اختبار جدّي لسلوت في بداية دوري أبطال أوروبا. (أ ف ب)
مابيل حبيب
تنطلق اليوم الثلثاء منافسات بطولة دوري أبطال أوروبا، لكن ليس كما جرت العادة، لأنّ النسخة الحالية من هذه المسابقة العريقة مختلفة تماماً عن المواسم السابقة، فهي ستبدأ بحلّة جديدة، وستستمر الجولة الأولى فيها حتى يوم الخميس، نظراً لكثافة المباريات.
لم تعد الأندية موزعة على مجموعات وكل مجموعة تضمّ 4 فرق تتنافس في ما بينها لتتأهل إلى الدور الـ16، بل أصبح لكل فريق قرعة خاصة به، حيث يواجه 8 أندية مختلفة، 4 على أرضه و4 خارج أرضه، وفي نهاية مباريات الدور الأوّل، تتأهل أفضل 8 فرق من بين الـ36 تلقائياً إلى الدور الـ16، وتلعب الأندية التي احتلت من المركز 9 إلى 24 تصفيات منفردة (ذهاباً وإياباً) من أجل تحديد هوية الفرق الـ8 الأخرى الصاعدة إلى الدور التالي.
هذا يعني أنّ الأندية ستخوض مباريات أكثر خلال الموسم، وهو أمر يُقلق البعض بسبب الجدول المزدحم بين البطولات المحلية والأوروبية، والتوقفات الدولية.
قمة من العيار الثقيل
في اليوم الأوّل من منافسات دوري أبطال أوروبا، ستتجّه الأنظار بشكل أساسي إلى قمّة من العيار الثقيل، بين ليفربول الإنكليزي وميلان الإيطالي.
ليفربول وميلان فريقان يمتلكان تاريخاً كبيراً في هذه المسابقة الأوروبية، إلّا أنّ وضع النادي الإيطالي تدهور في السنوات الأخيرة، وابتعد عن المنافسة في البطولة، حتى أنه غاب عنها مواسم عدة. أما ليفربول، فغالباً ما يُسجّل حضوره فيها، إلّا أنه لا يكون دائماً المنافس الأبرز على اللقب، لكنه تمكن من إحرازه آخر مرّة موسم 2018-2019.
هذا الموسم، يبدو وضع ليفربول أفضل من نظيره الإيطالي، فقد حقق 3 انتصارات متتالية في انطلاقة الدوري الإنكليزي الممتاز بقيادة مدربه الجديد الهولندي آرني سلوت، لكنه سقط في المباراة الأخيرة بشكل مفاجئ أمام نوتينغهام فورست بهدف نظيف. وهذه ضربة معنوية لـ"الريدز" قبل خوض اللقاء الأوّل في دوري الأبطال.
لم يتحرّك ليفربول في سوق الانتقالات بعد مغادرة المدرب الأسطوري للنادي الألماني يورغن كلوب، حيث تعاقد فقط مع الإيطالي فيديريكو كييزا من جوفنتوس، في صفقة كلّفت النادي الإنكليزي 12 مليون يورو فقط. ويعوّل سلوت هذا الموسم على ترسانة من النجوم القادرين على الذهاب بالفريق إلى أبعد حدود سواء محلياً أو أوروبياً.
في المقابل، لم تكن بداية ميلان جيّدة في الدوري، حيث خسر مرّة وتعادل مرّتين، قبل أن يحقق الفوز في المباراة الأخيرة أمام فينيزيا برباعية نظيفة. انتصار سيشكّل دفعة معنوية لـ"روسونيري"، الذي استقدم بعض اللاعبين في سوق الانتقالات الصيفي، أبرزهم الإسباني ألفارو موراتا.
نظرياً، يتفوّق ليفربول على ميلان من حيث المستوى والتشكيلة التي يمتلكها كل فريق، إلّا أنّ مباريات دوري الأبطال لها نكهة مختلفة والحسابات فيها تتغيّر، كما لا ننسى أنّ اللقاء سيكون على أرض ميلان وهي أفضلية معنوية إضافية لفريق المدرب باولو فونسيكا.
ريال مدريد "زعيم" البطولة
من جهة أخرى، يدخل ريال مدريد، حامل الرقم القياسي في هذه المسابقة برصيد 15 لقباً، وهو يعوّل على هذا الإنجاز و"زعامته" لهذه البطولة بالدرجة الأولى.
صحيح أنّ رجال المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي سقطوا في فخ التعادل مرّتين في الدوري الإسباني، مقابل ثلاثة انتصارات، إلّا أنهم يدخلون اللقاء أمام شتوتغارت الألماني ولديهم الأفضلية حسابياً ومعنوياً كون اللقاء يقام على أرضهم.
رغم أنّ النادي الملكي لم يتحرّك كثيراً في سوق الانتقالات، لكنه ضمّ النجم الأوّل عالمياً، وهو الفرنسي كيليان مبابي من باريس سان جيرمان بصفقة انتقال حرّ، بالإضافة إلى النجم البرازيلي الشاب والواعد إندريك.
الخط الهجومي في ريال مدريد ناري، لكنّ الخوف من تذبذب مستوى خط الوسط بعد اعتزال الألماني توني كروس الذي شكّل ركيزة أساسية في هذا المركز طوال مواسم عدة، بالإضافة إلى إصابة إدواردو كامافينغا وأوريليان تشواميني وجود بيلينغهام وداني سيبايوس. في حين، أنّ الأسطورة الكرواتي لوكا مودريتش لم يعد يستطيع اللعب مباراة كاملة نظراً لتقدمه في السن (39 عاماً).
أما شتوتغارت، فيدخل هذا اللقاء بعد انطلاقة غير مستقرّة في الدوري، محققاً الفوز مرّة والتعادل مرّة والخسارة مرّة أيضاً.
فَقَد النادي الألماني خدمات هدافه الغيني سيرهو غيراسي لصالح بوروسيا دورتموند، لكنه ضمّ دينيس أونداف الذي يمثل حالياً منتخب ألمانيا الأوّل، وإيرميدين ديميروفيتش، ليعوّض قليلاً رحيل غيراسي. لكنّ حظوظه في التغلّب على ريال مدريد تبقى صعبة نظراً لفارق الإمكانيات بين الفريقين.
اختبار سهل لبايرن ميونيخ
تمكن بايرن ميونيخ من تحقيق انطلاقة قوية في الدوري الألماني مع العلامة الكاملة، متصدّراً ترتيب البطولة بعد 3 مراحل، لكنه لم يواجه أي فريق صعب ليُمتحن مدربه الجديد البلجيكي فينسنت كومباني جدّياً.
حتى أنّ اختباره الأوّل في دوري أبطال أوروبا ليس معقّداً أمام دينامو زغرب الكرواتي على أرضه في ملعب "أليانز أرينا"، لكنّ الخط الدفاعي للنادي البافاري لا يُطمئن، مع الثنائي الفرنسي دايو أوباميكانو والكوري الجنوبي كيم مين جاي، اللذين أثبتا الموسم الماضي فشلهما في قيادة دفاع بايرن في المواجهات الصعبة.
أما الخط الهجومي، فلا خوف عليه بقيادة هاري كاين ومعه "الساحر" جمال موسيالا، بالإضافة إلى الخيارات الكثيرة على الأجنحة مع كينغسلي كومان وسيرج غنابري ومايكل أوليز ولوروي ساني وماتيس تيل.
كومباني سيكون تحت الضغط بعدما فَقَد العملاق البافاري كل الألقاب الموسم الماضي بقيادة المدرب الألماني توماس توخيل. الاختبار الفعلي الأوّل له سيكون أمام باير ليفركوزن في الـ"بوندسليغا"، وكذلك أمام أستون فيلا الإنكليزي وبرشلونة الإسباني في "الأبطال".