مهمة فليك تتعقّد في ظل الإصابات. (أ ف ب)
محمد يوسف
مع انطلاق صافرة نهاية مباراة برشلونة وخيتافي في الدوري الإسباني، حقق الـ"بلوغرانا" العلامة الكاملة، بـ7 انتصارات بفارق 4 نقاط عن ريال مدريد أقرب ملاحقيه، وفي الوقت نفسه، واصل المارد الذي حرّره المدرب الألماني هانسي فليك تحرّره من المصباح.
أراد فليك أن ينشر قواعده داخل برشلونة، لا يهمّ من يلعب بقدر ما يلتزم اللاعب الذي يشترك في المباراة بالتعليمات، لذا واجه المدرب الكثير من الإصابات في مختلف الخطوط بصدر رحب.
من المؤكّد أن غياب لاعبين مثل غافي وفرينكي دي يونغ ورونالد أراوخو وأندرياس كريستينسن ومارك آندريه تير شتيغن ومارك برنال وداني أولمو، يمكنهم أن يكونوا ذريعة مثالية لأي مدرب كي يدّعي عدم القدرة المنافسة، لكن فليك منذ الوهلة الأولى رفض استخدام التبريرات كسلاح عند الفشل.
وحتى مع الخسارة أمام موناكو في افتتاح مباريات دوري أبطال أوروبا بهدفين لهدف، كان له ما يبرّره حين تعرّض إريك غارسيا للطرد، واضطر الفريق للعب نحو 80 دقيقة بعدد منقوص، لكن ذلك أيضاً لم يرق لفليك كي يعتبره التبرير المثالي للخسارة، لأنّ لغة إلقاء اللوم على الآخرين ليست ضمن قاموس كلماته.
أدار فليك عمليات مداورة محسوبة لإراحة لاعبين مثل بيدري وبالدي وليفاندوفسكي، لكن في الوقت نفسه رفض المدرب أن يُدخل نجماً مثل جولز كوندي ضمن تلك الخطط، ليشارك في كل دقائق مباريات الدوري الإسباني، لأنه يرى أن اللاعب نفسه لديه القدرة كي يواصل العمل، وقد تألق بشدة في مباراة خيتافي وساهم في تسجيل هدف المباراة الوحيد.
إن قائمة برشلونة فيها الكثير من الناشئين والشباب وتنقصهم الخبرات اللازمة، لكن فليك قرّر التعامل مع ما لديه من إمكانيات، فأشرك لاعبين مثل جيرارد مارتن وهيكتور فورت وسيرجي دومينغيز ضمن مباريات الليغا.
ولن يكون برشلونة قادراً على تدارك الفارق في الإمكانيات بينه وبين ريال مدريد الذي يملك قائمة جاهزة من اللاعبين المميزين في مختلف المراكز، ولكن النتيجة الظاهرة هي أنّ الفريق يتصدر ترتيب الدوري، ولا يزال لديه سلسلة طويلة من التحدّيات ومكافحة الإصابات.
وفي نفس السياق، حرص فليك على إراحة لامين يامال نجم الفريق الشاب في الكثير من اللحظات، لا سيما أن تألقه اللافت للنظر دفع الكثير من المنافسين لاستخدام العنف معه، وارتكاب أخطاء متهوّرة قد تكلفه إصابة، لا سيما أنه في آخر مباراتين تعرّض لمخالفات بالغة السوء، كادت أن تعرّضه لإصابة، لذا حاول المدرب الألماني أن يبعده عن الجبهة اليمنى، وأشركه أكثر في العمق على أمل تخفيف الضغط عليه.
وفي المقابل، سيكون على الإدارة عبء العودة إلى قاعدة 1 إلى 1 الخاصة بقوانين اللعب المالي النظيف، من أجل سهولة إبرام الصفقات، لا سيما أن الفريق يحتاج إلى بعض التدعيمات في الوسط والهجوم ومركز حراسة المرمى، في حين كان خافيير تيباس رئيس رابطة الليغا أول المبشرين باقتراب النادي من تلك الخطوة، ولكن الجمهور يحتاج إلى خطوات ملموسة على أرض الواقع، واتفاق نهائي مع صانع قميصه وتوقيع العقد الجديد الذي قد يدعم ميزانية النادي.
وإذا ما نجح برشلونة في ضمّ لاعبين جدد قد يحصل فليك على فرصة للمنافسة بشكل أفضل في دوري أبطال أوروبا، لا سيما أن عمله في بطولة الليغا يحظى بتقدير كبير من الإدارة والجمهور واللاعبين، ويكفي أن النادي دخل الكثير من الاختبارات الصعبة مثل فياريال وجيرونا وأتليتك بلباو، وخرج منها بانتصارات مستحقة.
وستكون مباراة أوساسونا المقبلة في الليغا بمثابة اختبار آخر لفليك، الذي يأمل أن يصل إلى فترة التوقف الدولي، والفريق لديه العلامة الكاملة في مباريات الليغا، خصوصاً أن المنافسة لن تكون سهلة مع ريال مدريد وأتلتيكو.