النهار

سترلينغ الطفل الذي عبر الأطلسي للتألق مع كبار أندية الدوري الإنكليزي
المصدر: النهار العربي
قد نتغافل كثيراً عن بعض العناصر المؤثرة، والتي حققت العديد من النجاحات الكبيرة على مدار السنوات الماضية في البريميرليغ، من بينهم اللاعب الإنكليزي رحيم سترلينغ المتوّج في جميع الألقاب المحلية مع فريق مانشستر سيتي.
سترلينغ الطفل الذي عبر الأطلسي للتألق مع كبار أندية الدوري الإنكليزي
رحيم سترلينغ خلال مشاركته بلقاء أرسنال وتوتنهام (إكس)
A+   A-
آية جبر
 
بينما يتطرّق العديد منا إلى الحديث عن عمالقة الدوري الإنكليزي في الوقت الراهن، ويلقون الضوء على بعض الأسماء مثل محمد صلاح، وهالاند، وغيرهما، نجد أنه في الوقت نفسه قد نتغافل كثيراً عن بعض العناصر المؤثرة، والتي حققت العديد من النجاحات الكبيرة على مدار السنوات الماضية في البريميرليغ، من بينهم اللاعب الإنكليزي رحيم سترلينغ المتوّج في جميع الألقاب المحلية مع فريق مانشستر سيتي.
 
من طفولة صعبة إلى لاعب محترف في ليفربول
ولد رحيم سترلينغ في شهر كانون الأول (ديسمبر) عام 1994 في أحد أحياء عاصمة دولة جامايكا "كينغستون"، ونشأ في وسط عائلة رياضية من الطراز الأول، حيث كانت والدته تلعب ضمن فريق ألعاب القوى الوطني، وعندما وصل إلى سن الثانية من عُمره قُتل والده، واضطر بعد ذلك إلى الهجرة مع والدته إلى لندن عندما بلغ سن الخامسة.
 
هناك قام بالتوقيع لفريق ألفا وأوميغا، ومنه انضمّ إلى صفوف فريق كوينز بارك رينجرز الإنكليزي، وعندما بلغ سن العاشرة من عمره أصبح هدفاً لبعض الأكاديميات التابعة لإحدى الفرق الكبيرة مثل تشيلسي، وليفربول، وأرسنال، وفولهام، ومانشستر سيتي بسبب موهبته الكروية.
 
وكانت بدايته في عام 2010 عندما انتقل إلى صفوف الريدز مقابل 600 ألف جنيه إسترليني مع إمكانية رفع هذا المبلغ إلى 5 ملايين جنيه إسترليني، حسب مشاركة اللاعب مع الفريق، ثم خاض مباراته الأولى مع الريدز في فريق تحت سن الـ 18 عاماً ضدّ إيفرتون، وسجّل أول أهدافه مع الفريق في مباراة ودية أمام هيبرنيان التي انتهت بنتيجة التعادل الإيجابي 2/2.
 
وفي يوم 24 آذار (مارس) عام 2012 كان الظهور الأول له برفقة الفريق الكروي الأول، ليكون ثالث أصغر اللاعبين مشاركة مع الريدز في المباريات الرسمية، وظهر كبديل في هذا اللقاء في تصفيات الدوري الأوروبي أمام فريق غوميل، والتي انتهت بفوز الليفر بنتيجة 1/0، إلّا أن أول أهدافه مع الفريق كان
في مباراة ودّية ضدّ باير ليفركوزن الألماني، ثم لعب أول مباراة له كأساسي في تصفيات الدوري الأوروبي خارج ملعبه أمام هارت، وانتهت بفوز الريدز 1/0.
وبعد مرور ثلاثة أيام فقط، شارك أساسياً أيضاً في البريميرليغ أمام مانشستر سيتي، في المواجهة التي انتهت بالتعادل 2/2، ولكن لم تستمر مسيرته طولًا داخل انفيلد بعد أن شارك في 129 مباراة في مختلف البطولات، وسجّل 23 هدفًا.
 
رجل الأوقات الصعبة
في يوم 12 من شهر تموز (يوليو) عام 2015 أعلن نادي مانشستر سيتي عن الحصول على خدمات اللاعب الإنكليزي رحيم سترلينغ قادمًا من صفوف فريق ليفربول، في صفقة كلّفت خزينة النادي 44 مليون جنيه إسترليني، بالإضافة إلى 5 ملايين جنيه إسترليني أخرى كإضافات، ليصبح بذلك أغلى لاعب في البريميرليغ في هذه الفترة بعقد مدته 5 مواسم.
 
وتمكن اللاعب من تسجيل أول أهدافه مع الفريق السماوي بعد انضمامه بـ19 يوماً فقط في المواجهة التي تقابل فيها مع واتفورد، وانتهت بفوز سيتي بنتيجة 2/1، ونجح في تسجيل أول هاتريك في مرمى بورنموث التي انتهت بفوز السماوي 5/1.
 
كما أنه حصل على جائزة لاعب الشهر في الدوري الإنكليزي في شهر آب (أغسطس) عام 2016 تحت قيادة المدرب بيب غوارديولا، بعدما نجح في تسجيل هدفين وتقديم تمريرة حاسمة خلال 3 لقاءات فقط.
 
وفي عام 2017، لقّب سترلينغ برجل الأوقات العصيبة، بعدما نجح في قيادة فريقه نحو تحقيق فوز في الوقت القاتل من عمر مباراة بورنموث التي انتهت بنتيجة 2/1 في الوقت المحتسب بدلًا من الضائع، ثم كرّر هذا الأمر بإحرازه هدف الفوز أيضًا في الدقيقة الـ 96 في مرمى ساوثهامبتون التي انتهت بنفس النتيجة، وخلال هذا الموسم، تمكن من الوصول إلى أكبر عدد له من الأهداف طوال مسيرته الكروية حتى الآن برصيد 18 هدفًا.
 
وعلى مدار السنوات السبع التي قضاها مع الأبيض السماوي حتى عام 2022، تمكن من المشاركة في 292 مباراة تحت قيادة بيب غوارديولا، وسجّل 114 هدفاً، وتُوّج بالعديد من الألقاب، والتي من بينها جميع الألقاب المحلية التي تتمثل في بطولة الدوري الإنكليزي 4 مرّات، وكأس الاتحاد الإنكليزي مرّة واحدة، وكأس رابطة الأندية الإنكليزية المحترفة 4 مرّات، ووصيف دوري أبطال أوروبا مرّة واحدة فقط، بالإضافة إلى درع الاتحاد الإنكليزي مرّة واحدة.
 
كما تمكن من تسجيل 5 هاتريك في البريميرليغ بفارق 7 هاتريك عن صاحب الرقم القياسي سيرجيو أغويرو "برصيد 12 هاتريك".
 
الانتقال إلى تشيلسي ثم أرسنال
فضّل رحيم سترلينغ بعد ذلك الانتقال إلى صفوف فريق تشيلسي عام 2022 بعقد مدته 5 مواسم حتى صيف عام 2027، في صفقة يُقال إنها كلّفت خزينة البلوز 47.5 مليون جنيه إسترليني، وذلك بعد خروجه من حسابات غوارديولا. إلّا أنه لم يقدّم الكثير مع البلوز بعدما جلس احتياطياً في العديد من المباريات تحت قيادة المدرب ماوريسيو بوكيتينو، خصوصاً بعد عودته من الإصابة، ولكن على الرغم من أن المدة التي قضاها في صفوف تشيلسي لم تكن طويلة، إلّا أنه تمكن من المشاركة في 74 مباراة، وسجّل خلالها 17 هدفًا، وصنع 14.
 
وفي واحدة من أقوى مفاجآت الميركاتو الصيفي الحالي 2024، أعلن فريق أرسنال عن ضمّ اللاعب رحيم سترلينغ على سبيل الإعارة لمدة موسم واحد فقط، مع تفعيل بند الشراء، ولم يتكلّف الغانرز مبالغ كبيرة في هذه الصفقة، وخصوصاً بعدما التزم تشيلسي بدفع 100 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا من قيمة راتب اللاعب.

اقرأ في النهار Premium