فيديريكو فالفيردي يحتفل مع زملائه بالهدف في مرمى بلد الوليد. (أ ف ب)
آية جبر
قبل عامين من الآن، لو سُئل أحد مشجعي ريال مدريد عن اللاعب فيديريكو فالفيردي لكان جوابه أنه يتمنّى رحيله عن الفريق، لأنه يرى أنّ تواجده داخل المستطيل الأخضر لا يعود بالنفع على زملائه. إلّا أنّ سرعان ما تحوّل هذا الرأي إلى النقيض تماماً بعد قدوم كارلو أنشيلوتي عام 2021، الذي أعاد اكتشاف هذا الفتى من جديد، وجعله من لاعب منبوذ يجري الاعتماد عليه وقت الحاجة فقط لتعويض غياب بعض اللاعبين إلى قلب الـ"ميرنغي" النابض الذي لا يمكن الاستغناء عنه.
فالفيردي الصفقة الفقيرة فنياً
في عالم الساحرة المستديرة، لا تُعدّ مساهمات اللاعب التهديفية المعيار الوحيد الذي يستند إليه المختصون عند اختيار أي لاعب، ولكن في قانون المشجع، صناعة الأهداف وتسجيلها هو المقياس الأوّل، ومن خلالها يجري الحكم على اللاعب ومدى كفاءته للاستمرار مع الفريق.
ومن هنا جاء الحكم على الأوروغوياني فيديريكو فالفيردي الذي جاءت حصيلته صفرية تماماً مع ريال مدريد في موسم 2019/2018، بالرغم من أنه خاض 25 مباراة، ثم اكتفى بالموسم التالي بإحراز هدفين فقط والمساهمة في صناعة 5 أهداف خلال 44 لقاء في مختلف المسابقات.
وكان الموسم الثالث لفالفيردي مع الملكي مشابهاً للموسميين السابقين، بعدما خاض مع الفريق 46 مباراة، لم يسجّل فيها سوى هدف واحد وساهم في صناعة هدفين.
الموسم الذهبي لفتى أنشيلوتي
وبينما كان يرى الكثير من عشاق ريال مدريد في مختلف أنحاء العالم أنه إحدى الصفقات "الفاسدة" التي يجب التخلص منها، والتعاقد مع لاعب خط وسط هجومي أشرس منه، إلّا أنّ المخضرم الإيطالي كارلو أنشيلوتي كان يرى عكس ذلك، حيث أكّد في أكثر مقابلة صحافية، أنّ فيديريكو فالفيردي هو واحد من أهم اللاعبين في الفريق، وأنّه يملك إمكانيات فنية قد لا يعلمها هو، ولديه قدمان كالحجر يمكن أن يسدّد بهما الكرات من كل المسافات. ولم يكتفِ "الدون" كارلو بذلك، بل إنّه راهن على اللاعب، وأكّد أنّ بإمكانه تسجيل ما لا يقلّ عن 10 أهداف خلال موسم 2023/2022.
وكما هو معروف، أنّ إيمان شخص واحد بك قد يُعيد إحياءك مرّة أخرى، بل ويضعك على الطريق الصحيح الذي لطالما كنت تبحث عنه. وبسبب أنشيلوتي وفكره المميز الذي اعتاد الجميع عليه، تمكن من تفجير إمكانيات اللاعب، وجعله يقدّم الموسم الذهبي له منذ قدومه إلى الـ"ميرنغي"، ليكون واحداً من أهم الركائز الأساسية، التي أصبحت قلب الفريق النابض والمتحرّك في كل مكان بالملعب، وهو من أكثر اللاعبين قطعاً للكرات، ويعرف كيف يبني الهجمة من الخلف إلى الأمام، والربط بين خطي الدفاع والهجوم، وتقديم التمريرات الحاسمة في الأماكن المميزة داخل المستطيل الأخضر، بالإضافة إلى ارتفاع حصيلته التهديفية، بعدما تمكن من تحقيق رهان مدربه على أرض الواقع بتسجيله 12 هدفاً في مختلف المسابقات المحلية والقارية، والمساهمة في صناعة 4 أهداف أخرى.
قلب ريال مدريد النابض
لم يكن الموسم التالي للأوروغوياني فيديريكو فالفيردي مثمراً في الجانب التهديفي مثل سلفه، بعدما اكتفى بإحراز 3 أهداف فقط وصناعة 8 خلال 53 مباراة لعبها الموسم الماضي، إلّا أنّه في المقابل كان واحداً من أفضل اللاعبين داخل الملعب بتحرّكاته ونسبة قطعه للكرات، وقيادة العديد من الهجمات التي تسفر عن أهداف، وهو ما جعل أنشيلوتي يعتمد عليه كركيزة أساسية التي لا يمكن التخلّي عنها. كما أثبتت إحصائيات الموقع العالمي "سوفا سكور" أهمية اللاعب، والذي يمنحه تقييماً يتخطّى الـ7 دائماً، وفي بعض الأحيان 9، فيكون الأفضل بين زملائه أو ضمن أفضل ثلاثة لاعبين في آخر 24 مباراة له.
وها هو فتى أنشيلوتي يجعل رهان مدربه عليه ناجحاً، ويفتتح موسمه مع ريال مدريد بهدفين، الأوّل أمام أتالانتا الإيطالي في كأس السوبر الأوروبية، والثاني أمام بلد الوليد في الليغا، ليوجّه رسالة للجميع أنه حاضر بقوّة هذا الموسم لقيادة فريقه إلى الألقاب.