يتحمّل قسوتها.
فليك ودموعي وابتسامتي
المدرب الألماني هانسي فليك. (أ ف ب)
A+   A-
محمد يوسف

القصص الحزينة مصدرها الروايات أيضاً... يعيش الألماني هانسي فليك بعض فصولها، لكنه يقاوم الأحداث، في بيئة مثل برشلونة تمرّ المشاهد سريعاً، لكنّ البطل هو من يتحمّل قسوتها.

"دمي ودموعي وابتسامتي"... قصة حزينة للكاتب المصري إحسان عبد القدوس... قرّر فليك أن يجدّد دماء برشلونة، فواجه دموع الإصابات... لكنه واجه المواقف بابتسامة... حتى الآن يحظى بمكانة البطل داخل كاتالونيا في حين تبقى الفصول الأخيرة غامضة...

من غير المتوقع أن يدخل برشلونة ثلاث مباريات قوية في الليغا، ويخرج فائزاً في جميعها أمام منافسين من أصحاب الأنياب البارزة مثل فالنسيا وأتلتيك بيلباو ورايو فايكانو... لكن في ليلة كان من المفترض أن تكون سعيدة انهمرت الدموع.

لاعب واعد يعدّ أحد اكتشافات فليك داخل برشلونة انتهى موسمه تقريباً بعد الأخبار الصادرة عن إصابة مارك بيرنال بقطع في الرباط الصليبي للركبة، وظل السؤال الذي يطرح نفسه... من سيؤدي دوره داخل الفريق؟

قد يكون توقيت الإصابة في صالح برشلونة لأنّ سوق الانتقالات لا يزال مفتوحاً، لكنّ الدموع والأحزان ترفض مغادرة المشهد... لأنّ الأوضاع الاقتصادية داخل النادي بالغة السوء.

وبدلاً من التفكير في جناح أيسر، حين كان ذلك الشغل الشاغل للإدارة، سيكون البحث عن محور في وسط الملعب بمثابة الضرورة القصوى، من أجل إنقاذ موسم فليك الذي لا يزال يصارع بقارب أحلامه في بحر الليغا.

مهما كانت الصعوبات استطاع فليك خطف الأنظار، لأنه حضر ويدرك طبيعة ما يعانيه النادي، وبخلاف ذلك هناك سلسلة طويلة من الإصابات التي يعانيها الـ"بلاوغرانا" مثل الهولندي فرينكي دي يونغ وغافي ورونالد أراوخو وكريستيان إريكسن وإريك غارسيا وأنسو فاتي، وهي عناصر قادرة على صناعة الفارق.

لكنّ ليلة الانتصار في العاصمة الإسبانية على فايكانو لم تكن قاتمة السواد، لأنّ ظهور داني أولمو صفقة برشلونة الجديدة بمستوى مميز وتسجيله هدف الانتصار، يعدّ بمثابة تأكيد على أهمية الصفقة، رغم امتلاك النادي الكثير من اللاعبين في وسط الملعب، لكنّ سلسلة الإصابات وضغط المباريات قد لا ترحم في الفترة المقبلة.

أمام فليك سلسلة من الاختبارات، سيكون عليه تجربة مارك كاسادو مرّة أخرى في المحور، أو البحث عن حلول غير تقليدية للخروج من المأزق، خصوصاً إذا ما لجأ إلى "لا مسيا" من أجل مراجعة بعض الأسماء الواعدة مثل باو بريم.

كانت هناك الكثير من الأحداث المشتركة في المباريات الثلاث التي خاضها فليك مع برشلونة، مثل أنّ الفريق تطوّر بدنياً وعانت الفرق الأخرى بسبب الفشل في مجاراة النسق، خصوصاً في الأمتار الأخيرة، فظهرت قوّة برشلونة في التعامل مع الأحداث، ويكفي أنّ غالبية الفرق في الشوط الثاني أصيب بعض لاعبيها بإصابات عضلية حرمتهم استكمال المباراة.

انتصر فليك في تجربته البدنية والفنية، لكنّ الليغا طويلة، وهناك أحداث منتظرة مثل دوري أبطال أوروبا وكأس ملك إسبانيا، ولكن تبقى العيون تترقّب الموقف الاقتصادي للنادي الذي بات على مشارف توقيع عقد رعاية كبير مع صانع قميصه، كفيل بأن يضعه في موقف جيد ويمنحه فرصة التحسن المادي المنتظر.

قد تكون انتصارات فليك بمثابة فرصة للرئيس خوان لابورتا أن يهرب موقتاً من الانتقادات الموجّهة إليه نتيجة بيع الكثير من اللاعبين، والبحث عن حلول غير تقليدية بلا جدوى لتدعيم الفريق بجناح أيسر... وسيكون على البرتغالي ديكو المدير الرياضي للنادي، أن يبحث عن صفقة في المحور من دون تكلفة، كحل موقت إذا ما استمرّت المعاناة المادية.

رواية فليك ممزوجة بالدموع والابتسامات، والتجربة قد تكون مثيرة للاهتمام، لكن البحث عن صفقات سيكون بمثابة إنقاذ للمدرب الألماني، الذي دائماً ما يضع الاهتمام بالجانب البدني في أهم أولوياته داخل العمل.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium