النهار

تياغو موتا يُعيد "هيبة" جوفنتوس
المصدر: النهار العربي
استطاع المدرب الإيطالي تياغو موتا إظهار بصمته مبكراً مع العملاق الإيطالي جوفنتوس، وتمكن من وضع الخطى الأولى لإعادته من جديد نحو الطريق الصحيح الذي ضلّ عنه خلال المواسم الماضية، وهو ما حرمه من التواجد على منصات التتويج المحلية والقارية، التي لطالما اعتاد على التواجد عليها، بل وحرم جمهوره من تواجد فريقهم ضمن كبار فرق الدوري الإيطالي.
تياغو موتا يُعيد "هيبة" جوفنتوس
تياغو موتا. (أ ف ب)
A+   A-
آية جبر

استطاع المدرب الإيطالي تياغو موتا إظهار بصمته مبكراً مع العملاق الإيطالي جوفنتوس، وتمكن من وضع الخطى الأولى لإعادته من جديد نحو الطريق الصحيح الذي ضلّ عنه خلال المواسم الماضية، وهو ما حرمه من التواجد على منصات التتويج المحلية والقارية، التي لطالما اعتاد على التواجد عليها، بل وحرم جمهوره من تواجد فريقهم ضمن كبار فرق الدوري الإيطالي.

إحلال وتجديد
كانت أولى القرارات النارية التي قامت بها إدارة جوفنتوس من أجل إعادة الفريق من جديد إلى هيمنته على المسابقات المحلية، والمشاركة في البطولات القارية والدولية، هو التخلص من المدرب أندريا بيرلو، والتعاقد مع الإيطالي تياغو موتا بالجهاز المعاون له بالكامل، بعد النتائج القوية التي حققها مع فريق بولونيا الموسم الماضي، ونجاحه في قيادته نحو المشاركة الأوروبية بعد غياب دام 60 عاماً، كما حل الفريق تحت قيادته في المركز الخامس في جدول ترتيب الدوري الإيطالي.

وبعد التعاقد مع الإيطالي الشاب صاحب الـ42 عاماً، بدأ عملية إحلال وتجديد شاملة على جوفنتوس، بالاستغناء عن مجموعة كبيرة من اللاعبين كبار السن، أمثال: فيديريكو كييزا، وفيليب كوستيتش، وماتيا دي شيليو، وفويتشيك تشيزني، ودانييلي روغاني، وأركاديوش ميليك، وغيرهم... مع النزول بمعدل الأعمار في ميركاتو ناري جرى التعاقد فيه مع كوكبة من ألمع النجوم بناءً على الرؤية الفنية للإيطالي في مختلف الخطوط، بداية من حراسة المرمى الذي ضمّ الحارس الواعد ميشيل دي غريغوريو قادماً من مونزا، وجرى تدعيم الخط الخلفي بعدد آخر من اللاعبين الشباب، وهم: الكولومبي خوان كابال، والأرجنتيني نيكو غونزاليس ظهير فيورنتينا السابق، ولاعب ميلان بيير كالولو، وفرانشيسكو كونسيساو قادماً من بورتو.

ولم تتوقف إدارة "السيدة العجوز" عن تدعيم صفوف الـ"بيانكونيري" عند ذلك، بل جرى التعاقد مع لاعبين آخرين لتدعيم خط الوسط، مثل: الهولندي تيون كوبمينيرس نجم فريق أتالانتا الذي توّج معه ببطولة الدوري الأوروبي 2024/2023، والبرازيلي دوغلاس لويز قادماً من نادي أستون فيلا، بالإضافة إلى كيفرين تورام، كما راهن موتا على ثلاثي أكاديمية جوفنتوس: كنان يلديز، صامويل مبانغولا، ونيكولو سافونا، وكسب معهم الرهان حتى الآن.

الدفاع القوي خير وسيلة للهجوم
بعد أن لبّت الإدارة كل طلبات المدرب تياغو موتا خلال الميركاتو الصيفي، بدأ الإيطالي بتطبيق فكره مباشرةً مع مجموعة اللاعبين الذين قام باختيارهم، وأوّل قاعدة في مدرسة المدير الفني الجديد لـ"البيانكونيري" هي الدفاع المنظّم الصلب الذي يبدأ من حارس المرمى، مع القدرة على الاستحواذ على الكرة في معظم الوقت، وعدم فقدها، والحرص على تقارب الخطوط من بعضها البعض مع الاعتماد على اللمسة الواحدة والتمرير القصير لسهولة التحرّك من الخلف إلى الأمام، وبناء الهجمة، والقدرة على العودة لاسترداد الكرة في حال فقدها، وكل ذلك مقترن برفع اللياقة البدنية لجميع اللاعبين.

وبالفعل نجح موتا في تطبيق ذلك سريعاً، وظهرت بصماته منذ المباراة الأولى في الـ"كالتشيو" حتى المواجهة الرابعة، وبالرغم من أنّ الفريق اكتفى بالفوز في مباراتين والتعادل في مثلهما، إلّا أنه لا يزال الفريق الأقوى دفاعياً، بعدما حافظ على شباكه نظيفة خلال المباريات الأربع، ليكون هو الفريق الوحيد الذي تمكن من ذلك حتى مع المنافسة الشرسة على المراكز الأربعة الأولى من جدول الترتيب، ليذكرنا ذلك بالموسم الماضي للمدرب الإيطالي مع نادي بولونيا، الذي أنهى موسمه في الدوري الإيطالي كثاني أقوى خط دفاعي في البطولة خلف إنتر "حامل اللقب" بعد أن تلقّى 32 هدفاً فقط.

ولم تؤثر صلابة جوفنتوس الدفاعية على قوته الهجومية حتى الآن، بل أنّ الفريق تمكن من تسجيل 6 أهداف خلال هذه المواجهات، أي بمعدل هدف ونصف كل مباراة، وهو معدل جيد ومؤشر ممتاز لعودة جوفنتوس من جديد للتنافس على البطولات، في حال نجح بالاستمرار على هذا المستوى مع تحقيق هذه النتائج، خصوصاً أنّ الفريق أحرز موسماً ملحمياً بالمشاركة في البطولات المحلية بالإضافة إلى دوري أبطال أوروبا بنظامها الجديد، بالإضافة إلى المسابقة المرتقبة في عام 2025 "كأس العالم للأندية" التي ضَمَن فيها مقعداً بعد تأهله إلى الدور الـ16 من دوري أبطال أوروبا على مدار السنوات الأربع السابقة، ما جعله يدخل ضمن التصنيف الموضوع من قبل "فيفا".

ويمكن القول، إنّ تياغو موتا قد نجح في إيقاظ العملاق الإيطالي جوفنتوس الذي كان قد دخل في سبات طويل خلال المواسم السابقة، منذ آخر موسم توّج به بلقب الدوري 2020/2019، لكن عليه الحفاظ على هذه اليقظة بالتطوير المستمر ومعالجة نقاط الضعف التي ظهرت في اللقاءات الأولى، من أجل عدم التفريط بمكانته وسط الكبار، ومن ثم المنافسة على الألقاب، والعودة من جديد إلى منصات التتويج.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium