آية جبر
بعد فترة من التخبط الشديد من المسؤولين عن نادي تشيلسي، وتولي ثلاثة مدربين دائمين تدريب الفريق منذ إقالة توماس توخيل من مهمة تدريب البلوز في بداية موسم 2023/2022، وهو ما نتج منه موسمان كارثيان جعلا الفريق خارج سباق التنافس مع كبار أندية الدوري الإنكليزي؛ ليس فقط على اللقب بل في البقاء ضمن الأربعة الكبار بعدما أنهى البلوز ذلك الموسم وهو يحتل المركز الـ11 من جدول الترتيب، ثم إنهاؤه الموسم التالي بالبقاء بالمركز السادس، إلا أنه يبدو أن معاناة البلوز خلال السنوات الأخيرة قد كُتب لها النهاية بعد قرار الإدارة الأميركية بإسناد مهمة الإدارة الفنية إلى الإسباني إنزو ماريسكا في بداية صيف 2024 بعد قرار إقالة المدرب ماوريسيو بوكيتينو بسبب استمرار تراجع مستوى الفريق وسوء نتائجه، وعدم قدرته على انتشال الفريق من معاناته.
ماريسكا تلميذ غوارديولا النجيب
لم تمر سوى خمس مراحل فقط من عمر البريميرليغ بالموسم الحالي 2025/2024، إلا أن المؤشرات الأولية قد ظهرت من النتائج التي استطاع فريق تشيلسي تحقيقها رفقة المدرب الإسباني إنزو ماريسكا، والذي قاد الفريق نحو البداية الأقوى من النسخة الأقوى للبلوز منذ أكثر من موسمين، بنجاحه في الحصول على 10 نقاط من ثلاثة انتصارات وتعادل واحد، وهزيمته مرة واحدة، حتى أن الخسارة جاءت من الفريق الأشرس في الدوري الإنكليزي حامل اللقب مانشستر سيتي، وهو جعل الفريق ينافس بشراسة على المراكز الأربعة الأولى من جدول الترتيب، معلناً عن بداية عودة تشيلسي بين الكبار الذي يملك ثاني أقوى هجوم في البطولة برصيد 11 هدفاً.
وعقب انتصار الفريق الأخير على حساب وست هام بثلاثية نظيفة، أصبح ماريسكا هو أول مدرب في البريميرليغ يحقق الفوز في أول ثلاث مباريات خارج الديار منذ عام 2016 الذي شهد تحقيق بيب غوارديولا مدرب الـ"سيتي" هذا الإنجاز.
خلطة ماريسكا السحرية
عادةً تكون الأرقام هي اللغة الأولى التي يتحدث بها الكثير من محبي ومتابعي الساحرة المستديرة، إلا أن هذا لا ينفي أن المتعة هي العنوان الأول لهذه اللعبة، والتي تُعد هي المحور الأساس الذي يعتمد عليه المدرب الإسباني إنزو ماريسكا منذ توليه مهمة تشيلسي تنم عن الخبرة التي اكتسبها من أفضل مدرب بالعالم بيب غوارديولا عندما عمل معه كمساعد في موسم 2023/2022.
ويظهر هذا من التطور الواضح في مستوى البلوز مع ماريسكا بالمقارنة بين أولى مباريات هذا الموسم والمواجهة الأخيرة أمام وست هام، والتي كشفت عن اعتماد الإسباني على بناء اللعب من الخلف إلى الأمام مع تقارب جميع الخطوط والتغيير في مراكز اللاعبين خلال سير المباراة مع وجود كثافة في عمق الدفاع يشارك بها حارس المرمى سانشيز من خلال ترك المساحات بين لاعبي قلب الدفاع كايسيدو وإنزو، وبناء الهجمة من الحارس الذي لديه القدرة على تمرير الكرة بصورة عمودية خلف دفاعات المنافس مع نزول كوكوريلا في عمق الدفاع لزيادة الكثافة الدفاعية مع رجوع أحد اللاعبين جاكسون أو بالمر إلى وسط ملعب تشيلسي لاستلام الكرة، وتحول الآخر إلى صانع ألعاب.
ويمكن القول بأن تشيلسي تحت قيادة ماريسكا أصبح خطراً شرساً، ذا شخصية مميزة داخل الملعب، يسير على خطى ثابتة، والآن أصبح يدرك جيداً كيفية تحقيق الفوز، ومنه جاءت القدرة على الانتصار مع الخروج بشباك نظيفة كما حدث في آخر مباراتين، ما يجعلنا ننتظر عودة البلوز من جديد إلى صراع كبار البريميرليغ، وربما في حالة النجاح والاستمرار على هذا المستوى التصاعدي، والنتائج الإيجابية، تكون واحدة من أفضل النسخ للفريق اللندني على الإطلاق بالبريميرليغ، وقد يصبح أحد الفرق التي تُنافس بضراوة على اللقب الإنكليزي بالموسم الحالي.