النهار

هل يتحوّل أرتيتا لمورينيو بمواجهة غوارديولا؟
المصدر: النهار العربي
يبدو أن منافسة بيب غوارديولا وميكيل أرتيتا هذا الموسم قد خرجت من عباءة الاحترام المتبادل التي غطت تحدي الفريقين خلال الموسمين الماضيين، لتنتقل إلى حالة من العدائية العلنية أو "الحرب" كما وصفها غابرييل مدافع أرسنال قبل أن يؤيد غوارديولا هذا التعبير ليكون ذلك بمثابة إعلان عن بدء مرحلة من المواجهات المفتوحة خارج الملعب بين الناديين.
هل يتحوّل أرتيتا لمورينيو بمواجهة غوارديولا؟
غوارديولا وأرتيتا خلال لقاء مانشستر سيتي وأرسنال (إكس)
A+   A-
هاني سكر
 
يبدو أن منافسة بيب غوارديولا وميكيل أرتيتا هذا الموسم قد خرجت من عباءة الاحترام المتبادل التي غطت تحدي الفريقين خلال الموسمين الماضيين، لتنتقل إلى حالة من العدائية العلنية أو "الحرب" كما وصفها غابرييل مدافع أرسنال، قبل أن يؤيد غوارديولا هذا التعبير ليكون ذلك بمثابة إعلان عن بدء مرحلة من المواجهات المفتوحة خارج الملعب بين الناديين.
 
المشكلات بدأت تتزايد بين الطرفين منذ انتهاء مواجهتهما بالدوري على التعادل 2-2، حيث كان العراك بين اللاعبين داخل ملعب الاتحاد بمثابة الشرارة لبدء مرحلة من الصدام الحاد مع بدء انتقاد أرسنال لإضاعة الوقت خلال المواجهة، بالوقت الذي ظهر فيه تشكيك من الطرف الآخر بأن المدفعجية يواجهون قرارات تحكيمية لا يواجهها سيتي، وفعلياً الحديث بهذه النقطة ظهر منذ لقاء برايتون، حيث قالت الصحف الإنكليزية إن لاعبي أرسنال ناقشوا داخلياً أمر أن حالة مثل طرد رايس، ضد برايتون، أو تروسارد، ضد مانشستر سيتي، يتعرض إليها أرسنال فقط، وأن لاعبي سيتي لا يحصلون على إنذارات كهذه، بصورة جعلت الفريق أكثر تشكيكاً بعدالة المنافسة بين الطرفين.
 
انتقاد طريقة تصرف أرسنال خلال اللقاء لم يتعلق فقط بالجمهور أو الإعلام أو حتى بيب، فحتى لاعبو سيتي انتقدوا أرسنال علناً بتصريحاتهم ووصف برناردو اللقاء بالقول إنه "كان هناك فريق واحد فقط يلعب كرة قدم بالملعب، وآخر يقوم بكل جهده لتعطيل اللقاء بمساعدة الحكم"، بالوقت الذي قال فيه رودري إن الفرق بين منافسة أرسنال حالياً وليفربول سابقاً هو أن أرسنال لم يفز بأي شيء حتى الآن عكس ليفر الذي حقق الدوري والأبطال.
 
أرتيتا خرج للرد سريعاً على ما قيل لكن رده ترك أثراً صعباً لدى بيب وفريقه السابق حيث قال "كنت في سيتي لأربع سنوات وأعرف كيف تتم الأمور، ما قمنا به يقوم به أي فريق، وبإمكانكم مشاهدة ما فعله سيتي حين لعب لثلاثين ثانية بدون رودري".
 
تصريح مدرب أرسنال استفز بيب الذي أصبح أكثر عدائية بالتصريحات بالفترة الأخيرة، وهو ما لم نعتد عليه سابقاً، وعدائية تصريحات غوارديولا لا ترتبط فقط بأرسنال، بل يمكن ببساطة مشاهدة المؤتمرات الصحافية التي تحدث فيها عن محاكمة سيتي وقوله إنه سعيد ببدء المحاكمة وواثق بأن النادي سيتجاوزها بسلام، مشيراً إلى أن الجميع يريد أن يتم تجريد سيتي من كل شيء والقضاء على النادي.
 
ذكّر بيب خلال تصريحه بأن هناك 9 أندية إنكليزية دعمت شكوى الاتحاد الأوروبي ضد مانشستر سيتي من سنتين حين تمت معاقبة النادي بالحرمان من المشاركة بدوري الأبطال، قبل أن تُسقط محكمة التحكيم الدولية "كاس" هذا القرار ويذهب سيتي للعب والفوز بالبطولة، أما الجانب الأهم فهو أن بيب عاد بعد عامين لسرد تلك القصص وإظهار أن الجميع يكره فريقه ويريد إيقافه.
 
بيب ربط حتى تصريح أرتيتا بقضية سيتي حالياً وطلب منه المزيد من الإيضاح حول المعلومات التي يمتلكها جراء بقائه 4 سنوات في سيتي، ولو أن رد أرتيتا كان دبلوماسياً جداً حين قال إنه يحب بيب لكن صداقتهما هي خارج الرياضة، وإن كانت ستتأثر بسبب فوز أو تعادل "فإني لن أتحدث معه بعد ذلك".
 
أمر لافت أن تتحول شراكة بيب وأرتيتا التي امتدت لحوالي 3 سنوات ونصف سنة في سيتي إلى عدائية، فربما لم يكن يتخيل غوارديولا حين طلب من النادي فتح الباب لأرتيتا كي يغادر وينتقل لتدريب أرسنال قبل 5 سنوات، أن الصراع سيمتد بهذا الشكل، وسيصبح هذا الرجل هو الراغب باستفزاز خصمه داخل الملعب وخارجه بأي طريقة.
 
بالواقع لم يعِش غوارديولا هذا الاستفزاز من خصومه في السنوات الأخيرة، فحين كان كلوب هو الخصم المباشر لبيب كانت المؤتمرات الاستفزازية نادرة بينهم، وسرعان ما يعود المديح والثناء لقدرات الخصم ليتصدر تصريحاتهما، وفي ألمانيا لم يكن بيب أيضاً ليجد خصماً يحاول استفزازه خلال تجربته ببايرن، لذا يمكن القول إنه منذ ثنائية الصراع بينه وبين مورينيو في إسبانيا لم يعش غوارديولا موقف الشخص الذي يجد ذاته مع فريقه داخل حرب، لأن الخصم اقتنع بأن مسار الفوز بالدوري يحتاج لمزيد من السخونة والإثارة خارج الملعب بعد الخيبة التي عاشها الفريق اللندني في آخر موسمين.
 
حتى الدوري الإنكليزي افتقد هذا الطابع من التنافس العدائي في السنوات الأخيرة، ربما يمكننا أن نتذكر سوء علاقة مورينيو وكونتي مثلاً، أو كونتي وتوخيل بعدها، لكن على مستوى الصراع على لقب الدوري، ربما لم نشاهد هذه العدائية منذ أيام مورينيو وفينغر وفيرغسون وبينيتيز، لذا علينا ربما أن نترقب موسماً مليئاً بالتصريحات والتشكيكات، وانتظار لقاء إياب سيكون بالعنف ذاته الذي شاهدناه بالفصل الأول من الموسم.

اقرأ في النهار Premium