النهار

آية جبر

يتساءل الجميع: كيف نجح سيموني إنزاغي في صناعة فريق عالمي بأقل الإمكانيات مع إنتر ميلان؟ على الرغم من أنّ الـ"نيراتزوري" معروف على المستوى العالمي، ويمتلك سجلاً تاريخياً عريقاً من حيث النجاحات التي حققها طوال مسيرته الكروية حتى هذه اللحظة.

كونتي المادي
في واحدة من الوقائع المثيرة في عالم كرة القدم، والتي تسببت في حدوث ضجة كبيرة حولها، هي الديون الكبيرة التي وقع فيها نادي إنتر ميلان الإيطالي عام 2021 الماضي، والتي وصلت إلى 508 ملايين يورو، والتي كادت أن تتسبب في إعلان الـ"نيراتزوري" إفلاسه بشكل رسمي، إلى جانب إمكانية تواجد الفريق الأوّل في قاع الجدول.

ويأتي أساس الواقعة هو خسارة النادي مبلغاً كبيراً وصل إلى 337 مليون دولار، وهذا الأمر تسبب في لجوء المسؤولين إلى اقتراض مبلغ مالي كبير مع وجود فائدة تزيد باستمرار في حال عدم السداد، رغم أنّ الـ"نيراتزوري" كان مسيطراً على الدوري الإيطالي في ذاك الوقت، وتمكن من التتويج به تحت قيادة المدرب أنطونيو كونتي برصيد 91 نقطة وبفارق 12 نقطة عن ميلان الذي احتل الوصافة في موسم 2020-2021.

وظهر الفريق آنذاك بمستوى لافت، بعدما حقق الفوز في 28 مباراة، وتعادل في 7، وخسر في 3 فقط، لكنّ المدرب رفض الاستمرار في منصبه، وأعلن استقالته من تدريب الفريق خوفاً من أن تتسبب هذه الديون بشكل سلبي عليه في ما بعد، خصوصاً بعدما جرى بيع العديد من اللاعبين الكبار.

ومع اقتراب مهلة السداد، والتي كانت 20 شهراً فقط، اتجه مالك النادي غانغ غيندونغ إلى عرضه للبيع، وبالفعل، جرى بيعه إلى صندوق الاستثمارات الأميركي أوكتري بعد انتهاء المهلة بشكل رسمي.

إنزاغي المعجزة
بعد رحيل كونتي، أعلن إنتر ميلان تعاقده مع المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي لمدة موسمين، على الرغم من الوضع المأساوي الذي كان يمرّ فيه الـ"نيراتزوري"، فضلاً عن أنّ مسيرته الكروية لم تتضمن تدريب سوى نادي لاتسيو فقط، الذي فاز معه بـ3 ألقاب فقط خلال 11 عاماً تقريباً، إلّا أنه تمكن من صناعة معجزة كروية يتحدث عنها الجميع في الوقت الحالي برفقة الـ"نيراتزوري".

ونجح إنزاغي في التتويج بـ6 ألقاب خلال 3 مواسم فقط، والتي تتمثل في بطولة كأس السوبر الإيطالية ثلاث مرّات متتالية أعوام 2021 و2022 و2023، بالإضافة إلى كأس إيطاليا مرّتين متتاليتين عامي 2022 و2023، إلى جانب حصد لقب الدوري عام 2024 بعد غياب موسمين.

ولم تقتصر إنجازات المدرب المعجزة الذي لا يمتلك سجلاً كبيراً في المسيرة التدريبية عند هذه الألقاب فقط، بل تمكن أيضاً من الوصول بالفريق إلى المباراة النهائية في بطولة دوري أبطال أوروبا موسم 2022-2023 بعد غياب دام 13 عاماً، ولكنه خسر هذا اللقاء أمام مانشستر سيتي الإنكليزي بنتيجة 1-0 في واحدة من أفضل مستوياته في البطولة على الإطلاق.

من يريد يفعل
دائماً ما يقولون إنه من يريد يفعل، ويتمكن من تحقيق المستحيل، وهو ما أثبته المدرب سيموني إنزاغي الذي تمكن من قيادة إنتر ميلان للموسم الثالث توالياً.

وعلى الرغم من أنّ الفريق لم يكن نشطاً في سوق الانتقالات الصيفي، وكانت معظم الصفقات مجانية، وكلها فوق سن الـ30 عاماً، باستثناء اللاعب فراتيسي الذي استقدمه النادي الإيطالي بـ27 مليون يورو، إلّا أنه نجح في تحقيق عدد من النتائج الإيجابية.

وأبرز هذه النتائج مع انطلاق الموسم هو التعادل السلبي أمام مانشستر سيتي الإنكليزي في الجولة الأولى من دوري أبطال أوروبا على ملعب الاتحاد، والخروج بنقطة صعبة من "فم الأسد".

ورغم أنها تُعتبر نتيجة إيجابية، إلّا أنّ إنزاغي أكّد في تصريحاته أنه كان يطمح في تحقيق الفوز على غريمه في عقر داره، ولم يكن راضياً عن هذه النتيجة نهائياً، خصوصاً بعدما أهدر لاعبوه العديد من الفرص طوال المباراة، كما أنه كان يرغب في كسر سلسلة اللاهزيمة للفريق السماوي على ملعب الاتحاد الذي لم يتحقق منذ عام 2018.

واستطاع إنزاغي في غضون سنوات قليلة بصناعة فريق مرعب، بإمكانه مواجهة عمالقة الفرق الأوروبية مثل ريال مدريد الإسباني وغيره، وتحقيق الانتصار عليهم، رغم الإمكانيات المادية المحدودة، والتي لا تؤهله للتعاقد مع بعض الصفقات القوية مثل بقية الفرق الكبرى.