النهار

فيكتور أوسيمين اللاعب الذي كاد أن يقضي عليه طمعه
المصدر: النهار العربي
فيكتور أوسيمين، اللاعب الذي طبّق المثل الشعبي الشهير "الطمع ضرّ وما نفع"، بعدما كاد أن يقوده طمعه إلى الهاوية، والمكوث في منزله من دون لعب كرة القدم حتى إشعار آخر،
فيكتور أوسيمين اللاعب الذي كاد أن يقضي عليه طمعه
أوسيمين بقميص نابولي (إكس)
A+   A-
آية جبر
 
فيكتور أوسيمين، اللاعب الذي طبّق المثل الشعبي الشهير "الطمع ضرّ وما نفع"، بعدما كاد أن يقوده طمعه إلى الهاوية، والمكوث في منزله من دون لعب كرة القدم حتى إشعار آخر، بعدما أبلغه ناديه نابولي بانتهاء العلاقة معه، ورفع اسمه من القائمة المحلية في الموسم الحالي 2025/2024، وسحب الرقم 9 الذي كان يرتديه، بسبب رغبة اللاعب الواضحة في الرحيل عن النادي الإيطالي، والتي أبلغ بها المسؤولين منذ نهاية الموسم المنصرم.
 
وكان اللاعب قد اتخذ هذا القرار بعد الموسم الاستثنائي الذي قدّمه مع الفريق وقيادته نحو التتويج بلقب الدوري 2023/2022، وحصوله على لقب هداف الكالتشيو آنذاك، بعدما سجّل 26 هدفًا، ولكن الفريق لم يتمكن من الاستمرار على هذه الوتيرة في الموسم التالي، واكتفى بالتواجد في المركز العاشر من جدول الترتيب؛ الأمر الذي دفع اللاعب النيجيري صاحب الـ 25 عامًا بإبلاغ الإدارة بالرحيل في الميركاتو الصيفي 2024، وحاجتها لإيجاد البديل.
 
الطمع الذي قضى على صاحبه
سمعنا كثيرًا عن قصة الدب الذي قتل صاحبه، إلّا أن في حالة النيجيري فيكتور أوسيمين، فإن الطمع هو الذي قتله، بعدما كان على أعتاب الانتقال إلى الدوري الإنكليزي من خلال بوابة واحد من أكبر الأندية، تشيلسي، والذي طلب الحصول على خدماته لمدة موسم واحد فقط على سبيل الإعارة، مع إلزامية الشراء، على أن يحصل اللاعب على راتب أسبوعي قيمته 350 ألف يورو أي 17 مليون يورو سنويًا، أي ما يزيد عن راتبه مع نابولي بمقدار 7 ملايين يورو.
 
وبالرغم من أن النسر الأخضر الإفريقي كاد أن ينتقل إلى البلوز، إلّا أنه سرعان ما تراجع عن هذه الفكرة، بعدما وصل إليه عرض خيالي من الأهلي السعودي لشرائه في مقابل مادي 70 مليون يورو، مع حصوله على 30 مليون يورو سنويًا، أي ثلاثة أضعاف ما كان يتقاضاه مع فريقه الحالي، ليطمع اللاعب ويرفض كلا العرضين، ويبدأ في وضع شروطه، بعدما انهالت عليه العروض، حيث أراد اللعب داخل أوروبا فقط، ولكن مع الحصول على راتب سنوي كبير لا يقلّ قيمة عمّا عرضه النادي الأهلي السعودي.
 
ولأنه من الصعب أن يحصل الإنسان على مبتغاه كاملًا في هذه الدنيا، وعليه أن يختار في كثير من الأحيان بين رغبته والواقع، فكان على أوسيمين ألّا يجمع بين الرغبتين، وأن يقرّر إما اللعب للأندية الأوروبية أو الرواتب الخيالية، ولكنه قرّر الانتظار، في وقت كان لا يمكنه فيه الانتظار خصوصًا أن باب الانتقالات كان بطريقه للإغلاق في الدوريين الإيطالي والإنكليزي مع بقاء يوم واحد فقط، وهو ما حدث، وفَقَد اللاعب بالفعل فرصة الالتحاق بفريق تشيلسي.
 
وبالرغم من أن القدر قد أعطاه فرصة ثانية للانضمام إلى الأهلي السعودي، واللعب في دوري روشن السعودي، والذي أغلق به القيد في الثاني من أيلول (سبتمبر) على عكس الدوريات الخمسة الكبرى، إلّا أنه رفض ترك القارة العجوز، ليكون مصيره أن يتمّ رفع اسمه من قائمة فريق نابولي، وأن يتوقف عن لعب كرة القدم مدة 6 أشهر كاملة، وينتظر حتى كانون الثاني (يناير) المقبل 2025 حتى يمكنه الانتقال إلى نادٍ جديد.
 
نفي هدّاف الكالتشيو
بعد أن تمّ نفي فيكتور أوسيمين من فريقه نابولي، وإعلان المدرب أنطونيو كونتي أن لا مجال للعودة، وأن اللاعب لا مكان له في الفريق، وجد صاحب الـ 25 عامًا أن مستقبله الكروي أصبح على المحك، وأن عليه الاختيار، إما البحث عن عرض في إحدى الدوريات التي لم ينته بها سوق الانتقالات بعد، أو البقاء في المنزل، ونسيان كرة القدم ثم محاولة البحث عن الذات من جديد بالميركاتو الشتوي القادم 2025. ليكون قرار أوسيمين هو الموافقة على العرض المقدّم له من فريق جالاتا سراي، خصوصاً أن القيد ممتد في الدوري التركي حتى 13 أيلول (سبتمبر)، ليختار رغبته بالبقاء ضمن الدوريات الأوروبية، ويتخلّى عن فكرة الحصول على راتب خيالي كالذي قدّمه الأهلي السعودي. وبالفعل وافق نادي نابولي على انتقال اللاعب، للتخلّص منه على سبيل الإعارة لمدة موسم، ويتحمّل النادي التركي وقتها راتب أوسيمين مع نابولي، والذي يبلغ 207.101 يورو أسبوعيًا، أي في الموسم كاملًا حوالى 10.7 ملايين يورو.
 
ولكن، يبدو أن أوسيمين لم يتخلّ نهائيًا عن حلم الحصول على الراتب الذي يرغب به، ولكنه قام بتأجيله، وخير دليل على ذلك، أن اللاعب وضع شرطًا للرحيل عن نابولي، وهو تخفيض قيمة الشرط الجزائي في عقده 55 مليون يورو دفعة واحدة، ليصبح 75 مليون يورو فقط بدلًا من 130 مليوناً؛ تمهيدًا لدفعه في حال رحيله في كانون الثاني (يناير) المقبل، حال تلقّيه عروضاً من أحد الأندية الكبرى من دون الرجوع إلى نابولي الذي يرتبط معه بعقد حتى 2026.
 
ويبدو أننا في انتظار فصل جديد من صدام فيكتور أوسيمين مع نابولي بالميركاتو القادم، فهل يدرك اللاعب لعبة القدر، وأنه لن يحصل على كل ما يريده، وتعود ماكينة الأهداف النيجيرية من جديد تصول وتجول في ملاعب كرة القدم، أم يقضي عليه طمعه في النهاية؟

اقرأ في النهار Premium