آية جبر
في ظلّ حديثنا المستمر عن الصفقات التي أبرمتها الكثير من الأندية على مستوى العالم، نجد أنّ نادي ليفربول الإنكليزي لم يدعّم صفوفه في سوق الانتقالات الصيفي الحالي، إلّا بصفقة واحدة فقط تمّ الإعلان عنها في الساعات الأخيرة قبل إغلاق الميركاتو في الدوري الإنكليزي الممتاز، وهي التعاقد مع اللاعب الإيطالي صاحب الـ27 عاماً فيديريكو كييزا، على الرغم من أنه يجيد اللعب في مركز مليء بالمواهب المختلفة في الـ"ريدز" مثل المصري محمد صلاح وديوغو جوتا.
بداية مشوار كييزا الكروي
بدأ اللاعب فيديريكو كييزا مشواره الكروي في الدوري الإيطالي عام 2016، عندما كان يبلغ 19 عاماً فقط. ولعب في البداية لصالح نادي فيورنتينا، واستمر متواجداً فيه حتى عام 2022. شارك خلال تلك الفترة في 137 مباراة، وسجّل 26 هدفاً.
وخلال تلك الفترة، انتقل إلى صفوف نادي جوفنتوس على سبيل الإعارة لمدة موسمين من عام 2020 حتى عام 2022، ثم حصل بعد ذلك على خدماته نهائياً في العام نفسه، في صفقة كلّفت خزينة النادي 50 مليون يورو.
لكنه، على الرغم من تواجده داخل فريق "السيدة العجوز" طوال ثلاث سنوات تقريباً، إلّا أنه لم يتمكن من المشاركة في العديد من المباريات، واقتصرت مشاركته على 98 مباراة فقط، سجّل خلالها 21 هدفاً، ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى تعرّضه للعديد من الإصابات، بداية من قطع في الرباط الصليبي للركبة إلى إصابة في الكاحل مؤخّراً.
تلك الإصابات تسبّبت في انخفاض القيمة التسويقية الخاصة به، والتي انخفضت حوالى 7 مرّات، بعدما بلغت 100 مليون يورو في عام 2020، وأصبحت الآن 15 مليون يورو فقط.
وعلى الرغم من أنّ ليفربول عرض على فيورنتينا عام 2021 الماضي الحصول على خدمات اللاعب مقابل 100 مليون يورو، إلّا أنّ إدارة النادي الإيطالي رفضت هذا العرض في ذلك الوقت، ليعلن خلال الساعات القليلة الماضية عن الحصول على خدماته في الميركاتو الصيفي.
لكنه لم يدفع المبلغ المعروض سابقاً منذ ثلاث سنوات تقريباً، واكتفى بدفع 12.5 مليون جنيه استرليني فقط، بعقد مدته 4 مواسم، ليكون الإيطالي السابع الذي يلعب في "أنفيلد" على مرّ التاريخ.
تاريخ أسود يُطارد كييزا في ليفربول
على الرغم من سعادة كييزا بالانتقال إلى صفوف ليفربول، إلّا أنه يمتلك مهمّة صعبة تتمثل في محاولة محو التاريخ الأسود الذي سجّله اللاعبون الإيطاليون الذين لعبوا ضمن صفوف الـ"ريدز" طوال تاريخه، والبالغ عددهم 6 لاعبين.
جاء في مقدمتهم المدافع غابرييل باليتا، الذي لم يلعب في الفريق الإنكليزي سوى موسم وحيد فقط، وهو 2006/2007، شارك خلاله في 8 مباريات فقط.
ثم تعاقد الـ"ريدز" مع الحارس الإيطالي دانييلي باديلي عام 2007 على سبيل الإعارة، ولكنه لم يستمر في الفريق الإنكليزي سوى 5 أشهر فقط، لعب خلالها مباراة واحدة.
وفي عام 2008، أعلن ليفربول عن تعاقده مع الظهير الأيسر الإيطالي أندريا دوسينا الذي لعب في الـ"بريميرليغ" لمدة موسمين بقميص الـ"ريدز"، لكنه لم يشارك إلّا في 31 مباراة فقط بمختلف المسابقات، وسجّل هدفين طوال هذه المدة.
وبعد ذلك، جرى التعاقد مع لاعب خط الوسط ألبيرتو أكويلاني، الذي كان يحمل آمال الإيطاليين في تغيير الفكرة السيئة التي وضعوها في الـ"ريدز"، لكنه لحق بجميع رفاقه أيضاً، ولم يشارك سوى في 28 لقاءً، سجل خلالها هدفين طوال السنوات الثلاث، حتى رحل عن صفوف الفريق الإنكليزي عام 2012.
وفي عام 2012، أعلن ليفربول عن تعاقده مع المهاجم فابيو بوريني الذي قضى فيه عاماً واحداً فقط، بعدما خاض 38 مباراة، وسجّل هدفين.
وكان آخر الإيطاليين الذين يجري التعاقد معهم، هو المهاجم ماريو بالوتيلي عام 2014، لكنه لم يتمكن من مواصلة سلسلة الإنجازات التي حققها بقميص مانشستر سيتي، وكان يملك حظاً سيئاً في الفترة التي قضاها داخل "أنفيلد"، على الرغم من حصوله على إشادة من قبل الجميع، خصوصاً بعدما سجّل 4 أهداف خلال 28 مباراة.
وفي النهاية، جرى الإعلان عن التعاقد مع اللاعب كييزا بعد 9 سنوات تقريباً من آخر إيطالي ارتدى قميص الـ"ريدز".
ولذلك، فإنه يمكننا القول إنّ التاريخ الأسود يطارد كييزا في "أنفيلد"... فهل ينجح اللاعب في إثبات نفسه وكتابة تاريخ جديد للإيطاليين مع ليفربول؟ أم سيلحق بجميع رفاقه؟