النهار

سوق الانتقالات 2024 تشرح صعوبة حياة الأندية اقتصادياً
المصدر: النهار العربي
في السابق، كان المشجعون ينتظرون سوق الانتقالات لمعرفة إن كان ناديهم المفضل سيبرم صفقة قياسية جديدة يحطم بها صفقاته السابقة، والبحث عن أفضل طريقة لمعالجة عيوب الفريق مهما كلف الأمر، لكن ما حدث في صيف 2024 يشرح لنا أن القوانين المالية الكثيرة المفروضة في الزمن الحالي، وعجز الأندية في تأمين ميزانياتها، تجعل الكثير من الإدارات تتجه للتخطيط لعمليات البيع قبل الشراء بالسوق.
سوق الانتقالات 2024 تشرح صعوبة حياة الأندية اقتصادياً
توقيع سترلينغ عقد الانتقال لأرسنال (إكس)
A+   A-
هاني سكر
 
في السابق، كان المشجعون ينتظرون سوق الانتقالات لمعرفة إن كان ناديهم المفضل سيبرم صفقة قياسية جديدة يحطم بها صفقاته السابقة، والبحث عن أفضل طريقة لمعالجة عيوب الفريق مهما كلف الأمر، لكن ما حدث في صيف 2024 يشرح لنا أن القوانين المالية الكثيرة المفروضة في الزمن الحالي، وعجز الأندية عن تأمين ميزانياتها، تجعل الكثير من الإدارات تتجه للتخطيط لعمليات البيع قبل الشراء بالسوق.
 
زمن الإدارات التي تدفع الكثير من المال قد أصبح من الماضي، إدارة بارتوميو التي دفعت مبالغ طائلة لتعزيز الفريق باتت عاطلة من العمل، وجاء بدلاً منها لابورتا الذي يحاول منذ سنوات إيجاد حل للأزمات المالية التي تركتها، وإدارة كان وحميديتش في بايرن التي رفعت سقف الرواتب وصرفت أموالاً كثيرة، تحديداً بالدفاع أيضاً أقيلت والإدارة الجديدة كان همها الأول هذا الصيف كيفية التخلي عن أصحاب الرواتب العالية، لذا باعت دي ليخت وأرادت بيع كومان وغنابري وغوريتسكا وعرض ساني للبيع لكنها لم تجد أي فرصة مناسبة بالسوق للتخلي عنهم.
 
سعي الإدارات للبيع لم يكن مجرد استراتيجية مبكرة لتوفير فائض من الأموال والتحرك بعدها في السوق، بل استمرت هذه السياسة حتى اليوم الأخير من فترة الانتقالات، فحتى تشيلسي الذي صرف أموالاً كثيرة ضغط بأي فرصة للتخلي عن سترلينغ قبل إغلاق باب الانتقالات، وجاء ذلك بعد تخليه عن لوكاكو، وعرض البلوز الخبير الإنكليزي على الكثير من الأندية مثل جوفنتوس ومانشستر يونايتد وغيرهم، وبالنهاية استغل أرسنال الفرصة وجلب اللاعب.
 
على غرار ذلك، ضغط جوفنتوس للتخلص من كييزا الذي خرج من حسابات تياغو موتا مبكراً، وليفربول الذي بقي طوال الصيف خارج السوق وجد في الإيطالي فرصة مناسبة للإعلان عن تحركه الوحيد في ميركاتو الصيف وكأن النادي كان مقتنعاً بأنه لن يعقد أي صفقة إلا بهذه الطريقة.
 
أراد برشلونة أيضاً التخلي عن غوندوغان رغم التزامه بالفترة التحضيرية للفريق ومشاركته ودياً، لكن السبب الأساسي كان أنه بدون رحيل الألماني لا يمكن تسجيل أولمو الذي يصغره بحوالي 8 سنوات، كما أن برشلونة لم يعد قادراً على تحمل دفع راتب 17 مليون يورو الذي منحه للألماني قبل عام، لذا بقيت الاستراتيجية حتى الأيام الأخيرة من السوق هي البيع فقط.
 
 الأمر ذاته حدث في بايرن الذي ضغط لبيع غوريتسكا حتى الأيام الأخيرة، وكومان حتى آخر ساعة، ولو أن العروض التي جاءت لم تكن ملبية للطموح، بالوقت الذي نجح فيه مانشستر يونايتد بإيجاد الحل بالوقت بدل الضائع للتخلي عن سانتشو إلى تشيلسي، نعم النادي ذاته الذي كان يركض للتخلي عن سترلينغ!
 
عادة تكون هناك أندية كبيرة تريد إنهاء السوق بواقعية، وأخرى تدفع مبالغ طائلة، لكن سيكون من المفاجئ القول إن أكبر صفقة بالسوق كانت انتقال جوليان ألفاريز من مانشستر سيتي لأتلتيكو مدريد مقابل 75 مليون يورو، أما ثاني أكبر صفقة فكانت سولانكي من بورنموث لتوتنهام مقابل 64 مليون يورو، ومن كان يتخيل أن يكون اسمان كهذين بصدارة أغلى اللاعبين بفترة انتقالات وبأسعار كهذه!
 
اللافت أيضاً أن كل أندية الليغا مجتمعة دفعت 555 مليون يورو، أي أن ما دُفع في صفقة ألفاريز تزيد نسبته عن 13% من مجمل ما دفعته أندية الليغا مجتمعة، علماً أن أندية البريميرليغ مثلاً صرفت 3 أضعاف هذا المبلغ.
 
بالمجمل، يمكن القول إن السوق الإنكليزي كان الأكثر استقراراً، خاصة مع التعاقدات الكثيرة التي قام بها تشيلسي "261 مليون يورو" وبرايتون "231 مليون يورو،" بالوقت الذي وصل فيه مجموع صرف أندية الدوري إلى ما يقارب 1.6 مليار يورو.
 
خلف الإنكليز كان الطليان بالمركز الثاني من حيث الصرف بسوق الانتقالات بمجموع مليار يورو، ثم الفرنسيون بـ0.7 مليار يورو، أما الألمان فسجلوا ما يقارب 600 مليون يورو.
 
سوق يوحي بأن مخاوف الأندية من القوانين والحسابات المادية تجعلها تعيش فعلاً مرحلة من الاكتفاء تبحث من خلالها عن تسجيل موازنة منطقية دون إجراء فترة انتقالات مجنونة، وهو ما يعزز حتى من عدد الصفقات المجانية لحد يجعلنا نرى لاعباً مثل مبابي ينتقل مجاناً، فببساطة هذه هي القواعد الجديدة لسوق انتقالات الأندية الأوروبية في المرحلة الحالية!

اقرأ في النهار Premium