اقترب سائق ماكلارين البريطاني لاندو نوريس أكثر من حامل اللقب الهولندي ماكس فيرشتابن، وذلك بتحقيقه الفوز الثالث هذا الموسم بعد إنهائه جائزة سنغافورة الكبرى، الجولة الثامنة عشرة من بطولة العالم للفورمولا واحد، في المركز الأول أمام سائق ريد بُل بالذات.
وبعدما دخلا حلبة شوارع مارينا باي وفيرشتابن في الصدارة بفارق 59 نقطة عن نوريس، قلص سائق ماكلارين الفارق إلى 52 بعد فوزه بالسباق أمام الهولندي وزميله الاسترالي في الفريق البريطاني أوسكار بياستري.
واستمر صيام بطل العالم في الأعوام الثلاثة الماضية عن الانتصارات للسباق الثامن تواليا، وتحديدا منذ جائزة إسبانيا بعدما حقق الهولندي سبعة انتصارات في الجولات العشر الأولى.
وأضاف نوريس انتصار الأحد إلى اللذين حققهما هذا الموسم في جائزتي ميامي وهولندا، فصعد إلى منصة التتويج للمرة الحادية عشرة في 2024 (حل في المراكز الأول ثلاث مرات والثاني 5 مرات والثالث ثلاث مرات).
وأنهى البريطاني سباق سنغافورة من حيث بدأه في المركز الأول في نتيجة مميزة أخرى لفريق ماكلارين الذي انتزع صدارة ترتيب الصانعين من ريد بول في الجولة الماضية، ثم عزز مركزه بحلول سائقه الثاني بياستري في المركز الثالث (516 نقطة مقابل 475 نقطة).
وقال البريطاني "كان سباقا رائعا... كنت قادرا على الضغط، كنا نطير طيلة السباق".
واستحق نوريس تماما الفوز بعدما حافظ على المركز الأول من البداية حتى النهاية، منهيا السباق بفارق قرابة 21 ثانية عن فيرشتابن الذي ما زال في وضع جيد رغم غيابه عن الدرجة الأولى لمنصة التتويج للسباق الثامن تواليا، وذلك نتيجة حصده النقاط بحلوله ثانيا ثلاث مرات منذ فوزه الأخير ورابعا مرة وخامسا ثلاث مرات وسادسا مرة واحدة، فيما توزعت الانتصارات على أكثر من سائق هم نوريس (2) وزميله بياستري (2) وسائق فيراري شارل لوكلير من موناكو (1) وسائقا مرسيدس البريطانيان لويس هاميلتون (2) وجورج راسل (1).
انطلاقة مثالية
وحقق نوريس انطلاقة مثالية وبقي أمام فيرشتابن الذي وجد نفسه في معركة مع هاميلتون من أجل الاحتفاظ بمركزه الثاني ونجح في البقاء أمام بطل العالم السابق وزميله راسل.
وبعدما تجاوز السائقون المنعطف الأول، استقرت الأمور على حلبة صعبة المراس، لاسيما في ما يخص التجاوزات، فاستفاد نوريس من المسار الخالي أمامه ووسع الفارق الذي يفصله عن فيرستابن إلى أكثر من 8 ثوان مع الوصول إلى اللفة الرابعة عشرة من أصل 62.
وكان سائق فيراري الإسباني كارلوس ساينس أول المتوقفين في مرآب فريقه بين "الكبار" لاستبدال إطاراته في اللفة 14، على أمل تعويض انطلاقه من المركز العاشر نتيجة تعرضه لحادث في بداية الجولة الثالثة من التجارب التأهيلية السبت، ما أدى إلى الحاق الأضرار بالقسم الخلفي.
ورغم خيبة الحادث بالنسبة للإسباني الفائز بسباق العام الماضي، انطلق بفارق مركز فقط خلف زميله لوكلير الذي عمدت لجنة حكام السباق إلى شطب نتيجته في الجولة الثالثة من التجارب التأهيلية بسبب تخطيه حدود الحلبة.
ولم يتمكن سائق فيراري تعويض الكثير عند الانطلاق، لكنه شق طريقه إلى المركز السادس مع الوصول إلى اللفة السادسة والعشرين، في وقت كان نوريس محلقا في الصدارة بفارق أكثر من 20 ثانية عن فيرستابن.
وبعدما استبدل هاميلتون إطارات سيارته في اللفة 17، لحق به زميله راسل في اللفة 27 ما فتح الباب موقتا أمام لوكلير ليصبح رابعا موقتا بعد تجاوزه بصعوبة بالغة الألماني نيكو هولكنبرغ (هاس).
ودخل فيرشتابن لاستبدال إطارات سيارته في اللفة 30، وخرج مباشرة ولفترة وجيزة فقط خلف لوكلير، قبل أن يلحق به نوريس في اللفة التالية وخرج مجددا في الصدارة، وهذه المرة أمام زميله بياستري الذي كان من دون توقف.
ووجد راسل نفسه عالقا خلف لوكلير الذي قام بتأخير استبدال إطاراته حتى اللفة 37، قبل أن يدخل إلى مرآب فريقه وخرج في المركز الثامن أمام هولكنبرغ وخلف زميله ساينس وسائق أستون مارتن الإسباني الآخر فرناندو ألونسو تواليا.
وبعد 38 لفة، دخل بياستري إلى مرآب فريقه من أجل وقفة الصيانة وخرج في المركز الخامس خلف هاميلتون وراسل وأمام ساينس، في وقت كان زميله نوريس محلقا بعيدا في الصدارة بفارق أكثر من 23 ثانية عن فيرستابن مع الوصول إلى اللفة 40.
وتقدم بياستري إلى المركز الرابع بعد تجاوزه هاميلتون، ثم حذا حذوه لوكلير وبات سابعا في اللفة 41 بعد تخطيه ألونسو ثم سادسا على حساب زميله ساينس.
ودخل بياستري في صراع مع راسل على المركز الثالث وتمكن من تجاوز البريطاني في اللفة 45، ثم سار لوكلير على خطاه وتخطى هاميلتون في اللفة 50 فأصبح خامسا مع تحديد راسل كهدف له في اللفات العشر الأخيرة، لكن من دون أن يتمكن من تجاوز البريطاني رغم محاولاته العديدة، فبقي خامسا أمام هاميلتون وساينس وألونسو تواليا.