هاني سكر
"ولدت في بروكسل، لأب كان لاجئاً من الكونغو، فعلياً ما هي فرص أن يصبح طفل كهذا لاعباً في بريميرليغ؟ الاحتمالات هي صفر، لكن عليك أن تثق بنفسك دائماً".
هذا الجواب انتشر انتشاراً رهيباً عبر الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، بعدما استخدمه فينسنت كومباني للرد على سؤال أحد الصحافيين الذي أراد معرفة رأيه بالانتقادات والتقليل الذي واجهه بعد تعيينه مدرباً لبايرن ميونيخ، والإشادات التي حصل عليها بعد فوز فريقه بنتيجة 9-2 على دينامو زغرب بدوري الأبطال.
هذا التحول هو جزء جديد من المديح الذي يحصل عليه كومباني بالفترة الماضية، والذي تقريباً لم يتوقف منذ استلامه الفريق، فقبل حوالي أسبوع تحدث المسؤول عن القطاع الرياضي ماكس إيبرل عن أن كومباني مدرب عاطفي جداً ويعمل بنشاط رهيب خاتماً حديثه بجملة "لا يمكن أن يكون الخيار السادس أو السابع لتدريب بايرن".
هذه الجملة أعادت بالذاكرة عمليات التفاوض المعقدة وفشل استقدام مدربين عديدين قبل أن يصل النادي لخيار كومباني، لكن إيبرل أراد الإيحاء بأن المدرب لم يكن ذلك الخيار المتأخر بالترتيب، وإن كان كذلك فهو كان يستحق مرتبة أفضل.
بالواقع نجح كومباني بخلق فريق أكثر جدية فعلاً بالملعب، ومنذ مباراة فولفسبورغ بأول جولة ووصولاً للقاء بريمن، أصبح الفريق أكثر قدرة على مقاومة هجمات الخصم، فبعدما تلقى هدفين بخطأين مجانيين بأول مباراة، تلقى هدفاً وحيداً بآخر 3 مباريات بالدوري، وحتى الهدفان اللذان تلقاهما الفريق بدوري الأبطال كانا بخطأين جديدين من قلبي الدفاع.
استحواذ الفريق على الكرة وصل لنسب مجنونة، واللافت أنه طابق الرقم ذاته تماماً بآخر 3 مباريات وهو "70%" مقابل 67% خلال لقاء فرايبورغ الذي فاز فيه بهدفين، ما يعني أنه بات يحرم خصمه من الكرة بشكل كبير جداً، ويوفر لذاته الفرصة لخلق فرص أكثر خلال المباريات.
الأجمل أن المدرب يخلق تنوعاً تكتيكياً لافتاً من خلال التحركات، فضد زغرب كان موسيالا يلعب بمكان متقدم أكثر من هاري كين بحسب ما أظهر معدل تمركز اللاعبين خلال المباراة، وكان ذلك يساعد ليأخذ موسيالا شيئاً من الأدوار التي كان مولر يؤديها بالسابق حين يحاول الدخول بأي مساحة لكسر دفاع الخصم، مع فارق أن موسيالا قد يكون أقل خبثاً من مولر، لكنه أكثر مهارة وقادر على لعب تمريرة شبيهة بالتي قدمها لغيريرو حين سجل بمرمى زغرب.
حين يلعب موسيالا بمكان متقدم بالعمق، يتحول لاعبو الأطراف للمساعدة أكثر بالخلف كي لا يترك الفريق فراغات يستغلها الخصم بسهولة، وهو واحد من شكلين يستخدمهما المدرب بالملعب.
أما الشكل الآخر فهو شبيه بالهدف الأول على بريمن الذي سجله أوليسي حين يدخل الجناح لمكان متقدم بالعمق لاستلام الكرة والتسجيل بعد أن يمنحه كين المساحة من خلال سحب المدافعين، لذا يمكن القول إن الأمر المشترك بين الطريقتين هو أن كين عاد ليؤدي الدور الذي كان يشغله بذهاب الموسم الماضي حين كان يلعب خارج المنطقة ويساعد الفريق ببناء اللعب، وهو الدور الذي قل كثيراً إياباً.
يريد كومباني إيجاد أظهرة قادرة على شغل دور مهم بأقصى طرف الملعب ليمنع الجناح مساحة للدخول بالعمق، وهو السبب الذي دفعه ليطلب من الإدارة أن يبقى ديفيز مع الفريق حتى لو كان عقده سينتهي الصيف المقبل، ولهذا السبب أيضاً أراد الاعتماد على ساشا بوي بداية الموسم كونه أيضاً ظهيراً سريعاً وقادراً على التحرك بالاستمرار بالقرب من الخط الجانبي للملعب.
حتى الآن نجح كومباني بأن يكون القائد القوي الشخصية والقادر على إحداث تغيير سريع بأسلوب الفريق، بانتظار ما إذا كان سينجح بإيجاد حل للأخطاء التي يرتكبها قلوب الدفاع، خاصة حين يرتفع مستوى المواجهات ويبدأ بالتقاء فرق قادرة على كسر حصار نسبة "70%" من الاستحواذ.