النهار

سينر الذي غيّر خريطة كرة المضرب وأعاد لإيطاليا أمجادها
المصدر: النهار العربي
تمكّن الإيطالي يانيك سينر المصنّف الأول عالمياً، من ختام الموسم الحالي في بطولات الغراند سلام الأربع الكبرى لكرة المضرب بصورة استثنائية ومميزة،
سينر الذي غيّر خريطة كرة المضرب وأعاد لإيطاليا أمجادها
تتويج سينر بلقب بطولة أميركا المفتوحة (أ ف ب)
A+   A-
آية جبر
 
تمكّن الإيطالي يانيك سينر المصنّف الأول عالمياً، من ختام الموسم الحالي في بطولات الغراند سلام الأربع الكبرى لكرة المضرب بصورة استثنائية ومميزة، لتعزيز صدارته في التصنيف العالمي لفردي الرجال، بعدما نجح في تحقيق لقب أميركا المفتوحة للمرّة الأولى في تاريخه، إثر فوزه على الأميركي تايلور فريتز بثلاث مجموعات دون مقابل بنتيجة 6/3، 6/4، 7/5.
 
ذكاء سينر للفوز باللقب
بالرغم من تعرّض الأميركي تايلور فريتز إلى الهزيمة في نهائي النسخة الحالية من بطولة أميركا المفتوحة "رابع بطولات الغراند سلام الكبرى لكرة المضرب"، واكتفائه بتحقيق الوصافة، إلّا أنه يمكن القول بأن الفضل يعود إليه في تتويج يانيك سينر بهذا اللقب، بعدما أطاح له ثلاثة منافسين من العشرين الأوائل في قائمة التصنيف العالمي، بعد فوزه على المصنف الثامن كاسبر رود في دور الـ 16، ثم نجاحه في الإطاحة بالألماني ألكسندر زفيريف صاحب المركز الرابع من الدور الربع النهائي.
 
وبعدها فوزه الصعب على حساب المصنف العشرين عالميًا الأميركي فرانسيس فياغو في نصف النهائي؛ تلك المباراة التي تخطّت ثلاث ساعات، ونجح فيها فريتز في تحويل تأخّره بمجموعتين نظيفتين إلى انتصار بثلاث مجموعات مقابل مجموعتين، وهو ما أنهكه بدنيًا، ليستغل الإيطالي يانيك سينر هذا الأمر من أجل الفوز في النهائي والتتويج باللقب، من خلال الإرسالات القوية والمتباعدة في الملعب، ما منحه الفوز بسهولة في هذه المواجهة.
 
موسم استثنائي وإرادة حديدية
ويمثل العام الجاري 2024 موسماً استثنائياً للإيطالي يانيك سينر، الذي تمكن من تحقيق أول لقب له في بطولات الغراند سلام، عندما حصد لقب أستراليا المفتوحة على حساب دانيال ميدفيديف، بعد أن تحول تأخّره بمجموعتين من دون مقابل إلى انتصار بثلاث مجموعات مقابل مجموعتين، ثم توالت إنجازاته بتحقيق ثلاثة ألقاب أخرى.
 
وبفضل مستواه وتمكّنه من حصد اللقب تلو الآخر مع سقوط منافسيه في المراكز العشرة الأولى من التصنيف العالمي، نجح في أن يصبح أول إيطالي في التاريخ يعتلي صدارة التصنيف في 30 حزيران (يونيو) الماضي، وفي أوج تألقه تعرّض سينر إلى محنة قوية، بعدما أثبتت وحدة النزاهة في الاتحاد الدولي لكرة المضرب إيجابية عينته مرّتين توالياً، وثبوت تعاطيه لإحدى المواد المحظورة، وهو ما أدّى إلى سحب الجائزة المالية التي حصل عليها في بطولة إنديان ويلز وإيقافه موقتاً، إلّا أن اللاعب لم يستسلم، وقدّم طعناً على ذلك، وواصل اللعب والمنافسة على باقي البطولات، حتى أثبتت لجنة التحكيم عدم تعمّده تعاطيه هذه المادة.
 
وبينما كان الجميع يتوقع تراجع مستوى سينر بعد حادثة إدانته بتناول المنشطات، وهجوم العديد من المنافسين عليه من خلال المطالبة بضرورة إيقافه، إلّا أن اللاعب لم يلتفت إلى كل هذه الهراءات، وتمكن من الفوز في 55 مباراة من أصل 60 لعبها طوال هذا الموسم، وبإرادة حديدية تمكن من تحقيق إنجاز تاريخي، بعدما حصد لقب أميركا المفتوحة، ليكون بذلك قد حقق لقبين من بطولات الغراند سلام في موسم واحد، ويحافظ على المركز الأول في التصنيف بعد وصوله إلى 11180 نقطة بفارق 4105 نقاط عن الوصيف الألماني ألكسندر زفيريف.
 
أمجاد إيطالية بقيادة سينر
مع تحقيق المصنّف الأول عالمياً صاحب الـ 23 عاماً بطولة أميركا المفتوحة، أصبح أول متصدّر للتصنيف العالمي بفردي الرجال يتمكن من تحقيق هذا اللقب منذ 7 أعوام، عندما نجح الماتادور الإسباني رافائيل نادال في تحقيق اللقب الثالث له في منطقة فلاشينغ ميدوز عام 2017، من أصل أربعة ألقاب حققها بالبطولة، كما أنه أصبح أول لاعب يتمكن من تحقيق أول لقبين له من الغراند سلام في موسم واحد منذ عام 1977، وأصبح ثاني أصغر لاعب في التاريخ يحقق ثنائية أستراليا وأميركا بعد جيمي كونرز الذي حقق هذا الإنجاز عام 1974، وهو يبلغ من العمر 22 عاماً فقط.
 
وبالتساوي مع الإسباني كارلوس ألكاراز، يكون الثنائي قد تمكن من تحقيق إنجاز تاريخي لم يتحقق منذ 1994، بعد أن تمّ حصد الأربعة ألقاب من بطولات الغراند سلام، من لاعبين أقل من 24 عاماً، بعدما حصل ألكاراز على لقبي رولان غاروس وويمبلدون، بينما هيمن سينر على لقبي أستراليا وأميركا.
ولم تقتصر أرقام جانيك سينر على ذلك فقط، بل قاد بلده "إيطاليا" نحو الأمجاد في عالم كرة المضرب، وحقّق ما لم يُحقق لها في التاريخ، بعدما أصبح أول إيطالي في العصر المفتوح يتمكن من تحقيق بطولة أستراليا المفتوحة، وأن يحصد لقبين من الغراند سلام.
 
بالإضافة إلى أنه الإيطالي الأول في فردي الرجال الذي تمكن من تحقيق لقب أميركا المفتوحة، كما أنه أعاد أحد ألقاب بطولات الغراند سلام إلى إيطاليا مرّة أخرى بعد غياب 48 عاماً، بعدما حقق "أدريانو باناتا" لقب رولان غاروس 1976، وهو ثاني إيطالي بوجه عام في فردي الرجال والسيدات، يتمكن من التتويج بأحد ألقاب الغراند سلام، بعد أن نجحت "فلافيا بينيتا" من التتويج بلقب أميركا المفتوحة عام 2015.
 
كل هذه الأرقام، وما زال سينر في عمر 23 عاماً، ما يجعلنا ننتظر أسطورة جديدة في عالم كرة المضرب، ولِمَ لا قد يعود عصر الأساطير مرّة أخرى في ظل وجود منافس شرس مثل الثور الإسباني كارلوس ألكاراز الذي لم يبلغ عامه الـ 23 بعد.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium