النهار

أعلنت شركة "أوبن إيه آي" أنها رصدت استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التي تطورها في إنتاج محتوى انتخابي مزيف، يشمل التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي وحتى المقالات الطويلة، التي تهدف إلى التأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركيّة المقبلة، وفقاً لتقرير جديد صدر يوم الأربعاء.

وأوضح التقرير أن مجرمي الإنترنت باتوا يعتمدون بشكل متزايد على أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل "شات جي بي تي"، في تنفيذ أنشطتهم الخبيثة. هذه الأنشطة تشمل تطوير البرمجيات الضارة وتصحيح أخطائها، إلى جانب إنتاج محتوى مزيف للمواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي. ومنذ بداية عام 2024، أفادت الشركة أنها تمكنت من إحباط أكثر من 20 محاولة من هذا النوع، من بينها مجموعة حسابات أنشئت في آب (أغسطس)، استُخدمت لإنتاج مقالات تتناول مواضيع متنوعة، بما في ذلك الانتخابات الأميركيّة.

وفي ظل هذا التطور، تزايدت المخاوف من استغلال أدوات الذكاء الاصطناعي ومواقع التواصل الاجتماعي لنشر محتوى مزيف يؤثر على مجريات الانتخابات، خاصةً مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.

ووفقاً لوزارة الأمن الداخلي الأميركيّة، تواجه البلاد تهديدات متزايدة من دول مثل روسيا، إيران والصين، التي تسعى للتأثير على انتخابات 5 تشرين الثاني (نوفمبر). وغالباً ما تعتمد هذه الدول على أدوات الذكاء الاصطناعي لنشر معلومات كاذبة أو محتوى يهدف إلى إثارة الانقسامات.

في هذا السياق، أصدرت "أوبن إيه آي" تقريراً يتزامن مع تقرير أمني صدر عن "مايكروسوفت" في آب (أغسطس)، أعلنت فيه الشركة أنها قامت بحظر عدة حسابات إيرانية استُخدمت لتوليد محتوى زائف يتعلق بالانتخابات الأميركيّة وغيرها من الأحداث العالمية. كما أفادت بأنها حظرت في تموز (يوليو) عدة حسابات من رواندا، كانت تستغل "شات جي بي تي" لإنتاج تعليقات تتعلق بالانتخابات في ذلك البلد ونشرها على منصة التواصل الاجتماعي "إكس".

ورغم تلك المحاولات، أكدت "أوبن إيه آي" أن أياً من الأنشطة المذكورة في التقرير لم تتمكن من تحقيق تفاعل واسع أو جذب جمهور مستدام.

وفي خطوة استباقية لمواجهة هذا التحدي، أطلقت "أوبن إيه آي" في كانون الثاني (يناير) الماضي مجموعة من الأدوات لمكافحة المعلومات المضللة التي ينتجها "شات جي بي تي"، في إطار مساعيها للتصدي لسوء استخدام تقنياتها قبل الانتخابات العالمية المقبلة. كما أعلنت في ذلك الوقت عن حظر استخدام "شات جي بي تي" في الحملات السياسية.

ووأخيراً، عززت "أوبن إيه آي" مكانتها كواحدة من أكثر الشركات الخاصة قيمة على مستوى العالم، بعد أن حصلت على تمويل بلغ 6.6 مليارات دولار في جولة استثمارية. ومنذ إطلاق "شات جي بي تي" في تشرين الثاني (نوفمبر) 2022، تجاوز عدد مستخدميه النشطين أسبوعياً 250 مليون مستخدم.