النهار

ألمانيا تدخل حقبة جديدة... جيل واعد لكنّ الخوف حاضر
المصدر: النهار العربي
دخل المنتخب الألماني حقبة جديدة فعلية الآن، بعد اعتزال أساطير مثل توماس مولر وتوني كروس ومانويل نوير، آخر جيل ذهبي ألماني، بالإضافة إلى قائد الفريق في كأس الأمم الأوروبية الأخيرة إيلكاي غوندوغان.
ألمانيا تدخل حقبة جديدة... جيل واعد لكنّ الخوف حاضر
ثنائية موسيالا وفيرتز الواعدة مع منتخب ألمانيا. (أ ف ب)
A+   A-
مابيل حبيب

دخل المنتخب الألماني حقبة جديدة فعلية الآن، بعد اعتزال أساطير مثل توماس مولر وتوني كروس ومانويل نوير، آخر جيل ذهبي ألماني، بالإضافة إلى قائد الفريق في كأس الأمم الأوروبية الأخيرة إيلكاي غوندوغان.

تلقّت الجماهير الألمانية صدمة تلو الأخرى، بعدما كرّت سبحة الاعتزالات، لعناصر غير عاديين، بل ركائز أساسية في منتخب "الماكينات". لكن لكل حقبة نهاية، ولكل جيل ذهبي، جيل آخر توضع الآمال عليه للمستقبل. وهذا هو حال "المانشافت" حالياً، إذ تتجّه الأنظار كلها الآن إلى الجيل الجديد الذي سيكتب رواية أخرى، سيحاول من خلالها أن تكون نهايتها سعيدة كما فعل جيل 2014 عندما تُوّج بلقب كأس العالم عن جدارة.

بداية مبشرّة
صدمة الجماهير لم تدم طويلاً، إذ ردّ الجيل الجديد على أرض الملعب، عندما حقق فوزاً كبيراً ومُقنعاً على منتخب المجر في دوري الأمم الأوروبية بخماسية نظيفة.

هذا الفوز أسعد عشاق "الماكينات" الذين يعيشون بخوف مستمرّ من المستقبل، خصوصاً أنّ تعويض أسماء مثل نوير وكروس ومولر ليس بالسهل إطلاقاً.

لا يُعتبر المنتخب المجري منافساً جدّياً لمنتخب كبير مثل ألمانيا، وتحديداً في الوقت الحالي، لكن ما هو مؤكّد أنّ بطلة العالم 4 مرّات قدّمت كرة قدم ممتعة ومذهلة بقيادة المدرب الألماني الشاب يوليان ناغلسمان، ووجّهت رسالة للجميع أنها حاضرة وستعود بقوّة إلى السكة والمنافسة على الألقاب الكبرى كما جرت العادة.

قيادة حكيمة
أكثر ما يُريح الجماهير الألمانية حالياً هو أنه تحت قيادة مدرب محنّك ألا وهو يوليان ناغلسمان (37 عاماً). من يشاهد الدوري الألماني، يعرف جيّداً قدرات هذا المدرب وما يمكن أن يقدّمه مع أي فريق يدرّبه. فلايبزيغ كان مرعباً معه، وكذلك بايرن ميونيخ الذي فرّط بخدماته لأسباب "غريبة" و"غير منطقية".

أسلوب لعب ناغلسمان شبيه بتكتيك الإسباني بيب غوارديولا، لكن على "الطريقة الألمانية" أكثر. يقدّم كرة قدم هجومية ممتعة، ويعتمد على الاستحواذ على الكرة، أي نظام الـ"تيكي تاكا" الشهير. ويبدو أنّ العناصر الموجودة حالياً في المنتخب الألماني قادرة على تطبيق هذا الأسلوب، وهو ما يجعل الأمور إيجابية في الفريق.

ثنائية رهيبة
يعوّل المنتخب الألماني بالدرجة الأولى على ثنائية رهيبة ستقود الفريق لسنوات عديدة، ألا وهي جمال موسيالا (21 عاماً) وفلوريان فيرتز (21 عاماً).

الآمال ستكون معلّقة على هذا الثنائي الشاب الذي يُثبت في كل مرّة روعته على أرض الملعب، والآن في دوري الأمم الأوروبية، تمكن موسيالا من تسجيل هدف وصناعة 3، ودوّن فيرتز على هدف وصنع هدفاً آخر أمام المجر.

لاعبان لديهما مستقبل كبير، ونظراً لأهميتهما، غير أنهما مطلوبان من أندية أوروبية كبرى، يحاول النادي البافاري تجديد عقد موسيالا وعدم التفريط بخدماته والتعاقد مع فيرتز من نادي باير ليفركوزن الموسم المقبل.

موسيالا وفيرتز يكملان بعضهما البعض، لكل لاعب دور مختلف عن الآخر، لكن سوياً يشكّلان خطورة دائمة على مرمى الخصوم، ومع مساندة من خط الوسط بالدرجة الأولى، والعناصر الأخرى، سيتمكنان من كتابة تاريخ جديد لـ"الماكينات" التي "تعطّلت" في السنوات الماضية وانتظرت سنوات لمجيء "المنقذ" الذي سيُصلحها.

في النهاية، منتخب المجر ليس المعيار الذي تنتظره ألمانيا لاختبار قدراتها، فهي بحاجة إلى منافس أكثر خطورة من أجل امتحان الذات ومعرفة وضعية الفريق الحقيقية بعد اعتزال الكبار، ولن يتأخّر هذا الامتحان كثيراً، إذ تصطدم ألمانيا الليلة بمنتخب "الطواحين" الهولندية في المباراة الثانية بدوري الأمم الأوروبية والهدف واحد: البناء على مباراة المجر والظهور بمستوى مشرّف وتحقيق نتيجة إيجابية تُرضي الجماهير المتخوّفة.

صحيح أنّ ألمانيا تمتلك جيلاً واعداً، وهي لا تُطيل الغياب عن منصات التتويج مهما تراجع مستواها، إلّا أنّ الخوف حالياً لا يزال حاضراً مع اعتزال الأساطير، خصوصاً نوير الذي يصعب تعويضه في حراسة المرمى، في ظل تذبذب مستوى الخط الدفاعي في "المانشافت"، وسيكون حارس برشلونة مارك آندريه تير شتيغن (32 عاماً) تحت ضغط كبير في المشوار المتبقّي له مع المنتخب، لأنه سيقع "ضحية" المقارنة مع سلفه... رغم أنّ لا مقارنة بينهما بأي شكل من الأشكال.

اقرأ في النهار Premium