المتعة عنوان قمة الدوري الإنكليزي بين سيتي وأرسنال. (أ ف ب)
مابيل حبيب
اتجهت أنظار عشاق كرة القدم نهاية الأسبوع إلى قمة الدوري الإنكليزي بين مانشستر سيتي وأرسنال، والتي انتهت بالتعادل 2-2 على ملعب الاتحاد، ضمن منافسات المرحلة الخامسة.
لم تكن هذه المباراة عادية، فبالإضافة إلى أنها كانت تكتيكية بامتياز بين "المعلم" الإسباني بيب غوارديولا، مدرب سيتي، و"التلميذ" مواطنه ميكيل أرتيتا، مدرب "المدفعجية"، شهدت أيضاً الكثير من الأحداث التي جعلتها أكثر إثارة ومتعة.
هذا اللقاء لُعب على تفاصيل تكتيكية بسيطة وحُسم في اللحظات الأخيرة بالتعادل، بعدما كان اللقاء متّجهاً لصالح أرسنال الذي خاض الشوط الثاني بـ10 لاعبين بعد طرد المهاجم البلجيكي لياندرو تروسار مع نهاية الشوط الأوّل.
الجميع يدرك صعوبة اللعب أمام فريق بحجم مانشستر سيتي، ليس فقط في إنكلترا إنما في أوروبا أيضاً، فكيف إذا وجدت نفسك منقوص العدد شوطاً كاملاً على ملعب الاتحاد؟ اختبار لم يكن سهلاً إطلاقاً على المدرب أرتيتا، لكنه نجح في الصمود أمام الهجوم الأزرق الناري، قبل أن يتلقّى الضربة في اللحظات الأخيرة من المدافع جون ستونز.
جدار أحمر وحارس متألق
منذ بداية اللقاء، اعتمد أرتيتا على الأسلوب الدفاعي والمرتدات أمام "ملك" الاستحواذ على الكرة غوارديولا، لأنه يعلم تماماً أنّ ترك المساحات أمام سيتي على أرضه سيكلّفه غالياً. إلّا أنّ "الدبابة" النروجية إرلينغ هالاند تمكن من افتتاح التسجيل باكراً، بعدما اخترق الدفاع بتمريرة ساحرة من البرازيلي سافينيو في الدقيقة التاسعة. لكنّ "الغانرز" تمكنوا من الردّ بهدفين في الشوط الأوّل، الأوّل جاء صاروخياً عن طريق الإيطالي ريكاردو كالافيوري (22) والثاني برأسية من المدافع البرازيلي غابريال (46) بعد ركلة ركنية.
ظنّ أرسنال أنه سيخرج إلى الاستراحة وهو متفوّق بالنتيجة وذهنياً على صاحب الأرض، إلّا أنّ ردة فعل اللاعب تروسار كلّفته البطاقة الصفراء الثانية والطرد في الوقت الإضافي من الشوط الأوّل، وكلّفت فريقه كثيراً، فخرج أرتيتا غاضباً يبحث عن الحلول من أجل الصمود في الشوط الثاني.
إذا كان الأداء في الشوط الأوّل دفاعياً من جانب أرسنال، فإنه في الشوط الثاني أصبح أكثر من دفاعي، إذ إنّ الجميع وقف جداراً بوجه سيتي وهجماته المرعبة التي كانت متوقعة. ونجح أرتيتا في هذه الخطة، رغم تلقّيه هدف التعادل في الوقت القاتل، لكنه تجنّب السقوط أمام الرقم الصعب على ملعب الاتحاد.
والصمود يُحتسب أيضاً للحارس الإسباني دافيد رايا الذي تألق في التصدّي لتسديدات عدة، مانعاً خصمه من تسجيل المزيد من الأهداف.
رودري جوهرة لا تُعوّض
أي لاعب في تشكيلة غوارديولا من الممكن أن يعوّض، فهو يمتلك دكة بدلاء كبيرة قادرة على سدّ الثغرات، إلّا لاعب خط الوسط الإسباني رودري، فمن الصعب تعويضه.
الأداء الذي يقدّمه رودري في الفترة الأخيرة، أكان مع مانشستر سيتي أو منتخب بلاده، عالمي. حتى أنه مرشح للفوز بجائزة الكرة الذهبية هذا العام تقديراً لما يقدّمه في مختلف البطولات، لأنه قائد حقيقي في وسط ملعب سيتي ومنتخب الماتادور بطل أوروبا.
تلقّى غوارديولا صفعة قوية بإصابة رودري أمام أرسنال في الدقيقة 21، فالكرواتي ماتيو كوفاسيتش لا يمكنه تطبيق الدور الذي كان يقوم به رودري. بإمكانك أن تكون لاعباً مميزاً على أرض الملعب، وبإمكانك أن تقدّم كل ما تملك من إمكانيات من أجل مساعدة فريقك، لكن يبقى الفريق منقوصاً وبحاجة إلى لمسة رودري.
لعب كوفاسيتش دوراً بارزاً، وخرج من اللقاء بتقييم مرتفع بلغ 7.6 حسب موقع "سوفاسكور"، لكن كان واضحاً حاجة غوارديولا إلى رودري، خصوصاً بعدما أغلق أرسنال كل دفاعاته واحتاج سيتي للاعتماد على التسديدات البعيدة من أجل العودة بالنتيجة.
الرهان على ستونز ينجح
راهن غوارديولا في الدقيقة 78 على المدافع جون ستونز، فأدخله مكان كايل ووكر، ولعب في العمق مع هالاند من أجل إيجاد المساحات، وبدا أنّ الفريق لن ينجح، لكنّ ستونز ظهر في الوقت المناسب وهزّ شباك رايا في الدقيقة 98 ليهدي فريقه نقطة في نهاية المعركة.
قراءة أرتيتا وغوارديولا للمباراة كانت ممتازة، فلا المعلم تفوّق على تلميذه ولا العكس. هي نتيجة مرضية لهما، خصوصاً لأرتيتا الذي لم يتوقع أن ينجو من الهزيمة بهكذا سيناريو، والتفاصيل التكتيكية بينهما كانت ممتعة لكل من شاهد هذه المباراة.
لقاء سيتي وأرسنال يؤكّد للجميع أنّ المنافسة في الدوري الإنكليزي هذا الموسم ستكون حامية حتى المراحل الأخيرة، خصوصاً مع عودة تشيلسي إلى السكة بقيادة المدرب الإيطالي إينزو ماريسكا وحضور ليفربول القوي الذي لن يستسلم مع المدرب الهولندي آرني سلوت.