تعرّض نوفاك ديوكوفيتش لخسارة مفاجئة 6-4 و6-4 و2-6 و6-4 أمام الأسترالي أليكسي بوبيرين في الدور الثالث من بطولة أميركا المفتوحة لكرة المضرب، اليوم السبت، لتنتهي آمال اللاعب الصربي في الفوز بلقبه الـ25 في البطولات الأربع الكبرى.
وبدا ديوكوفيتش، الذي بذل قصارى جهده للفوز بالميدالية الذهبية الأولمبية في باريس هذا الشهر، بطيئاً أمام اللاعب الأسترالي النشيط الذي حقق أكبر فوز في مسيرته.
وأبلغ ديوكوفيتش الصحافيين: "لقد بذلت الكثير من الجهد للفوز بالميدالية الذهبية، ووصلت إلى نيويورك من دون أن أشعر بالراحة سواء ذهنياً أو بدنياً".
وأضاف: "لكن لأنها بطولة أميركا المفتوحة، فقد حاولت وبذلت قصارى جهدي. لم أواجه أي مشاكل بدنية، شعرت فقط أنني منهك ويمكن أن تعرفوا ذلك بالنظر إلى الطريقة التي لعبت بها".
ورفع بوبيرين، الذي خسر أمام ديوكوفيتش في بطولتي أستراليا المفتوحة وويمبلدون هذا العام، ذراعيه في الهواء للاحتفال بالانتصار وارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة بعد إقصاء حامل اللقب ليبلغ دور الـ16 في بطولة كبرى للمرّة الأولى.
وقال بوبيرين في مقابلة على أرض الملعب: "كنت محظوظاً في المواجهة الثالثة، لا أعتقد ذلك بصراحة".
وتابع: "خضنا بعض المعارك في أستراليا المفتوحة وويمبلدون وأتيحت لي الفرصة في المواجهتين ولكنني لم أستغلها".
وواصل حديثه: "كانت هذه المباراة مختلفة بعض الشيء، تمكنت من استغلال الفرص عندما سنحت لي ولعبت كرة المضرب بصورة جيدة".
وأتيحت لديوكوفيتش خمس فرص لكسر الإرسال في المجموعة الافتتاحية، لكنه فشل في استغلال أي منها، بينما كسر بوبيرين إرسال الصربي في أوّل فرصة له ليتقدم 5-4 وأكمل طريقه للفوز بالمجموعة الأولى.
وكسر بوبيرين إرسال ديوكوفيتش مجدداً في المجموعة الثانية، ليتقدم 3-2، وسيطر على المباراة بإرساله وضرباته المثالية ليفوز بالمجموعة الثانية.
وأظهر ديوكوفيتش بعض الحيوية في المجموعة الثالثة وتمكن من كسر إرسال منافسه بضربة أمامية لم يستطع بوبيرين التعامل معها وفاز بالمجموعة ليعود إلى المباراة.
لكن العودة لم تدم طويلاً بعدما أطلق بوبيرين ضربة أمامية قوية ليكسر إرسال منافسه ويتقدم 3-2 في المجموعة الرابعة. وأكمل المفاجأة عندما لعب ديوكوفيتش ضربة أمامية خارج الملعب عند نقطة المباراة.
ولم يكن المخضرم ديوكوفيتش موفقاً في المباراة، وارتكب 14 خطأ مزدوجاً على الإرسال وهو رقم قياسي بالنسبة إليه في مباراة بالبطولات الأربع الكبرى، بينما لعب منافسه البالغ من العمر 25 عاماً 50 ضربة ناجحة.
وأشار ديوكوفيتش إلى أنه "إذا لعبت على سطح سريع مثل هذا من دون الإرسال ومن دون القدرة على الفوز بالنقاط السهلة وانخفاض نسبة الإرسال الأوّل والعديد من الأخطاء المزدوجة، فلن تتمكن من الفوز".
وأردف: "كانت مجرّد مباراة مروعة بالنسبة إليّ".
وتعني الخسارة أنّ ديوكوفيتش سينهي هذا الموسم من دون واحد على الأقل من الألقاب الكبرى للمرّة الأولى منذ 2017.
وجاءت المفاجأة على ملعب آرثر آش بعد يوم واحدة من خروج المرشح الأوّل للفوز باللقب كارلوس ألكاراز، والذي حصل على الميدالية الفضية في أولمبياد باريس، بخسارته 6-1 و7-5 و6-4 أمام الهولندي غير المصنف بوتيك فان دي زاندسكولب.
ويلعب بوبيرين أمام الأميركي فرنسيس تيافو في الدور الرابع من البطولة.
وقدم تيافو أداءً مذهلاً ليتجاوز بن شيلتون في مواجهة أميركية خالصة امتدت لخمس مجموعات في الدور الثالث.
وتقدم تيافو إلى دور الـ16 بعد فوزه 4-6 و7-5 و6-7 و6-4 و6-3 على شيلتون في مباراة تجاوزت حاجز الأربع ساعات.
وتأهل اللاعبان من قبل إلى نصف النهائي في فلاشينغ ميدوز، لكنّ تيافو تفوّق على شيلتون ليثأر من خسارته في دور الثمانية العام الماضي عندما فاز شيلتون الأصغر سناً بعد أربع مجموعات.
ورغم الصداقة الجيدة بينهما خارج الملعب، إلا أنّ اللاعبين وضعاها جانباً بعدما توعد شيلتون بشن "حرب" على تيافو.
وكانت المواجهة على قدر التوقعات، ودفعت الجماهير للوقوف على أطراف أصابعها بعد عدة نقاط مثيرة وتبادلات متواصلة للضربات مع تقدم المباراة.
ولعب شيلتون، الذي كان يتفوّق 2-0 في سجل المواجهات المباشرة مع تيافو قبل المباراة، 23 إرسالاً ساحقاً و63 ضربة ناجحة، لكنّ تيافو انتقم في النهاية.
وتأهل الألماني ألكسندر زفيريف الرابع إلى الدور المقبل بفوزه على الأرجنتيني توماس إتشيفيري 5-7 و7-5 و6-1 و6-3، والروسي آندريه روبليف السادس بفوزه على التشيكي ييري ليهيكا 6-3 و7-5 و6-4، والبلغاري غريغور ديميتروف التاسع على الهولندي تالون خريكسبور 6-3 و6-3 و6-1.
كما بلغ ثمن النهائي النروجي كاسبر رود الثامن بتغلبه على الصيني تشانغ جانشينغ 6-7 (1/7)، 3-6، 6-0، 6-3 و6-1 والأميركي تايلور فريتس الثاني عشر متخطياً الأرجنتيني فرانسيسكو كوميسانا 6-3 و6-4 و6-2.
ولدى السيّدات، انتهت المحاولة رقم 17 لفيكتوريا أزارينكا للفوز ببطولة أميركا المفتوحة بشكل مخيّب للآمال عندما خسرت اللاعبة المخضرمة المصنفة 20 أمام الصينية غير المصنفة وانغ يافان بنتيجة 6-4 و3-6 و6-1.
وتفوّقت وانغ المتألقة على منافستها، الفائزة بلقبين ضمن البطولات الأربع الكبرى، في التبادلات الطويلة، إذ فازت في 19 من أصل 35 تبادلاً استمر لتسع ضربات أو أكثر، بينما اقتنصت 13 من 19 نقطة على الشبكة، لتواصل أطول مسيرة لها على الإطلاق في بطولة من البطولات الكبرى.
وارتكبت أزارينكا، وصيفة بطلة أميركا المفتوحة ثلاث مرات، 32 خطأ سهلاً وفشلت في الحفاظ على إرسالها ست مرات خلال المباراة التي استمرّت ساعتين و22 دقيقة.
وشهدت لاعبة روسيا البيضاء، والمصنفة الأولى عالمياً في السابق، تقدمها بنتيجة 3-1 في المجموعة الأولى بعد أن انتفضت وانغ لتفوز بالمجموعة الافتتاحية بضربة أمامية قوية عابرة للملعب حوّلتها بطلة أستراليا المفتوحة مرّتين إلى خارج الملعب.
وأظهرت أزارينكا، التي تغلبت على وانغ في بطولة واشنطن المفتوحة قبل شهر، عزمها وفازت بأربعة أشواط متتالية في المجموعة الثانية لتجبر منافستها على خوض مجموعة ثالثة فاصلة.
إلا أنّ الجمهور الصاخب الذي ضم الكثير من المشجعين الصينيين، الذين كانوا في حالة انتعاش بعد فوز تشنغ تشين ون في المباراة السابقة على ملعب غراند ستاند، منح وانغ المصنفة 80 عالمياً الطاقة اللازمة للفوز بأربعة أشواط بلا رد في المجموعة الثالثة وهو التقدم الذي لم تتخلى عنه حتى النهاية لتفوز بالمباراة.
بدورها، تجاوزت أرينا سابالينكا، وصيفة بطلة العام الماضي، بدايتها المتعثرة لتفوز 2-6 و6-1 و6-2 على إيكاترينا ألكسندروفا في الدور الثالث.
ودخلت سابالينكا وألكسندروفا إلى ملعب آرثر آش والمشجعون ما زالوا يلتقطون أنفاسهم بعد فوز أليكسي بوبيرين على نوفاك ديوكوفيتش، وبدأ الثنائي مباراتهما في الساعة 12 وثماني دقائق صباحاً بالتوقيت المحلي.
وهي أكثر بداية متأخرة لمباراة في أميركا المفتوحة منذ عام 1987، عندما دخلت غابرييلا ساباتيني وبيفرلي بوز إلى الملعب عند منتصف الليل وأنهتا المباراة في 90 دقيقة.
وبدا إنهاء المباراة بسرعة مستبعداً بعدما ارتكبت سابالينكا، بطلة أستراليا المفتوحة، مجموعة من الأخطاء السهلة وخسرت لاعبة روسيا البيضاء المجموعة الافتتاحية بعد 33 دقيقة.
وقالت سابالينكا: "لا أعرف ماذا فعلت، كنت أحاول فقط البقاء هادئة، ووضع أكبر عدد ممكن من الضربات على الجانب الآخر".
وأتمت: "لعبت (ألكسندروفا) بطريقة لا تصدّق في المجموعة الأولى وكان من الصعب حقاً تغيير ذلك".
وسرعان ما استعادت سابالينكا (26 عاماً) عافيتها وكسرت إرسال منافستها لتتقدم 3-1 في المجموعة التالية، لتتقدم بعد ذلك بثبات لتحسم المجموعة الثانية بعد عرض قوي ومذهل سيطرت فيه على منافساته الروسية النشيطة.
وأكدت: "أنا سعيدة حقاً لأنني تمكنت من قلب هذه المباراة وتحقيق هذا الفوز الصعب للغاية".
وخسرت سابالينكا إرسالها بشكل مفاجئ عندما كانت متقدمة 5-0 في المجموعة الفاصلة، لكنها وجهت الضربة القاضية على الفور إلى ألكسندروفا المتراجعة بضربة خلفية ناجحة لإسعاد الجماهير التي بقيت حولها.