مابيل حبيب
حقق نادي برشلونة انطلاقة نارية في الدوري الإسباني، حيث فاز في مبارياته الثلاث الأولى أمام فالنسيا وأتلتيك بلباو ورايو فايكانو، واللافت هو الفوز على الأخير بسباعية نظيفة.
لم يتوقع أشدّ المتفائلين من عشاق النادي الكاتالوني أن يرى فريقه بهذا الشكل مع بداية الموسم، خصوصاً أنه يعاني أزمة مالية ولم يتمكن من دخول سوق الانتقالات الصيفي كما يجب لتعزيز صفوفه تحت إشراف المدرب الألماني هانسي فليك الذي يقود الفريق خلفاً للإسباني تشافي هرنانديز.
استقدم الـ"بلاوغرانا" داني أولمو من نادي لايبزيغ الألماني مقابل 55 مليون يورو وتأخر في تسجيله رسمياً، حيث كاد أن يخسر خدماته لولا معالجة الأمور في الساعات الأخيرة. زد على ذلك، يعاني النادي غيابات عدة بسبب الإصابة، مثل الأوروغوياني رونالد أراوخو والدنماركي أندرياس كريستنسن وغافي وفيرمين لوبيز وإنسو فاتي وغيرهم...
كل هذه المشكلات لم تؤثر على برشلونة في الجولات الأولى من الليغا، وظهر الفريق بصورة مشرفة، وكانت كل العناصر حاضرة للمساعدة، مع تطبيق "حرفي" لتعليمات المدرب فليك المعروف بأسلوب لعبه الهجومي الممتع منذ أن كان على رأس الجهاز الفني لنادي بايرن ميونيخ.
استعاد جمهور النادي الكاتالوني الروح، بعد موسم سيئ للنسيان لم يُحرز فيه أي لقب، وبدأت الأحلام تراود الجميع بالعودة إلى منصات التتويج على الصعيدين المحلي والأوروبي.
يتساءل جمهور برشلونة الآن: مع كل هذه الأزمات والفريق يقدم مستوى مميزاً ويتصدّر ترتيب الدوري الإسباني بعد مرور 4 مراحل بفارق 4 نقاط عن كل من ريال مدريد وأتلتيكو مدريد وفياريال، فكيف ستكون الحال مع تحسّن الأوضاع وعودة اللاعبين المصابين إلى التشكيلة؟
آمال العشاق معلقة أساساً على فليك الذي نجح في التعامل مع كل الضغوط في النادي البافاري سابقاً، وفي ظل أزمة تفشي وباء كورونا أيضاً، مُحققاً السداسية التاريخية في نهاية الموسم، وكونه المدرب الذي يعرف كيف يخرج من الصعوبات، من غير المستبعد أن يتمكن من تكرار الأمر مع برشلونة هذا الموسم، رغم أنّ الوضع هنا مختلف تماماً عما كان عليه في النادي الألماني.
لكن، البدايات ليست معياراً لحال أي فريق في المراحل المقبلة، خصوصاً أنّ الموسم طويل جداً وشاق، والنادي الكاتالوني ينافس في مختلف المسابقات، كما أنّ هذه الأندية التي تغلب عليها في الأمتار الأولى من الدوري، لا تُعتبر الاختبار الحقيقي للاعبين والمدرب، ولا ننسى أنّ ريال مدريد وأتلتيكو سيكونان في المرصاد بعدما عزّزا صفوفهما بعناصر قوية في مختلف الخطوط. أما في دوري أبطال أوروبا، فالأمور أصعب بعد، إذ سيواجه برشلونة أندية قوية، مثل البافاري الذي عانى أمامه في السنوات الأخيرة، وبوروسيا دورتموند، وإذا تخطى المرحلة الأولى من البطولة بنظامها الجديد، فسيصطدم بأندية كبرى أخرى جاهزة ومدججة بأفضل الأسماء.
أثبت برشلونة أنّ العناصر الشابة لديه قادرة على الدعم وسد الثغرات في التشكيلة وقت الحاجة، لكن على عشاق النادي ألا يرفعوا سقف طموحاتهم كثيراً. صحيح أنهم مرّوا بظروف صعبة جداً وبموسم صفري، والانبهار بهذه البداية أمر طبيعي بالنسبة إليهم، إلا أنّ المواجهات الفعلية لم تأتِ بعد، لا محلياً ولا أوروبياً، وتحقيق البطولات سيكون معقداً على هذا الفريق الذي لم يشهد فترة استقرار في السنوات الأخيرة، أما إذا نجح بإحراز أي لقب، فسيكون إنجازاً تاريخياً يُحسب للجميع من جهاز فني ولاعبين.