باريس سان جيرمان تحت الضغط أوروبياً. (أ ف ب)
آية جبر
جاءت انطلاقة نادي باريس سان جيرمان بقيادة الإسباني لويس إنريكي نارية في منافسات الدوري الفرنسي بالموسم الجديد 2025/2024، وتمكن من تحقيق العلامة الكاملة في المراحل الأربع الأولى من منافسات البطولة، ليكون الفريق الوحيد في "ليغ1" الذي نجح في ذلك حتى الآن، إلا أنّ هذه الانطلاقة قد تكون خادعة، لأنها بالطبع ليست كافية في ظل المنافسة الشرسة التي يستعد العملاق الفرنسي للدخول إليها في مسابقة دوري أبطال أوروبا بنظامها الجديد.
ميركاتو فقير هجومياً
واجه لويس إنريكي تحدياً كبيراً فور توليه مهمة تدريب باريس سان جيرمان، بدايةً من الموسم الحالي، وهو رحيل النجم الأوّل كيليان مبابي إلى صفوف نادي ريال مدريد في الميركاتو الصيفي الأخير، وكان عليه أن يبحث مباشرةً عن البديل المناسب له من أجل الحفاظ على الشراسة الهجومية التي يتميز بها فريق العاصمة الفرنسية. إلا أنّ غرور المدرب الإسباني جعله يرفض التعاقد مع لاعبين جُدد في خط الهجوم، واكتفى بجلب اللاعب ديزيري دوي قادماً من نادي رين، ولم يتعاقد مع لاعبين آخرين في خط الهجوم.
وكانت صفقات العملاق الفرنسي محدودة للغاية في الميركاتو، حيث اقتصرت على التعاقد مع ثلاثة لاعبين فقط مع مهاجم رين السابق، وهم: المدافع ويليام باتشو من نادي رويال أنتويرب، بالإضافة إلى ثنائي خط الوسط أيمن كاري وجواو نيفيز.
الدوري الفرنسي ليس مقياساً
انطلق قطار باريس سان جيرمان سريعاً بقيادة إنريكي، وتمكن من دهس كل من واجهه حتى الآن في منافسات الدوري الفرنسي، واستطاع احتلال صدارة جدول الترتيب منفرداً، وأن يصبح الأقوى هجومياً بتسجيل 16 هدفاً، والثاني في القوّة الدفاعية بعد أن استقبل ثلاثة أهداف في أربع مباريات، إلا أنّ هذه النتائج لا تُعتبر مقياساً حقيقياً لمستوى الفريق وقدرته على منافسة الكبار في المسابقات المختلفة، فمن المعروف أنّ المنافسة المحلية داخل فرنسا قد تكون محصورة بصورة كبيرة على عدد قليل من الفرق، وأنّ الكلمة العليا هي لفريق العاصمة باريس، حتى وإن تمكنت بعض الفرق من مواجهته بين الحين والآخر، لكنه يظل العملاق الأوحد هناك.
لهذا يمكن القول إنّ اختيارات الإسباني لويس إنريكي بعدم التعاقد مع أي صفقة جديدة لتعويض رحيل مبابي وتدعيم خط الهجوم، غير الشاب ديزيري دوي، مع الاكتفاء باللاعبين المتواجدين في الفريق، مثل راندال كولو مواني، وهو لم يُختبر حتى الآن، والاختبار الحقيقي سيبدأ مع انطلاقة النسخة الجديدة من بطولة دوري أبطال أوروبا 2025/2024 التي سيواجه فيها الفريق عمالقة أوروبا، وعليه الصمود والمنافسة معهم من أجل تخطي المرحلة الأولى بنظامها الجديد، والانتقال إلى الدور الـ16 كخطوة أولى.
الخطر القاري يقترب
كان على الإسباني لويس إنريكي التفكير جيداً في الميركاتو السابق، وأن يستغله بعناية كبيرة لجعل فريقه شرساً. هو يملك أكثر من بديل بذات المستوى الفني، ويمكنه الاعتماد عليهم وقت الحاجة، مثل أشرف حكيمي وعثمان ديمبيلي وفابيان رويز، وبرادلي باركولا وغيرهم...
وكل ما يحتاج إليه هو تواجد من يعاون هؤلاء من أجل القدرة على الدخول في سباق مع الكبار، والنزول بمعدل الأعمار بالتعاقد مع الشباب، لا يعني التخلي عن فكرة استقدام مَن يملكون الخبرة الكافية في المنافسات القارية، خصوصاً بعد القرعة التي وضعت باريس سان جيرمان في مأزق حقيقي، لأنه سيلاقي أندية مانشستر سيتي وأرسنال وأتلتيكو مدريد وبايرن ميونيخ وجيرونا وآيندهوفن وسالزبورغ وشتوتغارت.
فهل بإمكان لويس إنريكي قيادة فريقه بهذا النقص المتواجد في خط الهجوم نحو الفوز في معظم المباريات، وتحقيق نتائج إيجابية أمام كبار الفرق الأوروبية؟