آية جبر
دائماً عندما نحب أن نتحدث عن أفضل المدربين على مستوى العالم بأكمله في الوقت الحالي، فإنه يجب علينا أن نضع الإيطالي المُخضرم كارلو أنشيلوتي المدير الفني الحالي للفريق الكروي الأول بنادي ريال مدريد في المقدمة، ليس فقط لكونه المدرب الذي نجح في القضاء على الأخضر واليابس، والتتويج بالدوريات الكبرى، والبطولات القارية، وإثارة الرعب في قارة أوروبا بأكملها أثناء توليه قيادة عدد من الفرق، والتي من بينها الميرينغي، وأيضاً بسبب نظرته الجيدة في اللاعبين، وتمكنه من توظيف كل منهما في مكانه الصحيح، فمن هو هذا المدرب؟ وما هي سلسلة إنجازاته التي حققها؟
كارلو أنشيلوتي اللاعب
كارلو أنشيلوتي من مواليد يوم 10 من شهر حزيران "يونيو" عام 1959، ويمتلك من العمر 65 عاماً، بدأ مسيرته كلاعب في البداية قبل أن يتفرغ إلى التدريب، ولعب لمصلحة فريق بارما الإيطالي بداية من عام 1976 حتى عام 1979، أي لمدة ثلاث سنوات كاملة، لعب خلالها 55 مباراة، وسجل 13 هدفاً.
وفي عام 1979 انتقل إلى صفوف روما الإيطالي، ومنذ اللحظات الأولى تمكن من حصد لقب كأس إيطاليا، وكان قد لعب في موسمه الأول مع الذئاب 23 لقاءً، نجح خلالها من تسجيل ثلاثة أهداف، ثم حقق اللقب نفسه في العام التالي، وخاض 29 لقاءً سجل خلالها هدفين، بينما كان الموسم الثالث له مع روما هو موسم صفري، وخاصة أنه لم يتمكن من تسجيل أي أهداف نهائياً، بالإضافة إلى عدم التتويج بأي لقب.
وفي الموسم الرابع 1982/1983 حصد الإنجاز الأكبر في تاريخ الذئاب، والذي يتمثل في التتويج بلقب الدوري الإيطالي، وفي الموسم الخامس له استطاع أن يقود فريقه نحو الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، ولكنه خسر بركلات الترجيح على يد فريق ليفربول الإنكليزي، وحقق في الموسم نفسه كأس إيطاليا.
وفي الموسم التالي خاض 22 مباراة، وسجل ثلاثة أهداف، ولم يحصد أي لقب نهائياً، أما في الموسم ما قبل الأخير له مع الذئاب فقد فاز بلقب كأس إيطاليا، وفي الموسم الأخير لعب 29 مباراة سجل خلالها هدفين، وبالتالي فإن إجمالي عدد الأهداف التي سجلها أنشيلوتي مع الذئاب قد وصلت إلى 12 هدفاً خلال 171 مباراة.
وفي عام 1987 انتقل إلى صفوف ميلان، واعتزل فيه عام 1992، وخاض معه 112 مباراة، وسجل عدد من الأهداف، وهذا بجانب التتويج بالعديد من الألقاب، والتي من بينها الدوري الإيطالي مرتين في موسم 1987/1988، و1991/1992.
بالإضافة إلى كأس إيطاليا عام 1988، وكأس أوروبا نسختين متتاليتين موسم 1988/1989، و1989/1990، وكان الإنجاز الأكبر هو التتويج بلقب كأس السوبر الأوروبي عام 1990، وحصد لقب كأس الإنتركونتيننتال عام 1990.
انطلاق مسيرة كارلو أنشيلوتي مدرباً
قرر الاتجاه إلى مجال التدريب بعد الإعلان عن اعتزاله لعب كرة القدم نهائياً في صفوف ميلان، وكانت أول الفرق التي يقودها هو ريجينا الإيطالي، ونجح في الصعود له إلى الدوري الإيطالي الدرجة الأولى.
وفي عام 1996 انتقل إلى تدريب فريقه الأول بارما، وحصد لقب وصيف الدوري الإيطالي خلفاً لفريق يوفنتوس بفارق ثلاث نقاط فقط، وفي الموسم الثاني حصد المركز الثالث.
انتقل بعد ذلك لتولي قيادة فريق جوفنتوس، ولكنه فشل في التتويج بلقب الدوري الإيطالي، وجاء في الوصافة خلفاً لفريق لاتسيو بفارق نقطة واحدة فقط، وفي الموسم التالي حقق الوصافة أيضاً بعد صاحب اللقب روما كابيلو بفارق نقطتين، ولكنه نجح في حصد لقب كأس إنترتوت.
كانت انطلاقته الحقيقية في التتويج بالبطولات بعد اعتزاله كرة القدم مع فريق ميلان الذي تمكن من حصد العديد من الألقاب معه، والتي تتمثل في الدوري الإيطالي مرة في موسم 2003/2004، وكأس إيطاليا مرة موسم 2002/2003، والسوبر الإيطالي عام 2004، ودوري أبطال أوروبا مرتين في موسم 2002/2003، و2006/2007، وكأس السوبر الأوروبي في النسختين نفسيهما، بالإضافة إلى اللقب الأعرق كأس العالم للأندية عام 2007.
تولى مهمة تدريب فريق تشيلسي الإنكليزي بعد ذلك، وفاز معه بالدوري في موسم 2009/2010، وكأس الاتحاد الإنكليزي في الموسم نفسه، بالإضافة إلى درع الاتحاد الإنكليزي عام 2009.
انتقل إلى تدريب باريس سان جيرمان الفرنسي بعد ذلك، وتُوج بلقب الدوري الفرنسي، بجانب الوصول إلى الدور الربع نهائي من دوري أبطال أوروبا.
وفي عام 2013 كانت الفترة الأولى لتدريب فريق ريال مدريد الإسباني، وحقق أربعة ألقاب معه في أول موسم، وهي كأس ملك إسبانيا، ودوري أبطال أوروبا، وكأس السوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية.
قاد فريق بايرن ميونخ الألماني بعد ذلك، وحقق معه لقب الدوري الألماني، وكأس السوبر الألماني في موسم 2016/2017.
ومنذ عام 2019، وحتى عام 2021 درب فريق نابولي، ثم إيفرتون، ولكنه لم يحصد معها أي ألقاب نهائياً.
العودة لريال مدريد وتحطيم الأرقام القياسية
قرر كارلو أنشيلوتي تقديم استقالته من إيفرتون، وعاد مرة أخرى إلى الفريق الملكي خلفاً للمدرب زين الدين زيدان، وكانت العودة للريال بمثابة تحطيم الأرقام القياسية له، وحصد العديد من الألقاب.
وخاصة بعدما حقق لقب الدوري الإسباني مرتين في موسم 2021/2022، و2023/2024، وكأس ملك إسبانيا موسم 2022/2023، وكأس السوبر الإسباني عام 2022، و2024، ودوري أبطال أوروبا 2021/2022، و2023/2024، وكأس السوبر الأوروبي 2022، و2024، وكأس العالم للأندية 2022.
إنجازات كارلو أنشيلوتي
يُعتبر كارلو أنشيلوتي أول مدرب يتمكن من التتويج بالدوريات الخمس الكبرى، والتي تتمثل في الدوري الإسباني مع ريال مدريد، والدوري الإنكليزي مع تشيلسي، والدوري الألماني مع بايرن ميونخ، والدوري الإيطالي مع ميلان، والدوري الفرنسي مع باريس سان جيرمان.
بالإضافة إلى كونه أول مدرب يتمكن من التتويج ببطولة دوري أبطال أوروبا خمس مرات كاملة بواقع ثلاث مرات مع الفريق الملكي، ومرتين مع ميلان، بعد وصوله إلى المباراة النهائية ست مرات، وخسر نهائي وحيد أثناء تدريبه فريق ميلان على يد ليفربول بركلات الترجيح، وهو الإنجاز الذي لم يحققه أي مدرب نهائياً من قبل.
كما أنه يتربع على صدارة المدربين من حيث التتويج بلقب السوبر الأوروبي برصيد خمسة ألقاب بواقع ثلاث مرات مع الريال، ومرتين مع ميلان.
وهذا بجانب كونه أول مدرب يتمكن من تحقيق جميع الألقاب الستة الرئيسية مع ريال مدريد، وهي الدوري الإسباني، وكأس ملك إسبانيا، وكأس السوبر الإسباني، ودوري أبطال أوروبا، والسوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية، فضلاً عن إدارته لـ4 لاعبين فازوا بالكرة الذهبية طوال تاريخه حتى الآن.
كارلو أنشيلوتي يكتسح بيب غوارديولا
لم يكتفِ المدرب الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي من تحقيق كل هذه الإنجازات، بل تمكن من اكتساح بيب غوارديولا المدير الفني الحالي لفريق مانشستر سيتي، وخاصة أنه يُعتبر المدرب الوحيد الذي يتمكن من إقصائه من بطولة دوري أبطال أوروبا في ثلاثة مواسم مختلفة.
وهي عام 2014 أثناء قيادته فريق ريال مدريد، وكان غوارديولا مدرب بايرن ميونخ، وتُوج باللقب في هذا العام، وعام 2022 أثناء قيادة الإسباني لفريق مانشستر سيتي، وحصد أنشيلوتي اللقب أيضاً مع الميرينغي، وكانت المرة الأخيرة عام 2024 عندما ودع السيتي المنافسات من الدور الربع نهائي، وتُوج الملكي باللقب.
نظرة أنشيلوتي في اللاعبين لا تخيب
ولم يكن سبب تفوق أنشيلوتي أنه يتمكن من دراسة المنافس، والتغلب على نقاط ضعفه فقط، ولكن فهمه للاعبين كان سبباً رئيسياً أيضاً في تحقيق كل هذه الإنجازات، ورهانه على بعض النماذج.
والتي يأتي في مقدمتهم اللاعب فيديريكو فالفيردي الذي قال عنه الموسم الماضي إنه بإمكانه تسجيل عشرة أهداف على الأقل في هذا الموسم، وبالفعل، تمكن من تخطي هذا العدد، وسجل 12 هدفاً كاملاً.
وبعد كل هذه الإنجازات، والأرقام القياسية التي لم يصل لها مدرب في تاريخ كرة القدم حتى الآن يمكننا القول بأن كارلو أنشيلوتي قضى على الأخضر واليابس، وأنه بمثابة باب المجال في كرة القدم، سواء كان لاعباً أو مدرباً.
تويتر
فيسبوك
يوتيوب
انستغرام
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
