سابالينكا تسعى للتغلب على عاطفتها قبل منافستها. (أ ف ب)
ستحاول البيلاروسية أرينا سابالينكا، المصنفة ثانية عالمياً، السبت التتويج بلقبها الأوّل في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة، آخر البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب، في مواجهة لاعبة أميركية مدعومة من أكثر من 24 ألف مشاهد صاخب. لكنّ وصيفة النسخة الماضية تبدو أكثر قوّة بعد تجربتها الحزينة أمام كوكو غوف الفائزة عليها في النسخة الماضية، وتقول إنها أكثر استعداداً لمواجهة جيسيكا بيغولا.
وأثبتت سابالينكا في الأعوام الماضية قدرتها على الأداء جيداً على الملاعب الصلبة: فإضافة إلى لقبين في بطولة أستراليا المفتوحة (في 2023 و2024)، بلغت دائماً المربع الذهبي في فلاشينع ميدوز في مشاركاتها الأربع الأخيرة، بما في ذلك نهائيين متتاليين.
ما هي نقطة ضعفها؟ مشاعرها. تكافح دائماً اللاعبة المولودة في مينسك ضد أعصابها.
بداية، سيطرت على أعصابها بطريقة لا تجعلها تنهار فنياً على أرض الملعب. نتذكر أخطاءها المزدوجة المتكرّرة وأخطاءها المباشرة الكثيرة التي أعاقتها لفترة طويلة.
ومنذ ذلك الحين، هذه العصبية تؤثر عليها على المستوى النفسي عندما يحين موعد إنهاء المباراة.
في نهائي العام الماضي، حسمت المجموعة الأولى بسهولة 6-2، قبل أن تخسر أمام غوف. هذا العام، أعلنت مرّة أخرى بعد الفوز في الدور نصف النهائي على الأميركية إيما نافارو أنها واجهت صعوبة في إنهاء المباراة.
وقالت البالغة من العمر 26 عاماً: "تغلبت عليّ المشاعر واسترجعت ذكريات نهائي العام الماضي بسبب الأجواء التي خلقها الجمهور".
وتابعت: "أنا سعيدة جداً بتعلمي الدروس (من العام الماضي) وبنجاحي في التحكم بانفعالاتي وإنهاء هذه المباراة بمجموعتين".
لكنها اعترفت بأنها كانت خائفة في المجموعة الثانية: "قلت لنفسي خلال المباراة: لا لا لا أرينا، لا يمكن أن يحدث هذا مرّة أخرى! تحكمي بأعصابك، ركزي على نفسك. هناك أشخاص يدعمونك أيضاً، فريق عملك، عائلتك، عليك أن تقاتلي".
في العام الماضي، لم يكن ملعب آرثر-آش ممتلئاً بجمهور صاخب يدعم منافستها بالكامل فحسب، بل إنّ المعجزة الأميركية غوف جذبت أيضاً حضوراً نادراً من المشاهير.
ولم تتمكن البيلاروسية من التعامل مع "الضجيج" المتواصل الصادر من المدرجات الضخمة لدعم منافستها، بما في ذلك أثناء اللعب.
وأضافت الخميس كما لو أنها تثبت لنفسها أنها تعلمت الدرس وتحذر منافستها من أنها لن تُخدع مرّتين: "خطئي هو نسيان أنها كانت منزعجة كذلك من الضجيج. نعم، إنهم يهتفون لها، لكن كيف يمكنهم مساعدتها على الفوز بالمباراة؟ الطريقة الوحيدة هي الدخول إلى ذهني وجعلي أخسر بسببي".
سعي للتكريس
وتستعد سابالينكا لمواجهة أجواء من النوع عينه السبت ضد بيغولا، الموجودة منذ عامين بين اللاعبات الـ10 الأوليات على مستوى التصنيف العالمي للاعبات المحترفات، وحتى أنها تبوأت المركز الثالث منذ بضعة أسابيع، والتي تبحث دائماً عن التتويج ببطولة غراند سلام (في سجلها بطولتي "دبليو تي ايه" ألف نقطة في مونتريال 2023 وتورنتو 2024).
مع لقبين في بطولات الغراند سلام، مباراة نهائية وخمس مرات في نصف النهائي، فإنّ الخبرة في صالح البيلاروسية إلى حد كبير، في مواجهة منافسة (30 عاماً) بلغت الدور ربع النهائي في البطولات الأربع الكبرى سبع مرات، بما في ذلك مرّة واحدة في نيويورك (2022)، من دون أن تنجح أبداً بتخطي هذا الدور.
علاوة على ذلك، تتقدم سابالينكا 5-2 في المواجهات المباشرة بينهما، وحسمت آخر مواجهة بمجموعتين نظيفتين في نهائي سينسيناتي قبل فلاشينغ ميدوز مباشرة.
لكنّ بيغولا كانت كلها ثقة للوصول إلى النهائي، لا سيما بفوزها الصريح في ربع النهائي على المصنفة الأولى عالمياً وبطلة نسخة 2022 البولندية إيغا شفيونتيك.
واستطاعت قلب وضع سيئ للغاية رأساً على عقب في نصف النهائي، لأنها شعرت أنها "مبتدئة" بعد خسارتها المجموعة الأولى ضد التشيكية كارولينا موخوفا قبل الفوز 1-6، 6-4 و6-2.
وبالنسبة إلى النهائي، فتعتقد الأميركية أنّ لديها "طريقة لعب قادرة على إحباط" سابالينكا، بشرط أن تكون ضربات إرسالها "أقل جودة" مما كانت عليه في سينسيناتي.
وتؤكد الأميركية أنّ التتويج بلقب فلاشينغ ميدوز "سيساوي ذهب العالم كله"، مستذكرة كل العمل المبذول للوقوف على بُعد انتصار من تحقيق "حلم الطفولة".
وأردفت: "سعيدة بالوصول إلى النهائي، لكنني هنا للتتويج باللقب".