النهار

ثيو هيرنانديز... المدافع الهداف الذي لمع مع ميلان
المصدر: النهار العربي
ثيو هيرنانديز صاحب الـ26 عاماً، الذي خرج من عائلة كروية، فهو الأخ الأصغر للمدافع لوكاس هيرنانديز الذي يلعب في صفوف نادي باريس سان جيرمان، والابن الأصغر للاعب جان فرانسوا هيرنانديز الذي لعب لنادي أتلتيكو مدريد وعدد من الفرق الأخرى مثل مرسيليا ورايو فايكانو وغيرهما.
ثيو هيرنانديز... المدافع الهداف الذي لمع مع ميلان
ثيو هيرنانديز. (أ ف ب)
A+   A-
آية جبر

النجاح ليس بالتواجد في أكبر الأماكن أو أشهرها، بل النجاح الحقيقي يأتي عندما يتواجد المرء في المكان المناسب له، الذي يساعده في إظهار إمكانياته.
هذا هو الحال مع المدافع الفرنسي ثيو هيرنانديز، الذي لعب لكبار أندية أوروبا، إلّا أن نجمه لم يسطع سوى مع نادي ميلان، الذي يلعب ضمن صفوفه في الوقت الراهن.

عائلة كروية وموهبة حقيقية
دائماً ما نستمع إلى جملة "أبناء العاملين"، والتي تنتشر بشدّة داخل العديد من الأندية في الوطن العربي، نتيجة إدخال اللاعبين ذويهم إلى الأندية التي يلعبون ضمن صفوفها، ونادراً ما يخرج منهم المواهب الحقيقية، إلّا أن هذا الأمر لا ينطبق على المدافع ثيو هيرنانديز صاحب الـ26 عاماً، الذي خرج من عائلة كروية، فهو الأخ الأصغر للمدافع لوكاس هيرنانديز الذي يلعب في صفوف نادي باريس سان جيرمان، والابن الأصغر للاعب جان فرانسوا هيرنانديز الذي لعب لنادي أتلتيكو مدريد وعدد من الفرق الأخرى مثل مرسيليا ورايو فايكانو وغيرهما.

ظهرت موهبة ثيو من الصغر بعدما ورث الجينات الدفاعية المتواجدة في عائلته، لينضمّ إلى أكاديمية أتلتيكو مدريد، وهو لم يكن قد أكمل عقده الأوّل، ونجح في التدرّج في الفرق العمرية في النادي حتى وصل إلى الفريق الرديف، ولكنه لم يحصل على فرصة اللعب مع الفريق الأوّل، ليخوض اللاعب تجربة جديدة في نادي ديبورتيفو ألافيس، لكن مسيرته لم تستمر هناك سوى موسم واحد بعدما خاض 32 مباراة فقط.

ريال مدريد ليس الفريق المناسب
كانت الخطوة الفاصلة في حياة ثيو هيرنانديز الكروية عندما تلقّى عرضاً من العملاق الأوروبي ريال مدريد في ميركاتو 2017، وبالفعل انتقل إليه، إلّا أن مسيرته لم يُكتب لها النجاح، بعدما تواجد غالبية الوقت على دكة البدلاء، ولم يتمكن ثيو من إثبات نفسه في الدقائق التي لعب فيها، حتى قرّر الرحيل عن الـ"ميرينغي" بعد موسمين تُوّج خلالهما معه بأربعة ألقاب: (دوري أبطال أوروبا، السوبر الأوروبي، كأس العالم للأندية، السوبر الإسباني)، ولكنه ظل المكان غير المناسب له، فيما كانت الخطوة التالية مشابهة لما سبق، بعدما فشل في البقاء ضمن صفوف ريال سوسييداد الذي استمر معه موسماً واحداً فقط على سبيل الإعارة، قبل أن يعود إلى ريال مدريد من جديد، الذي لجأ إلى بيعه لنادي ميلان صيف 2019 بصفقة وصلت إلى 20 مليون يورو.

المحطة الأخيرة
أخذ قطار الحياة اللاعب ثيو هيرنانديز إلى محطات عدة في حياته الكروية، قبل أن يتوقف في تموز (يوليو) 2019 في المحطة المناسبة له وهو نادي ميلان، حيث كان البداية الحقيقية للاعب الفرنسي، والذي حظي باهتمام المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي المدير الفني آنذاك.

وخلال العام الأوّل للاعب مع ميلان، بدأت إمكانياته الفنية في الظهور، والتي لم تقتصر على كونه ظهيراً أيسر، يتميز بسرعته وقوته الدفاعية وعرضياته الحاسمة، بل إنه يمتلك القدرة التهديفية أيضاً، بعدما سجّل 7 أهداف ذاك الموسم، وقدّم 3 تمريرات حاسمة، ثم استمر اللاعب في إظهار الإمكانيات الفنية لديه، بعدما أصبح المدافع الوحيد في الدوريات الأوروبية الكبرى الذي يسجّل ثنائية في مباراة واحدة، وشهد هذا الموسم إحراز ثيو 8 أهداف، ومساهمته في 7 أخرى في مختلف البطولات، ليكون أحد المشاركين في إعادة لقب الدوري الإيطالي إلى ميلان من جديد موسم 2022/2021.

وبفضل هذا الموسم المميز، استقرّ ثيو هيرنانديز على تجديد عقده مع ميلان لمدة ثلاثة مواسم، لتستمر مسيرته الناجحة، والتي وصلت إلى 5 أهداف بالإضافة إلى تمريراته الحاسمة التي كانت بمثابة الهدايا إلى زملائه في الفريق، وعددها 6 تمريرات، وفي الموسم التالي أحرز 5 أهداف وأهدى 7 تمريرات حاسمة.

ردّ الجميل لمالديني
كان أسطورة الدفاع في ميلان باولو مالديني هو السبب وراء إقناع ثيو هيرنانديز بالانتقال إلى الـ"روسونيري"، ليردّ اللاعب هذا الجميل إلى الأسطورة الإيطالية، بأن يتمكن من التساوي معه في الرقم القياسي المسجّل باسمه، وهو تسجيل 29 هدفاً، وأن يكون هو المدافع الأكثر تهديفاً في تاريخ ميلان، لكن الفارق أنّ مالديني استغرق 25 عاماً لعب خلالها 647 مباراة من أجل تسجيل هذه الأهداف، بينما احتاج هيرنانديز إلى 5 مواسم فقط، خاض خلالها 168 مباراة.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium